لكل صغير حلم ترسخ في مخيلته نابع عن رغبته في التقليد ،فلو سئلنا أحد الأطفال ماذا تريد أن تكون عندما تكبر؟سنجد إجابته متوجهة نحو مجال معين قد يجيب بمعلم أو مهندس أو طبيب ….، ويبدأ هذا الحلم أو الطموح بالنمو يكبر معه منذ الصغر ليكون هو الهدف الذي يسعى أليه عن طريق الدراسة والاجتهاد ،تمر السنين ونرى ذلك الصغير قد كبر وتجاوز مراحل الدراسة الابتدائية والمتوسطة و الإعدادية بعد تعب وعناء طويل ،والآن لقد حان الوقت بعد أن يقترب ذلك الحلم للحقيقة بدخوله الجامعة وممارسته الاختصاص الذي كان يتمناه ،تمر مراحل الدراسة الجامعية أجمل الأيام بلمح البصر فيتخرج الطالب وهو ينتظر الوقت الذي يجمع فيه ثمار دراسته ….ولكن!!سرعان ما يصطدم الحلم أمام الواقع حينما يجد نفسه معلم أو مهندس مع وقف التنفيذ ، يحمل شهادة معلقة على الحائط فتلك هي حصيلة التعب !!إذ لا يجد الخريج الجامعي فرصه في التعيين ضمن اختصاصه سوى في وزارتي الدفاع والداخلية عن طريق (الواسطة ) ورغم قبوله بالأمر الواقع وممارسة عمله في الجيش أو الشرطة ألا انه يفاجئ بمنافسة الكلاب !! لا تتعجبوا من قولي نعم الكلاب البوليسية لما أعطيت من مميزات وحصانة حكومية ، ففي الفترة الأخيرة وبعد أن فشل قادة الأمن في صد الهجمات الإرهابية اعترفوا وبصراحة متأخرة عن عدم جدوى جهاز الكشف عن المتفجرات (السونار ) وأنه كان نتيجة لصفقات فساد.
لقد جاء رئيس الوزراء السيد المالكي بالحلول وذلك بعد سقوط آلاف العراقيين ضحية الإرهاب والخطط الفاشلة لقادة الأمن…ولكن!! كانت الحلول التي جاء بها المالكي عبارة عن(كلاب بوليسية) مدربة على كشف المواد المتفجرة فربما يكون الكلب هو الحل الذي سيفتك بالإرهاب !!ويوقف نزيف الدم العراقي .
هناك ما يدفعني للتساؤل حول صفقة الكلاب البوليسية هل خضعت للدراسة الكافية فيما يخص مدى نسبة نجاحها أو فشلها؟؟ أم أنها ستلحق بجهاز السونار والصبات الكونكريتية لتدون ضمن قائمة الفشل الحكومي،وان فشلت الكلاب البوليسية بماذا سيبرر المالكي فشله هل سيرمي فشله نحو صفقة كلاب فسادة؟؟ فيقول بأن الكلاب البوليسية استبدلت بكلاب سائبة!! إلى متى يبقى العراق يهدر ملايين الدولارات من أجل الجيش والشرطة والصفقات الفاسدة دون أي نتيجة في وقت يجلس فيه طلاب الجامعات على الأرصفة دون أي فرصة للعمل ، لكم أترك الإجابة عن تلك الأسئلة فأهل مكة أدرى بشعابها .