27 ديسمبر، 2024 3:03 م

القعود على التل أسلم

القعود على التل أسلم

لعل هذا المبدأ سيء الصيت الذي هو للباطل أقرب من الحق والذي أسس له وتبناه (ابو هريرة)حينما قال (الطعام مع معاوية أدسم والصلاة مع علي أتم والقعود على التل أسلم بعد أن أحتدم القتال بين جيش الامام علي(ع) وجيش معاوية في واقعة صفين وقد ورد هذا الخبر أو الرواية في كتاب الزمخشري الذي يعد من مشاهير علماء السنة…أن مثل هذا الموقف يعتبر خذلان وخيانة لطرف الحق لا سيما هو يعرفه جيداً ويعلم ان الحق لابد ان يكون مع أحد الطرفين المتقاتلين من جهة وتقوية وتاييد للباطل من خلال التخلي عنه من جهة ثانية.
وقد سار على هذا النهج الكثيرون عبر التاريخ والى يومنا هذا وما واقعة كربلاء الا تجسيد لهذا المبدأ عندما تخلوا عن الامام الحسين بن علي (ع) بعد أن أستقدموه وتركوه مع عائلته وحيداً أمام عشرات الألوف من صيادي الجوائز وطلاب المنح والهدايا والفتات التي يجود بها أصحاب العروش وتنحوا جانباً بأنتظار ما ستئوول أليها ألامور.
وكما يقول الله عز وجل في كتابة الكريم (فذلكم الله ربكم الحق فماذا بعد الحق ألا الضلال فانى تصرفون) أذن لا بد ان يكون هناك حق وباطل في اي نزاع ينشب بين طرفين وعلينا كمسلمون أن نقف جهة الحق ونؤازره بكل ما نستطيع .
من هذا المنطلق وجب علينا ان نصطف مع الحق في النزاع الدائر بين أمريكا وأيران بعيداُ عن الاحقاد التاريخية التي يعيش أوهامها الكثيرون من اخواننا في الداخل والخارج القريب والبعيد الموتورون والمتشنجون من كل ماهو ايراني بعد ان اسست ورسخت لذلك أحاديث وأقوال موضوعة تحمل في طياتها فكر سياسي واضح ومحدد يعمل على ابعاد وتنحية وقد يصل الامر الى تصفية اصحاب الحق خوفاً على العروش التي نزوا عليها ظلماً وعدواناً .
أن مثل هذا التفكير والنهج هو الذي اوصل الامة الى ما وصلت اليه من ضياع وأنحدار وتفريط لقضاياها المركزية ولا غرابة في ذلك في وقتنا الحالي فهم يدافعون عن اسيادهم الذين سلطوهم على رقاب الناس ولكن الاغرب هو موقف بعض من يحسبون على رجال الدين والفكر والاصلاح حينما يصرحون (لا للحرب) او نحن نرفض الحرب وهم بذلك يجافون الحق أو لنقل انهم يخدعون الناس بكلمة حق يراد بها باطل وألا فالامر واضح فكل عاقل يرفض الحرب وهذه من المسلمات التي لا اعتراض عليها ولكن حينما يكون هناك عدوان وتعدي وتحجيم للاسلام والمسلمين وأبقائهم تحت مظلة التخلف والضعف لسهولة السيطرة عليهم وابتزازهم وأغتصاب حقوقهم وحرمانهم من أبسط مقومات العيش الانساني حينذاك يجب أن تقولوا بصراحة ووضوح وهذا ما يامرنا به ديننا الحنيف أن كنتم فعلاً رجال دين حقيقين قلباً وقالباً (لا للعدوان) خصوصاً وان ترديد شعار لا للحرب يفقد معناه الحقيقي ومصداقيته طالما هناك من يحشد للحرب ويسعى اليها للوصول الى أهداف وغايات ترضي أسرائيل ولسواد عيونها أولاً وأبتزاز الثروات والخيرات ونهبها ومن يسعى لأذكاء روح المقاومة ودعمها لصد العدوان وتجنبه بكل الوسائل ويقف صامداً لأعلاء كلمة الحق والاسلام وأستعادة الحقوق التى وضعت في ثلاجة الموتى من قبل حكام الخليج والدول العربية بعد ان انسوا شعوبهم القضية رويداً رويدا.