ضرب للإجماع العربي في “قمة مكة” .. العراق ينتصر لإيران ويُفشل الدبلوماسية السعودية !

ضرب للإجماع العربي في “قمة مكة” .. العراق ينتصر لإيران ويُفشل الدبلوماسية السعودية !

خاص : كتب – سعد عبدالعزيز :

أظهرت “قمة مكة المكرمة”؛ التي دعا إليها الملك، “سلمان بن عبدالعزيز”، مدى تمزق الأمة العربية ومدى تأثير “إيران” ونفوذها على العديد من الدول العربية، ولا سيما “العراق”، الذي أعلن اعتراضه على البيان الختامي لـ”قمة مكة”؛ لأنه ندد بسلوك “إيران” وإعتداءاتها في المنطقة.

الرئيس العراقي: لا نتمنى استهداف أمن إيران..

في كلمته أمام القمة، قال الرئيس العراقي، “برهم صالح”: “إن جمهوريةَ إيران الإسلامية هي دولةٌ مسلمةٌ جارة للعراق والعرب، ويقينًا لا نتمنى أن يتعرض أمنُها إلى الاستهداف، وتربطنا وإياها 1400 كم من الحدود، ووشائجُ وعلاقاتٌ متعددة”.

وحذر “صالح” من إندلاع حرب شاملة في المنطقة، في ظل استمرار الأزمة مع “إيران”، قائلًا: “إن الأزمة الإقليمية والدولية مع إيران تنذر بالتحول إلى حرب شاملة إن لم نحسن إدارتها”.

بدوره أعلن رئيس مجلس الوزراء العراقي، “عادل عبدالمهدي”: “أن العراق لن يدخل في سياسة المحاور، والإصطفافات والإدانات والاتهامات، راجيًا أن تخرج المؤتمرات العربية، والإسلامية المقبلة بخطاب تهدئة يخدم استقرار المنطقة التي عانت من ويلات الحروب والدمار”.

العراق يعترض على البيان الختامي..

وكان الأمين العام للجامعة العربية، “أحمد أبوالغيط”، قد أعلن أن: “العراق يعارض البيان الختامي، الصادر عن القمة العربية الطارئة في مكة المكرمة، والذي ندد بتدخل إيران في شؤون الدول الأخرى”.

وأضاف “أبوالغيط”؛ أن البيان العراقي، بهذا الصدد، ورد فيه: “في حين أن العراق يعيد التأكيد على إستنكاره لأي عمل من شأنه استهداف أمن المملكة وأمن أشقائنا في الخليج، أود التوضيح على أننا لم نشارك في صياغة البيان الختامي؛ وأن العراق يسجل اعتراضه على البيان الختامي في صياغته الحالية”.

وقال الوفد العراقي المشارك في أعمال القمة العربية الطارئة في “مكة المكرمة”، إنه اعترض على صياغة البيان الختامي للقمة، مؤكدًا على أنه لم يشارك في صياغته.

وكان ملك السعودية، “سلمان بن عبدالعزيز”، قد دعا، خلال “قمة مكة”، إلى إتخاذ إجراء حاسم لوقف “الأنشطة التخريبية للنظام الإيراني” في المنطقة في أعقاب هجمات استهدفت ناقلات “نفط” قبالة سواحل “الإمارات” ومحطتين لضخ “النفط” في المملكة.

وجاء في البيان الختامي للقمة أيضًا؛ أن “السعودية” لديها كل الحق في الدفاع عن أراضيها في أعقاب هجمات بطائرة مسيرة شنتها مؤخرًا “جماعة الحوثي” اليمنية على محطتين لضخ “النفط” بالمملكة.

وأكد بيان لدول “مجلس التعاون الخليجي”؛ وآخر منفصل صدر بعد القمة العربية على حق “السعودية” و”الإمارات” في الدفاع عن مصالحهما بعد تلك الهجمات.

مفتي العراق قاطع “وثيقة مكة” !

جدير بالذكر أن مفتي الجمهورية العراقية، “مهدي الصميدعي”، كان قد قاطع “وثيقة مكة”، وقال إن سبب انسحابه من “مؤتمر مكة” هو تعمد “السعودية” تهميش دور “العراق”.

وأوضح “الصميدعي”، خلال خطبة، أمس الجمعة، في “بغداد”، بعض أسباب انسحابه من مؤتمر “وثيقة مكة”، منها “تهميش دور العراق بالكامل، وعدم احترام جميع العراقيين المشاركين”.

مرجع ديني عراقي: إنها “قمة الحقارة والنذالة” !

قال المرجع الديني بالعراق، “محمد الخالصي”، إن هدف القمة التي عُقدت في “مكة” هو تدنيس المقدسات وإعلان الحرب على الإسلام.

واستنكر “الخالصي”، خلال خطبة الجمعة، “قمة الحقارة والنذالة التي دعا إليها حاكم نظام التطبيع والجريمة والردة في مكة أقدس مكان، في أفضل الليالي وفي آخر جمعة من أفضل الشهور، لتدنيس كل هذه المقدسات والدوس على كرامة الأمة وحقوقها في محاولة مفضوحة للتقرب والخضوع إلى رأس الإستكبار العالمي وكيانه الإستيطاني المغتصب لفلسطين، وإعلان الحرب على الإسلام والمسلمين وقواهم المقاومة لهذه الجرائم المذلة والخنوع للعدو”.

العراق لا يمكنه المشاركة في أي إدانة لإيران !

قال الكاتب الصحافي، “سميح صعب”، قبيل إنعقاد “قمة مكة”، إن: “العراق ولبنان لا يمكنهما المشاركة في أي قرارات تدين إيران، وأن مواقفهما تتحرك بين هامشي التحفظ والرفض، وأنه في الحالتين يضربان حالة الإجماع المطلوبة لأي قرارات ضد إيران، والتي لن تتجاوز الإطار المعنوي الإعلامي في كل الحالات”.

وأشار “صعب” إلى: “أن بغداد ومسقط أعلنتا قبل أيام عن استعدادهما للتوسط بين واشنطن وطهران، حيث زار وزير الشؤون الخارجية العماني، يوسف بن علوي، طهران، عارضًا التوسط، كما أرسل رئيس الوزراء العراقي، عادل عبدالمهدي، موفدين إلى طهران وواشنطن”.

الأعرجي: قمة مكة تمنح الضوء الأخضر لشن الحرب على ايران..

اعتبر نائب رئيس الوزراء العراقي الأسبق، “بهاء الأعرجي”، البيان الختامي للقمة العربية الطارئة، بأنه “ضوء أخضر”، لـ”أميركا”، لشن الحرب على “إيران”.

وأضاف أن: “رفض العراق لهذا البيان يعكس تقديره الواقعي لمخاطر هذه المواجهة على المنطقة بصورة عامة والخليج على وجه الخصوص”.

وأشار إلى أن: “البيان الختامي للقمة يعود بالذاكرة إلى عام 2003، عندما احتلت الولايات المتحدة الأميركية العراق، بطلبٍ من بعض دول الجوار وتشكيل التحالف الدولي في حينها؛ ليكون الغطاء الشرعي للاحتلال”.

وختم “الأعرجي” بالقول: “نتمنى من الحكومة العراقية أن يكون لها دور في إيقاف هذا التوتر والطلب من الإخوة العرب إعادة حساباتهم؛ وإلا ستكون ثرواتهم واقتصاداتهم الوطنية ثمن لهذه الحرب إن وقعت لا سمح الله”.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة