19 ديسمبر، 2024 12:09 ص

المراهقون في الاتحاد الوطني الكردستاني

المراهقون في الاتحاد الوطني الكردستاني

لم يعُد الاتحاد الوطني الكردستاني حزباً موحداً بعد وفاة جلال الطالباني، إذ ظهر أكثر من جناح داخل هذا الحزب. لكن أكثر الاجنحة تلاشت رويداً رويداً، خاصة بعد أحداث السادس عشر من اكتوبر عام 1917 وذلك بعد سيطرة نجل الطالباني (بافل) وابن عمه لاهور على زمام الامور في الاتحاد رغم افتقادهما لعضوية المكتب السياسي لهذا الحزب. أما كوسرت رسول نائب الامين العام للاتحاد فلا حول له ولاقوة، فهو عديم الصلاحية. لايلتزم أحد بالقرارات التي يصدرها أو أي اتفاق يبرمه مع الأحزاب الأخرى.
أعضاء المكتب السياسي والمجلس القيادي للاتحاد عدا الملا بختيار وعدد آخر قليل، أصبحوا تابعين لبافل ولاهور. لقد انقلب بافل ولاهور على الشخصيات المهمة في الاتحاد وأبعدوهم عن الساحة رغماً عنهم ولم يحسبوا أي حساب لتاريخهم النضالي الطويل. هذان الشخصان وبتخطيط من دولة اقليمية وقوى أخرى داخل العراق، سلَما كركوك والمناطق المتنازع عليها على طبق من ذهب الى قوات الحشد والحرس الثوري. وها هما اليوم مع من يؤيدهم داخل الاتحاد يتباكون عليها ويدَعون حرصهم الشديد عليها، متهمين في نفس الوقت الآخرين بالتخلي عنها، بالضبط مثل الذي يقتل شخصا ويسير خلف جنازته.
كركوك وبقية المناطق المتنازع عليها تتعرض اليوم لسياسة التعريب وهدم منازل الأكراد أوتهجيرهم منها، إضافة الى حرق منازلهم ومزارعهم. رئيس الجمهورية برهم صالح وهو من الاتحاد لايحرك ساكناً ومازال مثل سلفه فؤاد معصوم مشغولاً بزيارة الدول الأخرى وأطلاق تصريحات رومانسية وكأنه يعيش في كوكب آخر لاوجود لشعبه الكردي الذي يدَعي الانتماء اليه.
لقد حاول الاتحاد الوطني الكردستاني مابوسعه لعرقلة انعقاد أعمال برلمان اقليم كوردستان بعد الانتخابات الاخيرة الي جرت في الاقليم، لكنه لم يفلح. ثم حاول بعدها عرقلة انتخاب رئيساً للاقليم، ففشل. وها هو اليوم يعمل على عرقلة تشكيل الحكومة وذلك بحجج تثير السخرية، لايقبلها أي عاقل.
هذه التصرفات اللامسؤولة ليست عفوية وانما تأتي ضمن مخطط مرسوم من دولة مجاورة لاتريد لاقليم كوردستان خيراً ولاتتحمل استقراره.
عدد من مؤيدي بافل ولاهورفي الاتحاد يطلقون بين فترة وأخرى تصريحات يشيرون فيها الى عدم ممانعتهم إقامة ادارتين في الاقليم كالذي حصل في تسعينيات القرن الماضي بعد الاقتتال الذي وقع بين الحزبين الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني. وهذا أمر يرفضه الشعب الكردي.
واليوم تواجه الحزب الديمقراطي الكردستاني وحركة التغيير تحديات جمَة للتفاهم مع الاتحاد الوطني المنقسم على نفسه والمفتقر لقيادة موحدة تستطيع اتخاذ قرارات سياسية تهدف الى خدمة الاقليم لا مصالحها الشخصية الضيقة.
لاشك ان الحزب الديمقراطي الكردستاني قادر على تشكيل الحكومة بمشاركة من حركة التغيير وأحزاب أخرى، الا ان هذا الحزب أعلن في أكثر من مناسبة انه يتطلع الى تشكيل حكومة عريضة يشارك فيها الجميع من أجل خير كردستان واستقراره، لكن يبدو أن الاتحاد الوطني يترجم موقف الديمقراطي هذا الى عدم قدرة هذا الحزب على فعل أي شيء في هذا المجال بعيدا عن مشاركة الاتحاد رغم الفوز الساحق الذي حققه الحزب الديمقراطي في الانتخابات الاخيرة. أن دلَ هذا على شيء انما يدل على أن أمور الاتحاد تقع اليوم في أيدي مراهقين يدَعون السياسة أمثال بافل الطالباني وابن عمه ومن يدور في فلكهما.