خاص : كتبت – نشوى الحفني :
في خطوة أفشلت جهود رئيس الوزراء الإسرائيلي، “بنيامين نتانياهو”، تجاه تشكيل حكومة جديدة، وضربت بأحلامه وطموحاته عرض الحائط وقد تقلب موازين المخططات السياسية التي يسعى إلى تحقيقها، وافق “الكنيست” الإسرائيلي، ليل الأربعاء-الخميس، على حلّ نفسه وإجراء انتخابات تشريعيّة جديدة، في 17 أيلول/سبتمبر 2019، في سابقة أولى في تاريخ “إسرائيل”، التي لم يسبق أن حل أي من برلماناتها نفسه بعد أقل من شهرين على انتخابه.
وأتى التصويت على اقتراح القانون مع إنتهاء المهلة المحدّدة لـ”نتانياهو”، رئيس الحكومة المكلّف لتشكيل الحكومة، وتفضيل زعيم “الليكود” خيار العودة إلى صناديق الإقتراع على خسارة مهمة التكليف لصالح شخصية أخرى، كان بإمكان الرئيس، “رؤوفين ريفلين”، أن يُكلّفها مهمّة تشكيل الحكومة لو لم يحلّ “الكنيست” نفسه.
ومُنيت جهود “نتانياهو”، لتشكيل الحكومة، بالفشل، على الرغم من فوز الحزب الذي يتزعمه، “الليكود”، والأحزاب اليمينية والدينية بأغلبية 65 مقعدًا من أصل 120 في الانتخابات العامّة، في 9 نيسان/أبريل الماضي.
ومنع وزير الأمن السابق، “أفيغدور ليبرمان”، “نتانياهو”، من التوصل إلى اتفاق لتشكيل الائتلاف الحكومي بسبب رفض “ليبرمان” التخلي عن مطلب رئيس.
وكانت المقاعد الخمسة، التي فاز بها حزب “ليبرمان”، (يسرائيل بيتنو)، في انتخابات نيسان/أبريل 2019؛ كافية لإزعاج “نتانياهو”.
تعهد بفوز “الليكود”..
وعقب ذلك؛ تعهد رئيس الوزراء الإسرائيلي، “بنيامين نتانياهو”، بأن حزب “الليكود”، المحافظ، الذي يتزعمه، سيفوز في الانتخابات الإسرائيلية المبكرة.
وقال “نتانياهو”، للصحافيين، بعد تصويت “الكنيست”: “سنخوض حملة انتخابية نشطة وواضحة؛ تحقق لنا النصر. سنفوز، سنفوز والشعب سيفوز”.
وأضاف “نتانياهو”: “الشعب اختارني لرئاسة الحكومة، قبل عدة أسابيع. هناك حزب واحد خدع ناخبيه؛ وهو (حزب) أفيغدور ليبرمان، ولم ينضبط ولم ينفذ وعوده”.
وشدد “نتانياهو” على أنه إنتهى من التوصل إلى اتفاقات ائتلافية مع 60 عضوًا في “الكنيست”، منذ مدة طويلة، و”كل التقارير التي تحدثت عكس ذلك زائفة”.
وقد ذكر الرئيس الإسرائيلي، “رؤوفين ريفلين”، في وقت سابق من أمس الأول الأربعاء، أنه في حال عجز “نتانياهو” عن تشكيل الحكومة؛ فلن يكون أمامه إلا خياران، إما تكليف عضو “كنيست” آخر عدا “نتانياهو” بإتمام هذه المهمة، أو الذهاب إلى انتخابات جديدة.
قانون الخدمة العسكرية الإلزامية للمتشددين..
وتمحور الخلاف، بين “نتانياهو” و”ليبرمان”، حول سعي الأخير إلى ضمان الموافقة على مشروع قانون يهدف إلى جعل الخدمة العسكرية إلزامية لليهود المتشددين مثل غيرهم من اليهود الإسرائيليين.
ويُعتبر إلتحاق اليهود المتشددين بالخدمة العسكرية قضية بالغة الحساسية في “إسرائيل”؛ ويواجه مشروع القانون معارضة من الأحزاب اليهودية المتشددة، التي تشغل 16 مقعدًا في البرلمان، والتي يريد “نتانياهو” أن يشركها في ائتلافه.
ترامب: أمر مؤسف..
وأعرب الرئيس الأميركي، “دونالد ترامب”، عن أسفه لتنظيم انتخابات جديدة بفارق أشهر في “إسرائيل”.
وقال “ترامب”، للصحافيين، في الحديقة الجنوبية لـ”البيت الأبيض”: “ما حدث في إسرائيل أمر مؤسف للغاية. لقد بدأ وكأن نتانياهو حقق فوزًا كبيرًا”، قبل أن يصفه “بالرجل الرائع”، وتابع: “سيعودون للانتخابات. هذا مؤسف للغاية”.
تحديات جديدة ولكن مختلفة !
وفور إنتهاء التصويت؛ قالت المديرة العامة للجنة الانتخابات المركزية، “أورلي عدس”، أن: “الوضع الحالي ليس سهلًا، ولكن مع ذلك فإن اللجنة، وعلى مدى السنوات الماضية، أثبتت جدارتها وأنها قادرة على أداء مهامها على الشكل الصحيح وأجراء الانتخابات في أي موعد كان”.
مشيرًة إلى أن الانتخابات السابقة كانت مليئة بالتحديات، معربًة عن إعتقادها بأن الانتخابات القادمة ستكون مليئة بالتحديات أيضًا، ولكنها تختلف كليًا عن سابقتها من الناحية المهنية، مؤكدة على أن ما يهم اللجنة هو إجراء الانتخابات وفق القانون.
ولفتت إلى أنه لم يتم بعد إنهاء الإجراءات المتعلقة بالانتخابات الماضية.
العد التنازلي لنهاية “نتانياهو” السياسية..
عضو الكنيست في قائمة (أزرق أبيض)، “غابي أشكنازي”، رأى أن العد التنازلي لنهاية المشوار السياسي لـ”نتانياهو” قد بدأ في أعقاب الإعلان عن الانتخابات الجديدة، كما أنه أضاف أن سيكون من دواعي سروره إذا دخل اللواء المتقاعد، “يئير غولان”، الحلبة السياسية في صفوف قائمته.
اتهامات لـ”ليبرمان” بالفساد..
فيما هاجم “يائير”، نجل “نتانياهو” الأكبر، “ليبرمان”، واتهمه بالضغط على والده في العام 2009، لتعيين مستشار قضائي للحكومة آنذاك، ليغلق ملفات الفساد التي كان متهمًا بها. ورد “يسرائيل بيتنو” على ذلك بالقول، إن “يائير”، “يحتاج إلى طبيب نفساني بشكل عاجل”.
كما وصف رئيس حزب “الاتحاد الوطني” اليميني، “بتسلئيل سموتريتش”، في حسابه على (تويتر)، “أفيغدور ليبرمان”، بـ”الرجل الساذج وغير المسؤول”، قائلًا إنه: “لم يترك أي بصمة لمدة 30 عامًا قضاها بالنشاط السياسي”. ورأى “سموتريتش” أن الأمر الملموس الوحيد الذي فعله “ليبرمان”، كان تقويض تشكيل حكومة يمينية جيدة، وسيُذكر بذلك.
وأضاف “سموتريتش” أن تيار “الصهيونية المتدينة”، ستخرج معززة من الانتخابات المقبلة.
حل الكنيست وإسقاط “نتانياهو”..
وعن موقف تحالف “الموحدة والتجمع” علّق النائب في الكنيست، “د. إمطانس شحادة”، أنّ: “موقف كتلة الموحدة والتجمع كان من اليوم الأول، لطرح القانون مع حل الكنيست وإسقاط نتانياهو، هذه الكنيست سيئة للمجتمع العربي بكافة المعايير وعدائية وعنصرية”.
وأضاف “شحادة”: “وفي النهاية؛ هذا كان موقف كافة الأحزاب العربية، ومن الغد سنبدأ العمل على إعادة تشكيل القائمة المشتركة لخوض الانتخابات موحدين”.
وأوضح “شحادة”: “المحاولات التي استهدفت إقصاءنا، كانت كفيلة أن تمنعنا من الدخول للكنيست، لكن التحالف صوّت بشكل مبدئي لحل الكنيست”.
إحباط مخطط “صفقة القرن”..
ومن جهة أخرى؛ تطرق رئيس تحالف (الجبهة والتغيير)، “أيمن عودة”، لأسباب تصويت قائمته لحل “الكنيست”، فقال إن: “الأسباب التي وجهّت النواب لتصويت هما سببان، الأول هو إسقاط نتانياهو، الوحيد القادر على تشكيل الحكومة، بهذه الحالة التي تتركب منها الكنيست، أما السبب الثاني هو المخططات التي تحيط المنطقة، أهمها صفقة القرن، والقوانين والمخططات الحكومية إتجاه الفلسطينيين”.
وأضاف “عودة”: “نحن في الجبهة؛ سنجلس خلال أيام وسنقرر مصير تحالفات أخرى، لكن ما يحركنا هي إرادة الشعب”، لكنه بالمقابل استحضر حالات أكثر الشعوب تطرفًا، كالنازيّة وحالة الشعبوية التي سادت “ألمانيا”، وقت ذاك.
أصبحت “صفقة” القرن القادم..
تعليقًا على قرار “الكنيست” الإسرائيلي حل نفسه وتنظيم انتخابات مبكرة، قالت “منظمة التحرير الفلسطينية” إن “صفقة القرن”، التي يعتزمون الإعلان عنها قريبًا؛ “أصبحت الآن صفقة القرن القادم”.
وأشار أمين سر اللجنة التنفيذية للمنظمة، “صائب عريقات”، في تغريدة على صفحته في (تويتر)، إلى أن الإعلان عن الصفقة كان يجب أن يتم بعد تشكيل الحكومة الإسرائيلية، التي لم تشكل.
وكان مستشار الرئيس الأميركي وصهره، “غاريد كوشنير”، قد ذكر، في وقت سابق، أن الكشف عن “صفقة القرن”، حول التسوية في الشرق الأوسط، سيتم بعد إنتهاء شهر رمضان.
ونقلت وكالة (رويترز)، عن مصادر مطلعة، الشهر الماضي، أن الإعلان عن “الصفقة” سيحدث بعد تشكيل رئيس الوزراء الإسرائيلي، “بنيامين نتانياهو”، حكومة جديدة في “إسرائيل” وإنتهاء شهر رمضان مطلع حزيران/يونيو المقبل.
التأجيل ضربة لمصداقية الصفقة..
من جانبه؛ قال الدكتور، “سعيد عكاشة”، الخبير في الشأن الإسرائيلي بمركز “الأهرام” للدراسات السياسية والإستراتيجية، إن اليمين الإسرائيلي ربما يكون لجأ لإفساد مفاوضات تشكيل الحكومة الإسرائيلية لتأجيل “صفقة القرن”؛ التي تتضمن ضغوطًا على “إسرائيل”، مشيرًا إلى أنه ليس أمام الرئيس الأميركي إلا طرح هذه الصفقة، حتى في عدم وجود حكومة منتخبة، حيث سيشكل التأجيل ضربة لمصداقية الصفقة.
وتوقع “عكاشة” أن تمر الانتخابات المقبلة بنفس المشكلات؛ ما لم يتغير التمثيل في كتلة اليمين العلماني التي لا تسمح بتشكيل ائتلاف دون اللجوء إلى التحالف مع اليمين المتشدد.
وأوضح “عكاشة”؛ إن “نتانياهو” سيواجه ضغوطًا كبيرة في الداخل، نظرًا لاتهامه في عدة قضايا، لكنه أعرب عن ثقته بالفوز نتيجة عدم وجود منافس مهم له في الانتخابات المقبلة، حيث يتطلع الإسرائيليون عادة إلى انتخاب زعيم قوي، وهو ما تفتقر إليه “إسرائيل”.
ضربة قوية لـ”نتانياهو”..
“جمال زحالقة”، رئيس حزب “التجمع الوطني الديمقراطي” والعضو السابق في “الكنيست”؛ قال أن قرار “الكنيست” بحل نفسه يعود “لفشل بنيامين نتانياهو؛ بتشكيل حكومة بعد فوز معسكره في الانتخابات، وخلافاته مع إفيغدور ليبرمان – رئيس حزب (إسرائيل بيتنا)، إلى جانب ملف تجنيد اليهود المتزمتين، ما منعه من الحصول على الأغلبية اللازمة لتشكيل حكومة”.
ورأى أن حل “الكنيست” سيؤدي لمعركة انتخابية جديدة، بعد تلقي “نتانياهو” لضربة قوية، إذ أصبح يواجه ملفات الفساد التي تلاحقه، وإلى جانب ذلك الحصول على قوة سياسية كافية، لمنع تقديمه للمحاكمة.
وأشار “زحالقة” إلى أن: “قرار حل الكنيست يعطل العملية السياسية، إذ لا يمكن للولايات المتحدة أن تعلن عن خطة للمنطقة، كصفقة القرن، في خضم معركة انتخابية في إسرائيل”.
وفيما يلي بعض الشخصيات الرئيسة في الحملة الانتخابية المقبلة :
“بنيامين نتانياهو”..
هو اليميني المخضرم الذي أشتهر باسم، “بيبي”، صاحب الشخصية السياسية المهيمنة في جيله؛ وقد حصل “حزب الليكود”، الذي يتزعمه على 35 مقعدًا في البرلمان الإسرائيلي، المؤلف من 120 مقعدًا في نيسان/أبريل 2019، وبدا أن للحزب حلفاء طبيعيين بما يكفي لتشكيل ائتلاف محافظ، لكن ثبتت صعوبة ذلك رغم كل ما بذله “نتانياهو” من جهود.
كما يواجه “نتانياهو” احتمال توجيه الاتهام إليه في ثلاث قضايا فساد، ولم يصدر المدعي العام الإسرائيلي بعد قراره في هذا الشأن، وينفي “نتانياهو” إرتكاب أي مخالفات ويتهم خصومه السياسيين بالسعي للإيقاع به دون وجه حق.
ورغم أن “حزب ليكود” التف حول زعيمه حتى الآن؛ فربما يتغير هذا الوضع إذا ما أشتم أعضاء الحزب ضعفًا في رئيس وزراء لم يستطع تشكيل حكومة، ومن المنافسين المحتملين لـ”نتانياهو” داخل حزبه “إسرائيل كاتز” و”غدعون سار”.
ومن المرجح أن يركز “حزب الليكود”، خلال الحملة المقبلة، على مواقفه التقليدية بما في ذلك السياسات الأمنية المتشددة؛ فيما يتعلق بـ”إيران” و”سوريا” والصراع “الإسرائيلي-الفلسطيني”، ويعارض كثيرون من أعضائه إقامة دولة فلسطينية.
وقال “نتانياهو”، في أحد وعوده قبل الانتخابات السابقة، إنه سيعلن السيادة الإسرائيلية على المستوطنات في “الضفة الغربية” المحتلة؛ واحتمال ضمها إذا ما فاز بفترة جديدة.
ومن المرجح أن يركز في دعايته الانتخابية على العلاقة الوثيقة التي تربطه بالرئيس الأميركي، “دونالد ترامب”، مثلما فعل في الحملة السابقة، لكن لم يتضح بعد مدى تأثير الاضطرابات السياسية الداخلية على آفاق خطة السلام في الشرق الأوسط، التي يديرها “غاريد كوشنر”، صهر الرئيس الأميركي.
“بيني غانتس”..
هو قائد سابق للقوات المسلحة؛ يتمتع بشعبية، لكنه وافد جديد على ساحة العمل السياسي، وقد برز كمنافس خطير لـ”نتانياهو”، في انتخابات نيسان/أبريل 2019، بمؤهلات أمنية لا غبار عليها.
ويرأس “غانتس”، (حزب أزرق أبيض) الوسطي الجديد، الذي خاض الحملة الانتخابية ببرنامج يقوم على الحكم النظيف والسلام والأمن، وبلغ عدد المقاعد التي فاز بها 35 مقعدًا، وهو نفس العدد الذي حصل عليه “حزب الليكود”.
ومن الشخصيات البارزة الأخرى؛ الأعضاء في حزب (أزرق أبيض)، “موشي يعالون”، وزير الدفاع اليميني السابق، و”يائير لابيد”، وزير المالية السابق، الذي كان ينتمي ليسار الوسط.
وقد دعا “غانتس”، إلى السعي للسلام مع الفلسطينيين، وفي الوقت نفسه، حماية مصالح “إسرائيل” الأمنية. وقد أشار إلى أنه سيقدم تنازلات إقليمية للفلسطينيين، لكنه تحاشى الجهر برأي في مسألة قيام الدولة الفلسطينية.
“أفيغدور ليبرمان”..
هو مهاجر من “الاتحاد السوفياتي” السابق، ولد في “مولدوفا”، ويرأس حزب (إسرائيل بيتنا)، الذي يشغل خمسة مقاعد في “الكنيست” الإسرائيلي، وهو الذي شن الهجوم السياسي الذي أضعف قبضة “نتانياهو” على السلطة.
وكان “ليبرمان”، في وقت من الأوقات، مديرًا عامًا لديوان رئيس الوزراء تحت رئاسة “نتانياهو”، لكنه انقلب على معلمه السابق وأسعد قاعدة مؤيديه من العلمانيين بالوقوف في وجه اليهود المتدينين المتطرفين في “إسرائيل”؛ فيما يتعلق بمسألة الخدمة العسكرية الإلزامية.
ولا يريد حزب (التوراة اليهودي المتحد)، أحد الحلفاء الرئيسيين لـ”نتانياهو”، إرغام طلبة المعاهد الدينية على الخدمة العسكرية، لكن “ليبرمان”، وكثيرون من الإسرائيليين، يريدون أن يتحمل هؤلاء الطلبة نصيبهم من عبء الخدمة الإلزامية.
وأثار “ليبرمان” جدلًا في الماضي بالتشكيك في إلتزام الرئيس الفلسطيني، “محمود عباس”، بالسلام، وفي ولاء الأقلية العربية في “إسرائيل”.
وقبل ستة أشهر؛ أطلق شرارة الأحداث التي أدت إلى الأزمة الحالية، عندما أضعف ائتلاف “نتانياهو” اليميني الحاكم بالاستقالة من منصب وزير الدفاع.
وكان السبب المعلن هو أن “نتانياهو” لم يأمر بعمل عسكري قوي بما يكفي يستهدف حركة “حماس”، في “قطاع غزة”، غير أن كثيرين يشتبهون في أن الأسباب الحقيقية لتصرفاته هي الطموح الشخصي.
“آفي غاباي”..
كان “غاباي”؛ رئيسًا لشركة الاتصالات الإسرائيلية، “بيزك”، وقاد (حزب العمل)، الذي يمثل يسار الوسط، إلى كارثة انتخابية إذ انخفض عدد مقاعده في البرلمان من 18 إلى ستة مقاعد.
وقد أيد “غاباي” علانية حل الدولتين لتحقيق السلام في الشرق الأوسط، وشددت حملة الحزب على الإصلاحات الاجتماعية والاقتصادية وعلى السعي للسلام.
الحاخام “رافي بيريتس”..
“بيريتس”؛ هو كبير الحاخامين السابق للجيش الإسرائيلي، وهو يرأس (حزب الاتحاد) اليميني، الذي يشغل خمسة مقاعد في “الكنيست”، وهو أبرز الشخصيات السياسية بين المستوطنين الإسرائيليين في “الضفة الغربية”.
ويرفض “بيريتس” فكرة إقامة دولة فلسطينية؛ ويشدد على العوامل التوراتية والدينية التي تربط “إسرائيل” بالأراضي التي يسعى الفلسطينيون لإقامة دولتهم فيها.
“موشي كحلون”..
هو عضو سابق في حزب (الليكود)؛ ويرأس حزب “كولانو”، (كلنا)، الذي فاز بأربعة مقاعد، في نيسان/أبريل 2019، انخفاضًا من عشرة مقاعد من قبل. وكوزير للمالية في حكومة “نتانياهو”؛ حقق جانبًا من وعده لوقف ارتفاع أسعار المساكن، لكنه لم يصل إلى حد إحداث خفض كبير في تكاليف المعيشة عمومًا.
ويصور حزبه، نفسه، على أنه حزب يميني معتدل؛ ويركز حملة دعايته على قضايا اجتماعية واقتصادية.
“يعقوب ليتزمان”..
هو نائب وزير الصحة؛ ويرأس حزب (التوراة اليهودي المتحد)، الذي يمثل اليهود الحريديين الأرثوذكس المتطرفين المنحدرين من أصول أوروبية. وله ثمانية مقاعد.
واضطرت حكومات ائتلافية متعاقبة إلى الإعتماد على تأييد الأحزاب ذات الإتجاهات الدينية المتطرفة التي أعتادت على إعلاء مطالبها الفئوية الدينية على القضايا الأوسع مثل الأمن والصراع “الإسرائيلي-الفلسطيني”.
ويهتم حزب (التوراة اليهودي المتحد)، في المقام الأول، بتأمين الإمتيازات للرجال من “الحريديين”، الذين يكرسون أنفسهم للدراسة الدينية بالكامل ولا يخدمون في الجيش ولا يعملون. ولهذا أصبحوا خصومًا لـ”ليبرمان”.
“آرييه درعي”..
هو وزير الداخلية؛ رئيس حزب (شاس)، الذي يمثل اليهود الحريديين من أصول شرق أوسطية. وهو حليف لحزب (التوراة اليهودي المتحد)؛ وله ثمانية مقاعد. وكان لهذين الحزبين الدينيين وجود دائم تقريبًا في الحكومات المتعاقبة.
“أيمن عودة” و”أحمد الطيبي”..
هما زعيما (الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة) و(حزب التجمع الوطني الديمقراطي)؛ ولهما ستة مقاعد، ويستمد هذا التحالف معظم التأييد من الناخبين من الأقلية العربية في “إسرائيل” والتي تمثل 21 في المئة من السكان.
وينادي هذا التكتل بتحالف “عربي-يهودي” لمحاربة التمييز والعنصرية والظلم الاجتماعي في “إسرائيل”، ولم يسبق قط أن شاركت أحزاب عربية في الائتلافات الحاكمة في “إسرائيل”.
“منصور عباس”..
رئيس حزب (رام بلد)؛ الذي يشغل أربعة مقاعد في البرلمان، ويمثل مزيجًا من الإسلاميين والقوميين العرب. ويصف الحزب نفسه بأنه حركة ديمقراطية تعارض الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية.
“تمار زاندبرغ”..
هي رئيسة حزب (ميريتس) اليساري، الذي فاز بأربعة مقاعد، ولم يشارك الحزب في أي حكومة ائتلافية في العقدين الآخيرين، وهو يتمتع بشعبية في أوساط الإسرائيليين الليبراليين من الطبقة المتوسطة وينادي الحزب بحل الدولتين مع الفلسطينيين.