عندما يلجأ باحثي علم النفس وعلم الاجتماع الى دراسة شخصية المشاهير، تكون دراسته في موضع الاهتمام لدى القراء، لأن القراء يريدون ان يعرفون اسباب النجاح عند المشاهير، انا شخصية استمتع بقراءة الدراسات من هذا النوع وذلك للسبين، اولاهما اعتقادي ان الباحث عليه في بعض الاحيان ان يترك عامة الناس و لا شرط ان تكون معظم دراساته وعيناته بين الفقراء والبسطاء، و يجب ان يعرف ان المشاهير هم من بني البشر و لهم مشاكله النفسية والاجتماعية وثانيمها انا مثل الاخرين عندي حب الاستطلاع لكشف اسرار المشاهير و الشخصيات، وفضلا عن ذلك ان اكبر علماء النفس تخصصوا بعض من ابحاثهم لدراسة الروائع الفنية و الادبية، و اشهرهم كان فرويد الذي خصص دراسته على كشف لغز اللوحات والاساطير و النصوص الادبية.
في مقالتى هذه، اتكلم عن احدى الدراسات التى اجريت عن شخصية الفنان العراقي كاظم الساهر، و تتكون البحث من الجانبين، الميداني و التحليلي، اولهما اجراها الدكتور مجيد السامرائي، والثاني علق عليها الباحث العراقي المعروف قاسم حسين.
لابد الاشارة الى ان الدراسة التى نتكلم عنها، فيها الثغرات و النواقص التى نشير اليها فيمابعد، وهي منشورة ضمن كتاب الدكتور قاسم حسين صالح بعنوان” الشخصية العراقية: المظهر و الجوهر” و حسب ما ذكره قاسم حسين، ان الدراسة الميدانية اجراها الاعلامي المعروف، الدكتور مجيد السامرائي و انا اعتقد ان مجيد السامرائي هو من مقربي الفنان كاظم الساهر، و مكان الدراسة هو الأردن، و شملت 90 فردا من الجنسينن تراوحت اعمارهم بين 15 الى 30 سنة، المقصود من هذه الدراسة ” معرفة الاسباب السيكولوجية وراء تعلق الشابات و الشباب بكاظم الساهر و من نتائج الاستبانة ظهرت اربعة الاسباب التى تدفع الشباب و الشبات الى تعلق بكاظم الساهر و هي” الاعجاب، الحب، التماهي أو التوحد، وهم العشق”.
وبعد ذلك يرسل السامرائي دراسته الى الدكتور قاسم حسين لكي يعلق عليها، و هنا نقتصر وجهة نظر قاسم حسين تجاه كاظم الساهر، يقول هذا الباحث ان السبب الرئيس في محبة الناس لكاظم الساهر هو الاعجاب الجمسية، و هو يحدد شروط جمال الرجل وهي: طول مناسب، وجها بارز الوجنتين، عيون واسعة، وجود مسافة قصيرة بين الفم والذقن وبين الأنف والفم و ان يكون وجهه معبران وبعد ذلك يقول الباحث” ان معظم هذه الصفات متوافرة في التكوين الجسمي لكاظم الساهر، والسب الثاني هو، ذكاء كاظم الساهر في توظيف كلمات أغنيه،و ذكائه في التلحين، و صفة اخرى هي ان كاظم يمثل على الناس و العراقيين خصوصا في مقابلاته المرئية، يقول الباحث قاسم حسين” تبين لي ان الساهر كان يمثل على المشاهدين ويتصنع انفعالات يستدر بها عطف الاخرين عليه ليزيهم تعلقا، أمل منه ينتبه الى ذلك قبل ان يظل يفقد أكثر مما يكسب” وينصحه بابتعاد عن هذه الصفة.
الان انا اكتب ملاحظاتي عن هذه الدراسة، اولا نقص في عدد عينات التى شملتها الدراسة غير كافية، لأننا نعرف ان 90 فردا لايمثل اراء الملايين من العراقيين و العرب، وثانيا، كان مفروض علي الباحث ان يمييز بين الصفات الفنية و الصفات الشخصية، و يُبين ايهما اكثر تأثيرا على نجاحه الفني و كسب محبة الاخرين له.
[email protected]