بالرغم من ان اغلب المحللين السياسيين يتجهون نحو استبعاد ان تكون حرب بين الولايات المتحدة الامريكية وايران ، حتى الخطاب الايراني الرسمي بات اقرب الا كونه يستبعد خيار الحرب ويعتبرها ضغوط امريكية وتضييق سياسي اقتصادي ويعتبر وجود التحشيدات الامريكية لا تتعدى كونها لعبة امريكية لابتزاز دول الخليج والضغط على ايران لاستحصال تنازلات ايرانية اخرى حول برنامجها النووري ودورها الاقليمي .
الا انني باتت لدي قناعة كبيرة ، بان الضربة العسكرية الصاروخية الجوية على ايران معده وجاهزه وتنتظر ساعة الصفر ، والتي من المحتمل ان تكول خلال الفتره القريبة القادمة التي لا تتعدى الستة اشهر حالما تتجهز جميع معلومات الاهداف العسكرية الايرانية ومراقبة تحركاتها بواسطة الاقمار الصناعية او غيرها من الاساليب والامكانيات حتى التجسسية منها .
لن يكون هناك اجتياح امريكي اطلاقا ” ، انما ضربة عسكرية تفقد النظام في ايران معظم قوته وترسانته العسكرية وخصوصا الصواريخ البالستية وتستهدف مراكز القوة الاقتصادية والبنى التحتية ، كالمصافي ومحطات الكهرباء والمصانع المهمة وبعض المنشاءات الحيوية الخاصة بانتاج الغاز الطبيعي ، مشابهه للضربات العسكرية التي تلقاها العراق في عامي ١٩٩١ و ١٩٩٦ .
تجد امريكا من الضروري جدا خلال السنين الخمسة القادمة انهاء النظام القائم في ايران والمعادي لها والقريب من روسيا والصين ، واستبداله بنظام سياسي حاكم بخدم مصالحها ويأتمر لمطالبها وهدفها في ذلك هي الضغط على الصين والتقليل من سطوتها ( التنين الاقتصادي الذي تتعاظم قوته يوما بعد يوم ) والمستورد الاول للنفط والغاز الايراني .
فمن وجه نظر امريكية ان الوقت لم يعد يتحمل المزيد من المناورة مع ايران واطاله امد الصراع مقابل اتساع حجم الصين اقتصاديا” الذي من الممكن ان يتنامى اكثر فاكثر ويصبح خارج سيطرة وقدرة الولايات المتحدة وتعجز عن السيطرة مقابل قوتها .
اما الحديث عن كون الامريكان والادارة الامريكية تحرك الاساطيل وحاملات الطائرات فقط لابتزاز المال الخليجي فهذا كلام لا يمكن ان يكون منطقيا بالكامل ، فدول الخليج يمكن ابتزازها بالعديد من الطرق ، فتح ملفات الارهاب كفيله وحدها بابتزاز اموال كثيرة من دول الخليج
احتمالية الحرب القادمة
بالرغم ان من الصعب التكهن بوقوع حرب من عدمها ، ومن الخطأ ان يحاول المحللون السياسييون التنبأ بها ومن الفطنه ان يحاولوا دوما تحليل الصراع وتداعياته لان الحرب خيار دائم لكنه يبقى مؤجلا” حتى يفتقد المتخاصميين جميع اوراقهم التفاوضيه
عده نقاط يجب اخذها بالاعتبار بخصوص الصراع الايراني الامريكي :
– الادارة الامريكية ودونالد ترامب ينتظر اتصالا تفاوضيا مباشر كما صرح في عده من تغريداته وصرح مساعدوه ومسؤولون في ادارته ، هذا الامر جعل من الايرانيين انهم يظنون انه تنازلا” امريكيا واستبعدوا خيار الحرب واعتبروه مجرد ضغط امريكي اخر
– تحرك مستمر للاساطيل البحرية لمحاصرة ايران عسكريا” تحرك ضخم يكلف مليارات الدولارات اضافة لتعزيز امريكي بعدد القوات الامريكية المحاصرة لايران
– تحتاج الولايات المتحدة لتعزيز دورها الدولي واستعاده سطوتها العالمية من خلال استعراض القوة وتعزيز دورها الدولي في مواجههة خصومها الكبار ( الصين روسيا وكوريا الشماليه ) عن طريق قطع وتغيير انظمه حلفاءها .
– كما في الشطرنج ، خسرت الولايات المتحده بيدقها في سوريا وفشلت في تغيير النظام السوري هي وحلفاءها في الخليج وتحويله الى نظام لا يهدد مصالحها وساند لجبهتها ، تحاول اليوم هدم القوة الشرق اوسطيه المعادية والمناهضة لها ( قلعة الشطرنج ) والمتمثلة في ايران .
– بات الاقتصاد هو محور الصراع العالمي فلا بد من الولايات المتحدة اتخاذ التدابير اللازمة لايقاف او السيطرة على العملاق الاقتصادي ( الصين ) والذي بدأ بالنمو سريعا لاكتساح والسيطرة على اقتصاديات العالم ، حيث باتت الاقتصاديات الاوربية والامريكية مهدده امام الصناعة الصينية والتكنولوجيا الصينية ، مما يستدعي على الاقل السيطرة على موارد الطاقه الصينية واهمها النفط الذي تجهز غالبيته من دول الشرق الاوسط ومنها ايران .
– من المحتمل جدا ، ان تبدأ الولايات المتحدة الحرب على ايران وتختلق الاعذار لها ، حتى وان كسبت مفاوضات مع الجانب الايراني فالاهداف الامريكية اكبر من كونها منحسره مع ايران بل هي اهداف ستراتيجيه في الاقتصاد والسياسة العالميتين .
– يمكن تشبيه هذه الاحداث بالاحداث التي مر بها العراق منذ ١٩٩٠ لغيايه ٢٠٠٣ ، وتحديدا في الفترة التي كانت بين ٢٠٠٢-٢٠٠٣ فلم تنجح مع الولايات المتحدة جميع الوساطات لايقاف الحرب ضد العراق ، وايضا لم تجد التنازلات المعلنة والسرية التي قدمها العراق للولايات المتحدة قبيل الحرب اذان صاغية لايقاف الحرب او توقفها والتوجه نحو الحلول السلميه والمفاوضات .