17 نوفمبر، 2024 5:17 م
Search
Close this search box.

الكرة في ملعب السياسي

الكرة في ملعب السياسي

السياسي يستمد قوته من قاعدته الشعبية لأنها الاساس والجذور التي تجعله متماسكاً وصامداً أمام التناحرات والدسائس والتنافس مع الاخرين فالمعروف ان السياسة تُخفي بين طيًاتها من المكر والاساليب المشروعة وغير المشروعة مالاتخفيه أي عملية أخرى ومن هذا المنطلق يجب أن يعمل السياسي دائماً في كل تحركاته وسلوكياته على كسب رضا وثقة المواطن لأنه وُجد من أجل خدمته وتحقيق رفاهيته لكن المتتبع للوضع في العراق يجد أن العلاقة بين المواطن والسياسي وصلت الى مفترق طرق لأنّ الفجوة بينهما إتسعت تدريجياً طوال السنوات العشرة المنصرمة حتى أصبح حجم هذه الفجوة كبيراً لدرجة الخطر…
هذه الفجوة لم تأتي من فراغ لأن المواطن العراقي تحمل مالم يتحمله أي مواطن في العالم فقد عانى عبر هذه السنوات المريرة من تأريخه ويلات كبيرة مثل تردي الوضع الأمني والبطالة والفساد وسوء الخدمات وتراجع مستوى التربية والتعليم وامتهان الكرامة والتهجير والمحسوبيات والقائمة تطول وهي معروفة للجميع، ماجعل المواطن العراقي لايثق بالسياسي مهما كان في السلطة التشريعية او في الحكومة أو في الكتل والاحزاب المختلفة وهنا تكمن الخطورة لأنه في اعتقادي ان هذه الحالة من انعدام الثقة ستنعكس نتائجها و تُترجم من قبل المواطن العراقي في الانتخابات التشريعية القادمة بالمقاطعة وعدم الاشتراك فيها كوسيلة للتعبير عن الرأي ورفض الواقع المرير والوصول الى حالة من اليأس تجاه السياسي لأنه لم يعد يصدق بالوعود والتصريحات والمشاريع الانتخابية التي جرًبها طوال عقد من الزمن ولم يحصد منها غير الخراب والدمار والفقر ونقص الخدمات, واذا ماحدث هذا الذي توقعناه من مقاطعة عامة للانتخابات فان العملية برمتها ستعود للمربع الأول وهذا مالايريده جميع الاطراف وليس فيه مصلحة لأحد.
الآن ومن خلال ماتقدم فان الكرة أصبحت في مرمى السياسين وبيدهم الأمر خاصة وان الانتخابات على الأبواب فعليهم السعي لمحاولة تقليل حجم الفجوة مع المواطن وإعادة بناء جسور الثقة معهم من خلال الصدق في التعامل وتقديم التضحيات والتنازل عن المكاسب الشخصية التي اُتخموا بها ،والتفكير قليلاً في المواطن الضعيف المسكين المهمّش، وليعلموا علم اليقين انّه لن يبقى المواطن ضعيفاً ومسكيناً وانه اذا ماغضب سينقلب الى مارد يُدمٍر كل شيء أمامه لأن الظلم اذا مازاد عن حده سيُحٍول الضعف الى قوة عظيمة فاتقوا غضبة المواطن المظلوم أيها السياسيون والحليم تكفيه الاشارة.

أحدث المقالات