18 يوليو، 2025 10:05 م

اتهامات السنة للحكومة بالتهميش وقود العنف المتصاعد  ‏

اتهامات السنة للحكومة بالتهميش وقود العنف المتصاعد  ‏

يقود اتهام السنة في العراق للسلطات باعتماد اسلوب التهميش تجاههم، التصاعد الاخير في اعمال ‏العنف التي يرى محللون انها لم تدفع البلاد، بعد، نحو نزاع شامل بغطاء طائفي.‏

ومنذ بداية ايار/مايو الحالي، قتل اكثر من 430 شخصا في هجمات متفرقة في انحاء عدة من البلاد، ‏بحسب حصيلة تعدها وكالة فرانس برس استنادا الى مصادر امنية وعسكرية وطبية.‏
وحملت معظم هذه الهجمات طابعا طائفيا حيث انها بدات في الاسابيع الاخيرة تشمل المساجد السنية ‏بعدما كانت تتركز في السابق على الجيش والشرطة بشكل خاص، الى جانب المساجد الشيعية التي ‏بقيت هدفا للعنف.‏
ويقول مدير فرع مجموعة اورواسيا الاستشارية للشرق الاوسط وشمال افريقيا كريسبين هاوس ‏لفرانس برس ان سياسات رئيس الوزراء الشيعي نوري المالكي تجاه المكونات الاخرى تمثل احد ‏اسباب تصاعد العنف في العراق.‏
ويوضح انه منذ الانسحاب الاميركي من البلاد نهاية 2011 “بدا المالكي يلاحق مجموعة من ‏السياسيين السنة”.‏
وكان نوري المالكي المدعوم من طهران وواشنطن والذي يحكم البلاد منذ العام 2006، دعا الى اقالة ‏نائبه لشؤون الخدمات صالح المطلك، الشخصية السنية النافذة، بعدما وصفه هذا الاخير بالديكتاتور.‏
وصدرت بعيد هذه الدعوة في كانون الاول/ديسمبر 2011 مذكرة توقيف بحق نائب الرئيس طارق ‏الهاشمي، احد ابرز قادة ائتلاف “العراقية” السنة، على خلفية اتهامات له بالتورط في اعمال ارهابية ‏سرعان ما تحولت الى احكام غيابية بالاعدام.‏
ويتصاعد منذ اندلاع فصول هذه الازمة المتواصلة، التوتر الطائفي في بلاد تحكمها الغالبية الشيعية ‏منذ اسقاط نظام صدام حسين عام 2003 بعد عقود من حكم السنة.‏
وبدا هذا التوتر يتحول الى اعمال عنف متبادلة عقب مهاجمة قوات الامن الشهر الماضي لاعتصام ‏سني مناهض لرئيس الحكومة في الحويجة غرب كركوك (240 كلم شمال بغداد) قتل خلاله 50 ‏شخصا.‏
وكان المالكي الذي اعلن مؤخرا عن تغييرات في قيادات عسكرية وامنية، حذر في مناسبات عدة خلال ‏الاسابيع الماضية من الانزلاق نحو نزاع طائفي جديد و”حرب لا نهاية لها”، معتبرا ان السبب ‏الرئيسي للعنف هو “الحقد الطائفي”.‏
ويرى خبير الشؤون العراقية في مجموعة “ايه كي اي” جون دريك ان “شعور السنة بالتهميش” يقود ‏بالفعل اعمال العنف الاخيرة.‏
ويوضح “هناك شعور مستمر بالتهميش في المجتمع السني، يتلخص في الغضب من قلة الوظائف ‏والظروف المعيشية”.‏
ويتابع دريك ان هذا الامر يزيد من رغبة الجماعات السنية المسلحة في ضرب اهداف جديدة، حيث ان ‏‏”استهداف الحكومة والقوات الامنية قد يفيد هؤلاء في كسب تعاطف المواطنين السنة العاديين”.‏
في مقابل ذلك رسخت الجماعات الشيعية وبينها “تيار الصدر” و”عصائب اهل الحق” مسار تصالحها ‏مع الحكومة، وانخرطت باغلبها في العملية السياسية، علما ان الغالبية العظمى من هذه الجماعات لا ‏تزال مسلحة.‏
ورغم التصاعد المستمر في اعمال العنف، الا ان اعداد ضحايا هذه الهجمات لا تزال بعيدة عن الارقام ‏التي بلغتها ايام الحرب الاهلية الطائفية بين عامي 2006 و2008.‏
ويرى هاوس ان ارتفاع وتيرة العنف قد تسرع الخطى نحو “الحرب الاهلية” او التقسيم، لكنه يشدد ‏على ان “مزيدا مما نراه اليوم” يبدو الاحتمال الاقرب الى التحقق في المدى القريب.‏
وتقول ماريا فنتاباي المحللة في “مجموعة الازمات الدولية” ان “الوضع سيكون عبارة عن اشتباكات  ‏متواصلة بين المتظاهرين والقوات الموالية للحكومة”.‏
لكنها ترى ان هذا العنف “سيبقى محليا”، اي في المناطق التي تشهد تظاهرات واعتصامات ضد ‏المالكي منذ نهاية العام الماضي، كون “الجماعات المسلحة المرتبطة بالمتظاهرين منفصلة عن بعضها ‏البعض من منطقة الى اخرى”.‏
ويعتبر دريك ان “الظروف ساءت خلال الاسابيع الماضية واعمال العنف باتت مرتبطة بالانقسام ‏الحاصل في البلاد”، مشيرا الى انه “اذا تدهور الوضع اكثر، فقد يقود نحو حرب اهلية”.‏
مواطنون فـي بغداد يغلقون أبواب منازلهم مبكراً.. ولا يحملون “هوية الأحوال” ‏.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة