ربما اختلفت تسمية الهول كمكان يسكنه فارين من الحروب سواء من المدنيين أو المقاتلين في صفوف التنظيمات الإرهابية وعلى رأسها تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) فقد اختلف المراقبين على تسمية المتواجدين داخل مخيم الهول، فمنهم من يسميهم مدنيين نازحين عن مناطق القتال، ومنهم من يسميهم أسرى حرب، بحجة أن غالبية المتواجدين فيه هم من عائلات العناصر الإرهابيين، وكذلك عناصر التنظيم الذين سلموا أنفسهم بعد فقدانهم لأي أمل بالنجاة في منطقة الباغوز آخر معاقل التنظيم في سوريا. كذلك فإن البعض يسميه معتقل والبعض الآخر يسميه مخيم لجوء، بينما يعتقد البعض أنه مكان استراحة لانطلاق تنظيم مسلح جديد تستخدمه منظمات استخباراتية ودول إقليمية في الشرق الأوسط لتحقيق مصالحها، بينما يؤكد سكان المخيم أنه مكان آمن بالنسبة لهم دون اقتتال وقصف وحروب واستنزاف وهذا ما يؤكده أحد المسؤولين عن المخيم حيث أظهرت إحصائية تؤكد وفاة عدد من الأطفال بسبب نقص الدواء والخدمات الصحية. وهناك من يرفض العلاج من إدارة المخيم لأسباب عقائدية كما يزعمون!
و مع كل تلك المعطيات أعلاه يصبح الفرار أو الهروب من هذا المكان غريزة إنسانية تقابلها رغبة المهربين الوحشية بجمع الأموال فقد نشطت تجارة التهريب داخل المخيم بشكل كبير جداً وخاصة للأشخاص ممن يحملون جنسيات أجنبية وعربية، تدر الآلاف من الدولارات على هؤلاء التجار، فقد انتشرت ظاهرة المهرب المكفول الذي يمكنه التنسيق مع حرس المخيم مقابل تهريب الأشخاص وتزويدهم بوثائق مزورة تسهل وصولهم إلى مناطق حدودية خارج المخيم، بينما تؤكد بعض المعلومات من داخل المخيم انقطاع أخبار الأشخاص الذين تم تهريبهم من داخل المخيم ولم يعرف مصيرهم حتى الآن، فيما يؤكد البعض أن المهربين يقومون بقتل من يدفعون الأموال أو تسليمهم إلى تجار بشر آخرين يعملون لصالح أجهزة أمنية تابعة لنظام الأسد أو المليشيات الموالية لها، لأسباب لا تزال مجهولة حتى الآن.
وهنا لا بد من طرح سؤال إذا كان سكان مخيم الهول مذنبين لماذا لا تتم محاكمتهم وإذا كانوا أبرياء لماذا لا يُطلق سراحهم؟