قطعاً و طبعاً لا يصحّ ولا يُغتفَر تسمية عموم الإعلام ووسائل الإعلام في عالم الغرب ونسبها بأسم اية دولةٍ او حكومة من دول الغرب , إنّما وَ وِفق العنوان اعلاه , فلنا ما يبررّ وما يسوّغ ! ودونما تعميم , وبحصر الموضوع ومحاصرته ضمن النطاق الأمريكي البحت والصرف وَ Substantially – بما هو مُلموس ومُدعم بالدليل والبرهان .!
لا شكَّ او بالأحرى لا يمكن التشكيك أنّ مجمل تصريحات كبار المسؤولين الأمريكيين ” السياسيين والعسكريين ” في الأزمة القائمة والساخنة بين طهران وواشنطن ” على الأقل ” فأنما تُشكّل ما يمكن اعتباره ” الإعلام الرسمي للإدارة الأمريكية ” وما يمثّل ويجسّد موقفها من ال Status Que – الوضع الراهن , والى ذلك ولغاية كتابة هذه السطور , وربما الى ما بعدها ايضا فكان من شديد الوضوح أنّ ” الإعلام الرسمي ” للإدارة الأمريكية يعكس التردّي وعدم الإتقان , بجانب أنه غير مدروس وحتى مخالف لمتطلبات الحرب النفسية في كلّ الأزمات العالمية عبر التأريخ الحديث , وكان وما برح هذا ” الإعلام ” مبنٍ على الأرتجال الى حدٍّ ما , وعلى ردود الأفعال ايضاً , بل لا نبالغ أنّ تصريحات المسؤولين الأمريكان بدت تعاني من الضعف حتى على صعيد اختيار المفردات .! , والى ذلك كذلك فأنّ الخطاب الأعلامي الحكومي لهذه الأدارة الأمريكية لم يبلغ ولم يرتقِ حتى الى ما كان عليه إعلام غوبلز Paul Joseph Goebbels – وزير الدعاية في زمن هتلر وفي تأثيراته السيكولوجية على دول الحلفاء وجيوشهم وفي زاوية احباط المعنويات لمددٍ زمنية سبقت الهجوم على برلين واسقاط النازية .!
وفي الحقيقة فأنّ معظم اركان الأدارات الأمريكية منذ تسعينيات القرن الماضي يجمعها قاسمٌ مشترك في بدائية الخطاب الإعلامي حسب ما سطرّته الأرشيفات والوثائق الحكومية الأمريكية , ولعلّ ابرز مثالٍ لذلك هو ما وقع فيه ” البيت الأبيض ” في زمن الرئيس بوش الأبن , في حيرةٍ وارباكٍ لغوي حين عجزوا عن ايجاد عبارة او جملة موضوعية تجمع كل من ” العراق وايران وكوريا الشمالية ” حتى اضطروا للإستعانة بكلا الصحفيين < مايكل جيرسون و ديفيد فرام Mike Gerson & David Frum > ليختاروا ويبتكروا لهم ما جرى الإصطلاح عليه بِ < محور الشر – Axis of Evil > في حينها او آنذاك .
ثُمَّ , وبتجرّدٍ عبر الحياد الأعلامي المتّبع , فأنّ اركان الأدارة الأمريكية كانوا وما انفكّوا على جهلٍ مفرطٍ ومدقع بمستلزمات ” الردع عبر الإعلام ” , بالرغم من مفهومه النسبي ومتطلبات الضرورة , ولإختزالٍ مكثّف لكلّ ذلك ولسواه , فتكفي الإشارة او اعادة التذكير أنّ الرئيس ترامب ومنذ تسنّمه الرئاسة فهو يشن ” والى الآن ” حملةً شعواء على عموم وسائل الإعلام الأمريكية , وكأنه يفتح جبهةً على نفسه ! ” الى حدٍّ ما ” , فَمَن هو على حق ومن هو على باطل ! , وهل تساور الرئيس الأمريكي اية احلامٍ بأعادة انتخابه لمرّةٍ ثانية .! , رغم أنّ الأحلام حقٌّ مشروع في ايّ مشروع .!