الاحتمال الاكبر؛ لن تكون هناك حرب بصورة مباشرة او بالانابة بين الولايات المتحدة وايران. ربما تقوم ايران تحت الضغط الاقتصادي غير المسبوق والقاسي جدا؛ ببعض الافعال بالانابة، ذات التثير المنخفض اي رسائل للتاثير النفسي، لهز يقينيات الخصم… الولايات المتحدة من جهتها، حينها سوف تتحاشى الرد وتكتفي بالتلويح به او رفع اصبع التهديد في وجه ايران.. اما ما الذي يجعلنا مقتنعين بان الاحتمال الاكبر، ان لاحرب بين الاثنين، فهذا الاقتناع هو لأسباب التالية وباختصار شديد جدا:
الجانب الامريكي:
1- الامريكيون ليس لديهم نية في مهاجمة ايران، وهذه النية لها اسبابها وفي مقدمة هذه الاسباب؛ الوضع في جنوب شرق اسيا والحرب التجارية مع الصين، والتى هي في الاساس ذات بعد سياسي وستراتيجي..بالاضافة الى الوضع في فنزويلا. والاشتباك مع روسيا في مختلف الصعد، في الصراع على مناطق النفوذ باستثناء المجابهة العسكرية
2- الكيان الاسرائيلي وما سوف يتعرض له من اغراق صاروخي من حزب الله في الجنوب اللبناني…وربما من ايران ومن اراضي دولة اخرى..
3- الانشغال في تمرير صفقة القرن في ظروف سياسية وعسكرية ساخنة وفي ذات الوقت لاتصل الى الحرب المفتوحة او الشبيه بها اي بالحرب المفتوحة..
4- الحرب مع ايران مكلفة جدا وبالذات حين تكون حرب مفتوحة، ايران دولة كبيرة وتضاريسها؛ هضاب وجبال ووديان…
5- الحرس الثوري الايراني الذي يشكل عماد القوة العسكرية الايرانية، جيش عقائدي، يقاتل بعقيدة.
6- الامريكيون يدركون تماما او مقتنعون بالتمام، من ان الضغط الاقتصادي سوف يؤدي عاجلا او اجلا، الى النتيجة المرجوة، وهذه هي قناعة صانع السياسية الامريكية لجهة التعامل مع الوضع في ايران..
7-وجود ايران كدولة متماسكة، وجود مهم في المنطقة، وهذا ما يجعلها حاجة ستراتيجية امريكية…
الجانب الايراني
1- القيادة الايرانية، قيادة برغماتيه، تتصرف بحنكة وذكاء.. لذا، فهي تدرك الثمن الباهض ان هي هاجمت المصالح الامريكية او قواعدها في المنطقة، صحيح من انها تلحق ضرر في المصالح الامريكية وتؤذي الامريكيين ولكن الثمن باهض. وهذا هو مايفسر لنا بشكل كامل، تصريحات جميع المسؤولون الايرانيون من انهم لن يكونوا من يطلق الرصاصة الاولى..لابصورة مباشرة ولابالانابة..
2- ايران لاتندفع بالايغال في الرد الانابي وتكتفي في ارسال؛رسائل الى الولايات المتحدة لاتصل الى العظم اي لا تطال الوجود الامريكي العسكري او المدني بصورة مباشرة، يذهب من جراءها، قتلى امريكيين..كما حدث في السفن التجارية الفارغة من الحمولة، في المياه الاقتصادية للامارات..لتجنب الاصدام مع الامريكيين..
3- الضغط على القوى الدولية العظمى والكبرى ودفعها للتعاون معها في التخفيف من الضغط الاقتصادي الامريكي عليها؛ عن طريق التخلي عن التزاماتها في بعض بنود الاتفاق النووي..
4- الالتفاف على العقوبات الاقتصادية وهي تفعل الان وبجهد وبحركة دؤوبة، لرفع جزء ولو قليل من ثقل العقوبات على وضعها الاقتصادي والانساني والسياسي والمعاشي على شعوبها..
5- تراهن القيادة الايرانية على ما سوف تتمخض عنه الانتخابات الامريكية؛ عليه فانها لن تتفاوض بشكل جدي في هذا الوقت الحاضر…