ـ هو علي بن أبي طالبٍ بن عبد المطلب بن هاشم.. ابن عم النبي محمد صلى الله عليه وسلّم.. ويلتقي معه في جده الأول عبد المطلب بن هاشمٍ.
ـ كان اسم علي عند ولادته أسد بن هاشمٍ.. فقد أسمته أمه على اسم أبيها.
ـ وكان والده في ذلك الوقت غائباً.. ولما عاد لم يعجبه الاسم فأسمّاه عليّاً.
ـ يلقّب علي بن أبي طالبٍ بأبي الحسن.. نسبةً إلى ولده الكبير الحسن من السيدة فاطمة ابنة النبي صلى الله عليه وسلم.
ـ كما كنّي أيضاً بأبي التراب.. فقد أسمّاه النبي بذلك عندما دخل مرةً عند ابنته فاطمة.
إنّ للإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) عدّة ألقاب وكنى قد كنّاه بها رسول الله (صلى الله عليه وآله).. ومن تلك الكنى أبو تراب.. عن عباية بن ربعيّ, قال: (قلت لعبد الله بن عباس: لم كنّى رسول الله (صلى الله عليه وآله) عليّاً أبا تراب ؟ قال : لأنَّه صاحب الأرض.. وحجّة الله على أهلها بعده, وبه بقاؤها.. وإليه سكونها.
وقد سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: إذا كان يوم القيامة ورأى الكافر ما أعدّ الله تبارك وتعالى لشيعة عليّ من الثَّواب والزّلفى والكرامة, يقول: يا ليتني كنت ترابيّاً.. أي يا ليتني من شيعة عليّ.
وذلك قول الله عزًّ وجلّ: ﴿ويقول الكافر يا ليتني كنت تراباً﴾.
وقال العلاّمة ألمجلسي: (يمكن أن يكون ذكر الآية لبيان وجه آخر لتسميته (عليه السلام) بأبي تراب.. لأنَّ شيعته لكثرة تذلّلهم له ..وانقيادهم لأوامره سمّوا تراباً.. كما في الآية الكريمة.. ولكونه (عليه السلام) صاحبهم وقائدهم ومالك أمورهم سمّي أبا تراب)..
ـ وهناك رواية تقول: انه سميً أبا تراب لان الرسول (ص) قد دخل على فاطمة (ع) فلم يجد عليا (ع).. فسألها وقالت بما معناه بأنهم تخاصموا فذهب الرسول (ص).. ووجده بالمسجد وهو يفترش الأرض وقد كان يوجد عليه تراب فقام الرسول (ص) ينفض عنه التراب.. ويقول له قم أبا تراب قم.
يبدو أن هذه الرواية ضعيفة..وكل الوقائع تدحضها:
– ففاطمة أجل من أن تغضب علياً.. وأتقى وأرفع من ذلك.. وهي الصديقة الطاهرة.. التي أذهب الله عنها الرجس وطهرها تطهيراً.. بنص القرآن الكريم.. كما أن علياً أجل وأتقى وأرفع من أن يغضب فاطمة.. وسيرته.. وتطهير الله له من الرجس.. ومن كل مشين.. بنص كتابه العزيز أدل دليل على ذلك.
(صفات علي بن أبي طالبٍ الجسدية):
ـ أربع الطول.
ـ أدعج العينين.
ـ حسن الوجه.. فوجههُ مضيءٌ كالدّرِ.
ـ عظيم البطن..وعريض المنكبين.
ـ شثن الكفين.. شَثْنُ الكفين والقدمين أَي أَنهما تميلان إلى الغِلَظِ والقِصَر.. وقيل: هو الذي في أَنامله غلظ بلا قصر.
ـ أصلع لا يمتلك الشعر على الرأس.. إلا من خلفه.
ـ كبير اللحية.
صفات علي بن أبي طالبٍ الخُلقيّة:
ـ (الأخلاق):
اتصف علي بن أبي طالبٍ بكرم أخلاقه.. وأفضلها فقد تربى في بيت الهاشميين.
ـ (العلم والفقه في الدين):
كان عليٌ حكيماً في أقواله وأفعاله.. لفطنته.. وبصيرته.. وحكمته النادرة.. وكان أفقه المسلمين من بعد محمد، وقد لزم النبي صلى الله عليه وسلّم في حياته.. وأخذ عنه الكثير من العلوم.. وقال به محمد صلى الله عليه وسلّم: (أنا مدينة العلم وعليٌ بابها).
ـ (الزهد في الدنيا):
فقد علِم عليٌ من ملازمته للنبي.. وقراءته القرآن الكريم.. ومصاحبة كبار العلماء بأنّ هذه الدنيا ما هي إلّا دار اختبارٍ وابتلاء لا تستحق الانغماس فيها.
ـ (التواضع):
اتصف علي بن أبي طالبٍ بخلق التواضع.. الذي حث عليه القرآن الكريم.. فلم يدخل إلى نفسه الكبر.. على الرغم من أنه ابن عم قائد البشرية جميعاً ومختار الله تعالى.
ـ (الكرم والجود.. وحب إطعام الطعام):
والآية الكريمة تشهد له بذلك: (وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَىٰ حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا (8) إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا).
ـ (الحياء من الله تعالى):
ـ (العبودية لله تعالى.. والإخلاص له عز وجل):
ـ (البطولة والفداء والتّضحية):
ومن مواقف سيّدنا علي ابن أبي طالب.. كانت أوّل مواقفه العظيمة يوم نام في فراش النّبي عليه الصّلاة والسّلام يوم الهجرة إلى المدينة المنوّرة.. حيث اجتمع رهط الكفّار حينها على قتل النّبي الكريم في فراشه.. وعندما دخلوا بيته وجدوا مفتديه عليًّا عنه.. نائمًا في فراشه.. فتركوه وأدركوا حينها أنّ النّبي الكريم قد نجّاه الله منهم.
عندما هاجر النّبي إلى المدينة شهدً علي المشاهد كلّها معه.. إلاّ غزوة تبوك عندما خلّفه النّبي على أهله.. وقد أبلى في جميع المعارك بلاءً عظيمًا.. ففي غزوة أحد كان من الّذين ثبتوا مع النّبي الكريم وتحمّلوا في سبيل ذلك الجراح.. وفي غزوة الأحزاب بارز عليٌ أشدّ رجال قريش قوّة وشكيمة وهو عمرو بن عبد ودّ فأرداه بسيفه الذي لا يقهر.. وفي غزوة خيبر أعطي النّبي الكريم الرّاية لعليًّا ففتح الله على يده حصن خيبر.. وبارز في هذه المعركة أقوى وأشجع رجال يهود وهو مرحب فأرداه قتيلاً.
ـ (التّقوى والورع والاجتهاد في العبادة):
كان عليٌ ابن أبي طالب.. مثالًا في التّقوى.. والورع.. والخشية من الله تعالى.. وقد رآه يومًا صحابيّ من الصّحابة خلسةً وهو يناجي ربّه.. وقد أرخى اللّيل سدوله.. ومن بين ما كان يردد قوله يا دنيا غرّي غيري.. قد طلقتك ثلاثًا لا رجعة فيها..
(البلاغة والخطابة):
كان عليٌ خطيبًا مفوهًّا بليغًا حتّى أعدّ له أحد ذريته من بعده ويدعى الشّريف الرّضي كتابًا جميع فيه خطبه وكلامه وسمّاه كتاب نهج البلاغة..
(الزّهد والتّقشف):
كان عليٌ زاهدًا في متاع الدّنيا..على الرغم من توليه الإمامة.. فقد اتخذ داراً للإمارة في الكوفة كانت مثالاً في البساطة والتقشف.
(رحمته بالناس):
كان عليٌ رحيماً بالناس.. لا يكلفهم ما لا طاقة لهم به.. مشفقاً على أهله.. محبا لهم، حتى روي عنه أنّه رأى ابنه الحسن ينغمس في القتال يوما.. حيث رق له قلبه فصاح في أصحابه: (املكوا عني هذا الغلام لا يهدَّني)..
كان عليٌ رحيماً بالناس لا يكلفهم ما لا طاقة لهم به.. مشفقاً على أهله.. محبا لهم.. حتى روي عنه أنّه رأى ابنه الحسن ينغمس في القتال يوما.. حيث رق له قلبه فصاح في أصحابه: (املكوا عني هذا الغلام لا يهدَّني).