19 ديسمبر، 2024 12:51 ص

صفقة القرن — فلسطين جديدة ضربة قاصمة للوجود الفلسطيني

صفقة القرن — فلسطين جديدة ضربة قاصمة للوجود الفلسطيني

لا تزال صفقة القرن التي يسوق لها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإنهاء الصراع بين الإسرائيليين والفلسطينيين تتصدر اهتمامات العديد من الصحف العربية بنسختيها الورقية والإلكترونية ,, ومن المتوقع الإعلان عنها عقب انتهاء شهر رمضان في شهر /حزيران الحالي، كما صرح بذلك مستشار ترامب وصهره جاريد كوشنر
صفقة القرن هي اقتراح يهدف إلى حل النزاع الإسرائيلي الفلسطيني إنها خطة سلام للشرق الأوسط أعدها رئيس الولايات المتحدة دونالد ترامب بعد 18 شهرًا من التخطيط، قام المسؤولون الأمريكيون بتطوير الاقتراح من خلال زيارة أربعة عواصم عربية. ومع ذلك، فإنه ليس جاهزًا لتقديمه للجمهور رسميًا. بناءً على الاستطلاع الذي أجرته صحيفة هاآرتس، في النتيجة، يعتقد 7 في المائة من المشاركين أن الصفقة لصالح إسرائيل بينما يعتقد 31 في المائة أن الصفقة تحبذ الفلسطينيين من المقرر الإعلان عن الصفقة في قريبا
تفاصيل الصفقة غير مُعلنة “رسميا” حتى الآن، وفي الوقت الذي صرَّح فيه ترمب أنه تم إحراز تقدم كبير في تلك الصفقة،] نجد وزير الخارجية الأردني يرد على سؤال عن تلك الصفقة بقوله: عندما يطرحها الأمريكان سنعطي رأينا حولها وبالرغم من ذلك فهناك تقارير صحفية عديدة تتناول تلك الصفقة، ويمكن تلخيصها في حل القضية الفلسطينية بإقامة دولة فلسطينية بدون جيش في الضفة الغربية وقطاع غزة. وستقوم مصر بمنح أراض إضافية للفلسطينيين من أجل إنشاء مطار ومصانع وللتبادل التجاري والزراعة دون السماح للفلسطينيين في العيش فيها. وسيتم الاتفاق على حجم الأراضي وثمنها. كما سيتم إنشاء جسر معلق يربط بين غزة والضفة لتسهيل الحركة. بعد عام من الاتفاق تجرى انتخابات ديمقراطية لحكومة فلسطين وسيكون بإمكان كل مواطن فلسطيني الترشح للانتخابات. سيتم فرض عقوبات على جميع الأطراف الرافضة للصفقة بما في ذلك إسرائيل حتى الآن ترفض إسرائيل تطبيق حل الدولتين وعودة اللاجئين، وأنه من الصعب إجلاء المستوطنين من أراضي الضفة الغربية.
وكشف جيسون غرينبلات، المبعوث الأمريكي إلى الشرق الأوسط، أن الأمر الوحيد الذي لن تفرط به إدارة دونالد ترامب في خطة التسوية التي تعدها (صفقة القرن) هو أمن إسرائيل !!! وقال غرينبلات ، إن الخطة التي تعدها إدارة بلاده (صفقة القرن) ستنشر بعد عيد الفطر عند المسلمين، وعيد نزول التوراة “شفوعوت”عند اليهود، وتشكيل الحكومة الجديدة في إسرائيل ,, وسئل غرينبلات أثناء المقابلة حول إعلان السلطة رفض خطة السلام الأمريكية حتى قبل نشرها، فأجاب أنه “يأمل أن تتاح للشعب الفلسطيني الفرصة للتعرف على الخطة – واتهم جيسون غرينبلات القيادة الفلسطينية بالسعي لوأد خطة السلام الإسرائيلية-الفلسطينية التي يرعاها ترامب حتى قبل الكشف عنها – وحث غرينبلات المسؤولين الفلسطينيين على الانتظار حتى يروا تفاصيل الخطة، قائلا إن من الخطأ إعلان “وفاتها قبل وصولها وقال غرينبلات الذي تبادل الانتقادات علنا مع مسؤولين فلسطينيين كبار على تويتر، إن السلطة الفلسطينية تسعى لوأد خطة لم ترها. قد تقدم لهم الخطة شيئا يثير حماسهم ويغير موقفهم الحالي… عليهم أن يتحلوا بالصبر وينتظروا حتى إعلان الخطة — وأضاف لرويترز “أي طرف يقول إنها (الخطة) ولدت ميتة، ولا يمنحها الكثير من الاهتمام والعمل الشاق فستكون فرصة كبيرة ضائعة !! وأعرب المبعوث الأمريكي، عن أمله في أن توافق السلطة الفلسطينية في نهاية المطاف على قراءة تفاصيل الخطة، وقال إنه أمر محبط للغاية بالنسبة للمواطنين الفلسطينيين، لقد التقيت بالكثير منهم، وهذه هي الرسالة التي ينقلونها إليّ، وهم يدركون أن بعض جوانب الخطة قد لا تعجبهم، ولكنهم غاضبون لأن قادتهم يقولون إنهم لن يناقشوها إطلاقا — وأضاف غرينبلات أن خطة السلام ستتناول جميع القضايا الأساسية، مؤكدًا أنها خطة سياسية واقتصادية على حد سواء. وقال: “بعد أن يطلع الجميع على مضمون الخطة والأفكار المطروحة فيها، سيبقى هناك طريق طويل قبل توقيع الاتفاق النهائي القائم على أساسها، وعلى الأطراف نفسها التفاوض عليها
هذه هي تفاصيل صفقة القرن التي ستأتي بفلسطين الجديدة
نشرت وسائل الإعلام الإسرائيلية بنودا، قالت إنها من الصفقة المعروفة إعلاميا بـ”صفقة القرن”، والتي تبنتها الإدارة الأمريكية بقيادة دونالد ترامب لحل القضية الفلسطينية
فيما يلي النقاط الرئيسية في الاتفاقية
يتم توقيع اتفاق ثلاثي بين إسرائيل ومنظمة التحرير وحماس وتقام دولة فلسطينية يطلق عليها “فلسطين الجديدة” على أراضي الضفة الغربية وقطاع غزة من دون المستوطنات اليهودية القائمة
-إخلاء الأرض
الكتل الاستيطانية كما هي تبقى بيد إسرائيل وستنضم إليها المستوطنات المعزولة وتمتد مساحة الكتل الاستيطانية لتصل إلى المستوطنات المعزولة
-القدس
لن يتم تقسيمها وستكون مشتركة بين إسرائيل وفلسطين الجديدة، وينقل السكان العرب ليصبحوا سكانا في فلسطين الجديدة وليس إسرائيليين- بلدية القدس تكون شاملة ومسؤولة عن جميع أراضي القدس باستثناء التعليم الذي تتولاه فلسطين الجديدة، وفلسطين الجديدة هي التي ستدفع لبلدية القدس اليهودية ضريبة الأرنونا والمياه- كما أنه لن يسمح لليهود بشراء المنازل العربية، ولن يسمح للعرب بشراء المنازل اليهودية. لن يتم ضم مناطق إضافية إلى القدس. ستبقى الأماكن المقدسة كما هي اليوم
-غزة
ستقوم مصر بمنح أراض جديدة لفلسطين لغرض إقامة مطار ومصانع وللتبادل التجاري والزراعة، دون السماح للفلسطينيين بالسكن فيها – حجم الأراضي وثمنها يكون متفقا عليه بين الأطراف بواسطة الدول المؤيدة، ويأتي تعريف الدول المؤيدة لاحقا/ ويشق طريق أوتستراد بين غزة والضفة الغربية ويسمح بإقامة ناقل للمياه المعالجة تحت أراض بين غزة وبين الضفة
-الدول المؤيدة
الدول التي وافقت أن تساعد في تنفيذ الاتفاق ورعايته اقتصاديا وهي الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي ودول الخليج المنتجة للنفط –
– توزيع المساهمات بين الدول الداعمة
الولايات المتحدة الأمريكية 20٪، الاتحاد الأوروبي 10٪، دول الخليج المنتجة للنفط 70٪، وتتوزع النسب بين الدول العربية حسب إمكانياتها النفطية (وتفسير تحميل دول النفط غالبية تكلفة المشروع أنها هي الرابح الأكبر من الاتفاق).
-الجيش
يمنع على فلسطين الجديدة أن يكون لها جيش والسلاح الوحيد المسموح به هو سلاح الشرطة
سيتم توقيع اتفاق بين إسرائيل وفلسطين الجديدة على أن تتولى إسرائيل الدفاع عن فلسطين الجديدة من أي عدوان خارجي، بشرط أن تدفع فلسطين الجديدة لإسرائيل ثمن دفاع هذه الحماية ويتم التفاوض بين إسرائيل والدول العربية على قيمة ما سيدفعه العرب للجيش الإسرائيلي ثمنا للحماية
\\-الجداول الزمنية ومراحل التنفيذ
عند توقيع الاتفاقية
تفكك حماس جميع أسلحتها، وتسليحها ويشمل ذلك السلاح الفردي والشخصي لقادة حماس ويتم تسليمه للمصريين ويا خذ رجال حماس بدلا عن ذلك رواتب شهرية من الدول العربية – وتفتح حدود قطاع غزة للتجارة العالمية من خلال المعابر الإسرائيلية والمصرية وكذلك يفتح سوق غزة مع الضفة الغربية، وكذلك عن طريق البحر
بعد عام من الاتفاق تقام انتخابات ديمقراطية لحكومة فلسطين الجديدة وسيكون بإمكان كل مواطن فلسطيني الترشح للانتخابات – بعد مرور عام على الانتخابات يطلق سراح جميع الأسرى تدريجيا لمدة ثلاث سنوات – في غضون خمس سنوات، سيتم إنشاء ميناء بحري ومطار لفلسطين الجديدة وحتى ذلك الحين يستخدم الفلسطينيون مطارات وموانئ إسرائيل – وتبقى الحدود بين فلسطين الجديدة وإسرائيل مفتوحة أمام مرور المواطنين والبضائع كما هو الحال مع الدول الصديقة -و يقام جسر معلق يرتفع عن سطح الأرض 30 مترا ويربط بين غزة والضفة وتوكل المهمة لشركة من الصين وتشارك في تكلفته الصين 50%، اليابان 10%، كوريا الجنوبية 10%، أستراليا 10%، كندا 10%. أمريكا والاتحاد الأوروبي مع بعضهما 10%.
-غور الأردن
سيظل وادي الأردن في أيدي إسرائيل كما هو اليوم، وسيتحول الطريق 90 إلى طريق من أربعة مسارات، وإسرائيل تشرف على شقه، منها مسلكان يكونان للفلسطينيين ويربطان فلسطين الجديدة مع الأردن ويكون الطريق تحت إشرافهم
-العقوبات
في حال رفضت حماس ومنظمة التحرير الصفقة، فإن الولايات المتحدة سوف تلغي كل دعمها المالي للفلسطينيين وتعمل جاهدة لمنع أي دولة أخرى من مساعدة الفلسطينيين – إذا وافقت منظمة التحرير الفلسطينية على شروط هذا الاتفاق ولم توافق حماس أو الجهاد الإسلامي، يتحمل التنظيمان المسؤولية وفي أي مواجهة عسكرية بين إسرائيل وحماس، ستدعم الولايات المتحدة إسرائيل لإلحاق الأذى شخصيا بقادة حماس والجهاد الإسلامي، حيث أن أمريكا لن تتقبل أن يتحكم عشرات فقط بمصير ملايين البشر
في حال رفضت إسرائيل الصفقة، فإن الدعم الاقتصادي لإسرائيل سوف يتوقف
لقد اعتمد مصممو صفقة القرن على الضعف العربي باعتباره حالة دائمة. وهو قرار غير صحيح. فذلك الضعف لم يقع إلا بسبب التراخي في الموقف الأمريكي الذي سمح لإيران بالتمدد في المنطقة – صفقة القرن تصفية للقضية الفلسطينية وعملية خداع واسعة الصفقة تتعامل مع إسرائيل باعتبارها قوة عظمى في المنطقة، تستطيع تقديم الحماية لكل من يطلبها، وتتعامل مع الدول العربية باعتبارها مشيخات غنية تحتاج إلى من يحميها، ومن ثم عليها أن تدفع ليس فقط ثمن الحماية، وإنما أيضا تكلفة ‘تصفية القضية الفلسطينية’ التي كانت يوما قضية العرب الأولى
الأمورترامب يبحث عن حرب اقليمية ، رغم كل المحاذير المتعلقة بموازين القوى في النظام الدولي. لذا أظن أن الصفقة التي يقترحها ترامب لتسوية القضية الفلسطينية ليست إلا كابوسا لا أعرف كيف ستتعامل معه الأنظمة العربية الحالية – وأن ما تبقى للعرب في مواجهتها هو الأهم والحاسم. إنه فلسطين الشعب والوطن، إنه المقاومة. فالساحة الشعبية الفلسطينية ستبقى الخنجر في ظهر هذه الصفقة- و إن هذه الصفقة هزيلة لدرجة تبدو معها الولايات المتحدة مجرد أداة في يد اللوبي الصهيوني وحكومة الاحتلال وواضعي هذه الصفقة-صفقة من هذا النوع لا يمكنها أن تجلب الأمن والسلام للمنطقة بل على العكس من ذلك فإنها ستزيد من حالة الغليان والتوتر وكذلك ستزيد حدة الصراع وحالة العداء بين الشعبين خاصة وأن المجتمع الإسرائيلي يسير نحو المزيد من التطرف والعنصرية اليمينية التي لا تعترف بحقوق شعبنا الوطنية – ويقول احد الخبراء ان صفقة القرن ليست متعلقة في حقيقتها بالقضية الفلسطينية والصراع العربي الصهيوني فحسب، بل هي أساساً جزء من صفقة كبيرة بين النظام الرسمي العربي من جهة والقوى الاستعمارية العظمى من جهة أخرى. صفقة القرن التي تقضي بتسليم القدس للصهاينة والاعتراف بدولة الكيان الصهيوني على أرض فلسطين ليست قضية فلسطينية فحسب، بل هي أكبر من ذلك بكثير
الإجماع الفلسطيني العربي الإسلامي الدولي على رفض صفقة القرن، يجب أن ينتج عنه مشروع مضاد لصفقة القرن يستطيع إسقاطها، وقد يكون التدويل الأكثر قوة وقبولا- ويعتقد الكثيرون أن الصفقة المزعومة لن يتم الإعلان عنها لأنه لا يوجد صفقة من الأصل. وإنما ما سيتم الإعلان عنه، (إن تم الإعلان عن شيء) هو كيفية التعامل مع الأمر الواقع الجديد والمتمثل في كيفية ضمان عيش الفلسطينيين برفاهية تحت الاحتلال