18 ديسمبر، 2024 11:58 م

ماذا عن موقف الشعب الايراني من الازمة مع واشنطن

ماذا عن موقف الشعب الايراني من الازمة مع واشنطن

عند أية مواجهة کبرى أو حالة حرب ممکنة فإن الاعتماد الاکبر لحکومات البلدان تکون على شعوبها، ذلك إنه ومن دون أن يکون لأي بلد يخوض حربا أو مواجهة عمقا وأساسا راسخا ومتماسکا في داخله فإنه يواجه شبح الهزيمة التي لامناص منها أبدا، ولاريب من إننا إدا ماطالعنا موقفي الشعبين الامريکي والايراني من الازمة الامريکية ـ الايرانية وإحتمالات أن تندلع الحرب، فإننا نجد الشعب الامريکي أکثر تفهما وتإييدا لإدارة الرئيس ترامب من الشعب الايراني الذي يبدو أن هناك مسافة بينه وبين النظام الايراني يزداد إتساعا مع مرور الزمان.
عند الحرب التي خاضتها الولايات المتحدة الامريکية في فيتنام وکذلك حربي الخليج الاولى والثانية، فإنه کان هناك الالاف من الامريکيين الذين يتظاهرون ضد تلك الحروب، لکن الذي يلفت النظر کثيرا هو إنه ليس هناك أي تظاهرة غضب أو إحتجاج ضد إدارة ترامب في موقفها من النظام الايراني في حين وعندما نتمعن في الجانب الايراني، فإن شهر نيسان المنصرم لوحده قد شهد 208 نشاط وحرکة إحتجاجية من جانب الشعب الايراني ضد النظام کما إن شهر أيار الجاري قد شهد لحد الان تحرك العمال الايرانيين في طهران وعدة مدن أخرى وقاموا بتنظيم مظاهرات احتجاجية في إيران وعلى الرغم من هجوم قوات الأمن عليهم ورفعوا شعارات ضد النظام. إضافة الى أن الأسبوع الأول من شهر مايو(أيار)، خرج المعلمون والمدرسون الإيرانيون في أكثر من 35 مدينة في مظاهرات في وقت واحد رغم اعتقال زملائهم وحبسهم وطالبوا بالإفراج عن السجناء السياسيين.
هذه النشاطات الاحتجاجية الرافضة للنظام والتي لاتزال مستمرة ولم يتمکن من السيطرة عليها وإنهائها تضاف إليها أيضا تظاهرات للآلاف من الايرانيين الاحرار في العاصمة البلجيکية بروکسل والامريکية واشنطن والالمانية برلين والتي ستقوم المقاومة الايرانية بتنظيمها في شهر حزيران القادم وذلك من أجل إيصال صوت الشعب الإيراني المطالب بإسقاط نظام الايراني إلى أسماع العالم و على نطاق سياسي وإعلامي واسع، ذلك إن عملية الإطاحة بالنظام الذي يعيش آخر مراحل حياته، هي مطلب الشعب الإيراني وشعوب المنطقة، لأنه بدون الإطاحة بهذا النظام، لن ترى إيران ودول المنطقة السلام والتقدم.
الملاحظة المهمة الاخرى التي نحب أن نذکرها هنا لأهميتها إن الشعب الايراني قد صار أکثر قربا وإلتصاقا وتفمها للمقاومة الايرانية أکثر من أي وقت آخر وهو مايعني إن للرفض الشعبي للنظام بعد وعمق فکري ـ سياسي وليس مجرد رفض مٶقت أو طارئ، ولهذا فإن لموقف الشعب هذا سيکون له دوره وتأثيره في کل الاحتمالات سواءا إدا ماحصلت المواجهة أو رضخ النظام للشروط الامريکية.