لا أدري هل نعزّي أنفسنا بهذا المصاب الجلل وهذا البلاء والموت الأسود الذي حلّ بإهلنا في العراق , أم نعزّي أنفسنا بهذه الحكومة الفاشلة والعاجزة عن إيقاف هذه الموجات المتتابعة من الإرهاب والقتل والدمار ؟ , فليس من عاقل يمكن ان يصدّق ما يحدث في العراق من انهيار أمني وشلل وعجز كامل للجيش والأجهزة الأمنية في التصدي لهذه الموجات من الإرهاب والقتل , فالإرهاب يزحف نحو بغداد كما يزحف الجراد ليحصد الأرواح ويخلّف الموت والدمار .
وفي ظل هذا العجز الكامل للأجهزة الأمنية وغياب الجهد الاستخباراتي , غاب عنصر المبادرة وغابت معه القدرة على المواجهة , لتفتح الباب على مصراعيها لموجات الإرهاب المتعاقبة لتفتك بالناس وتزرع الموت في كل مكان .
إنّ الانهيار والشلل التام للأجهزة الأمنية , يتطلب من الجميع وقفة جدّية وحقيقية لمعرفة أسباب هذا الانهيار والشلل في عمل أجهزة الأمن والمخابرات , فلا يعقل أن يتدفق الإرهابيون إلى داخل العاصمة بغداد بهذا الشكل المرعب وفي ظل هذا العجز الكامل للأجهزة الأمنية , وجناب القائد العام للقوات المسلّحة وطاقمه الأمني يقف حائرا لا يدري ماذا يفعل , فلا بدّ من مصارحة الشعب بحقيقة ما يجري وكشف الأسباب والأسماء التي تقف وراء هذا الانهيار الأمني .
والناس تتسائل هل ستوقف الحكومة هذه الموجات المتعاقبة من الإرهاب والقتل , أم إنّ أرواح الناس أصبحت رهينة بيد الإرهاب يفتك بها متى وأنىّ يشاء ؟ , كما إنّ الخلافات بين الكتل السياسية بالرغم من أنّها قد وفرّت الفرصة للإرهاب أن يتنفس من جديد , لكنّ هذا لا يبرر الشلل والعجز التام في عمل الأجهزة الأمنية .
فإذا كان الإنجاز الأمني قد أعاد المالكي رئيسا للوزراء , فإنّ هذا الإخفاق والانهيار الأمني سيلقي به خارج الحكم وسيدفعه لدائرة النسيان كما دفع غيره , وإذا كانت الحكومة وأجهزتها الأمنية غير قادرة على حماية ارواح الناس وحماية الأمن والاستقرار , فعلى رئيس الحكومة وقادته الأمنيين الرحيل ليفسحوا المجال لمن هو قادر على حماية أرواح الناس من القتل وحماية الأمن والاسقرار .
لا وقت بعد الآن لسماع التبريرات السخيفة ولا قدرة بعد الآن لتحمل المزيد من القتل وسفك الدماء وعلى نوري المالكي أن يقيل القادة الأمنيين في وزارتي الدفاع والداخلية والمخابرات فورا , فدماء الضحايا ستبقى تلاحقك يا نوري المالكي حتى بعد مماتك .