23 ديسمبر، 2024 5:15 م

الإرهاب يزحف على بغداد كما يزحف الجراد

الإرهاب يزحف على بغداد كما يزحف الجراد

لا أدري هل نعزّي أنفسنا بهذا المصاب الجلل وهذا البلاء والموت الأسود الذي حلّ بإهلنا في العراق , أم نعزّي أنفسنا بهذه الحكومة الفاشلة والعاجزة عن إيقاف هذه الموجات المتتابعة من الإرهاب والقتل والدمار ؟ , فليس من عاقل يمكن ان يصدّق ما يحدث في العراق من انهيار أمني وشلل وعجز كامل للجيش والأجهزة الأمنية في التصدي لهذه الموجات من الإرهاب والقتل , فالإرهاب يزحف نحو بغداد كما يزحف الجراد ليحصد الأرواح ويخلّف الموت والدمار .

وفي ظل هذا العجز الكامل للأجهزة الأمنية وغياب الجهد الاستخباراتي , غاب عنصر المبادرة وغابت معه القدرة على المواجهة , لتفتح الباب على مصراعيها لموجات الإرهاب المتعاقبة لتفتك بالناس وتزرع الموت في كل مكان .

إنّ الانهيار والشلل التام للأجهزة الأمنية , يتطلب من الجميع وقفة جدّية وحقيقية لمعرفة أسباب هذا الانهيار والشلل في عمل أجهزة الأمن والمخابرات , فلا يعقل أن يتدفق الإرهابيون إلى داخل العاصمة بغداد بهذا الشكل المرعب وفي ظل هذا العجز الكامل للأجهزة الأمنية , وجناب القائد العام للقوات المسلّحة وطاقمه الأمني يقف حائرا لا يدري ماذا يفعل , فلا بدّ من مصارحة الشعب بحقيقة ما يجري وكشف الأسباب والأسماء التي تقف وراء هذا الانهيار الأمني .

والناس تتسائل هل ستوقف الحكومة هذه الموجات المتعاقبة من الإرهاب والقتل , أم إنّ أرواح الناس أصبحت رهينة بيد الإرهاب يفتك بها متى وأنىّ يشاء ؟ , كما إنّ الخلافات بين الكتل السياسية بالرغم من أنّها قد وفرّت الفرصة للإرهاب أن يتنفس من جديد , لكنّ هذا لا يبرر الشلل والعجز التام في عمل الأجهزة الأمنية .

فإذا كان الإنجاز الأمني قد أعاد المالكي رئيسا للوزراء , فإنّ هذا الإخفاق والانهيار الأمني سيلقي به خارج الحكم وسيدفعه لدائرة النسيان كما دفع غيره , وإذا كانت الحكومة وأجهزتها الأمنية غير قادرة على حماية ارواح الناس وحماية الأمن والاستقرار , فعلى رئيس الحكومة وقادته الأمنيين الرحيل ليفسحوا المجال لمن هو قادر على حماية أرواح الناس من القتل وحماية الأمن والاسقرار .

لا وقت بعد الآن لسماع التبريرات السخيفة ولا قدرة بعد الآن لتحمل المزيد من القتل وسفك الدماء وعلى نوري المالكي أن يقيل القادة الأمنيين في وزارتي الدفاع والداخلية والمخابرات فورا , فدماء الضحايا ستبقى تلاحقك يا نوري المالكي حتى بعد مماتك .