مرعبة جداً سرعة الأيام، يا ترى ما بالك وانت تسأل الأجيال المختلفة بشبابها وشيبها عما عاشوه؟ سيتفق الكل على أنّ حياتهم بدأت بحروب وستنتهي بحروب …
هل الله عادل؟ هو السؤال ذاته الذي يراودك وانت تقراء تاريخ الشعوب مقارنةً بالعراق، بهذا السؤال ستجد الكثير من الأجوبة الفلسفية التي يدخل بعضها دوامة الإلحاد، أنا لست رجل دينٍ حتى أُجيبك، لكنني سأختصر الجواب بآية قرانية: ((لا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم))
نعم قد سرقوا الأيام من حياتنا، لكننا قادرون على تغيير ما تبقى من العمر بقرار مجتمعيّ.
التنويم المجتمعي هو من أهم الأسباب التي تختطف الأيام بسويعاتها، لذلك سيراودنا وإياكم استفهام عن كيفية التخلص من هذا المرض، الحلول كثيرة لكنها تحتاج لإرادة حقيقية، التخلص من فكرة العبودية التي تنغمس بها الشخصية العراقية من أهم الأسباب للتخلص من هذا المرض.
دعني أتساءل وإياكم عن الاستفادة التي حصل عليها الفقراء الاغلبية ممن ينتمون للاحزاب، سنتفق على لا شيء، هي الأحزاب ذاتها التي سرقت الزمن من هذا الشعب لا بل لم تكتفِ بذلك لتعود بعجلته لعصور وهمية من الماضي، لأننا نعيش حاضراً يحيطة التطور من كل جانب إلا أننا نتمتع بعقولٍ تعاني الكثير من الاضطرابات وهذا أمر طبيعي؛ نتيجة الحروب التي أثقلت كاهل هذا الشعب، لكن لازالت الفرصة سانحة أمامَ الجميع للتمسك بما تبقى من سويعات عمره وتغيير بوصلة الحياة صوب ما يتجه اليه العالم.
ليس من السهل تغيير الواقع، المجتمع مليء بالانتقادات لمن يحاول أن يعري سلبياته، إلا أنه لو كان قراراً حقيقياً من اجل التغير أجزم لكم سنحصل على ما نريد.
ما الفرق بين اليابان والعراق؟ لا تستغرب لا فرق، فهم بشر ونحن كذلك الفرق الوحيد هو الإرادة والإصرار، هم واجهوا الحرب بالبناء ونحن واجهناها بالانتماء إلى الأحزاب.