لانبتعد عن الحقيقة ولا نظننا نغالي اذا قلنا ان المرحلة التي تعيشها دول ما يسمى بالعالم الثالث ومنها اوطاننا بشكل خاص خطيرة حيث السيطرة والسيادة والتحكم بمصير البشرية مرهون وبنسبة كبيرة بمن يمتلك القوة ونعني بها اميركا وزاد من سوء الامر وسوداويته الغياب القسري لشعارات اليسار الاممي الماوي الذي كانت تمثله الصين الشعبية كما كنا نصفها او اللينيني الذي كان سمة الاتحاد السوفيتي قبل تفككه اضافة لا نهيار جبهات التحرر الوطني .. ولم يعد لشعارات التحرر والاستقلال الاقتصادي والاشتراكية والنضال والحرية من مكان في عالم غلبت عليه نزعة المصالح الراسمالية ولم يعد احد يهتم بمعاناة الشعوب التواقة للتحرر والتخلص من ابشع انواع الاستغلال .. وتحولت المقاومة الوطنية الى ارهاب بعد ان اختلطت المفاهيم وظهور تنظيمات ارهابية متطرفة لاعلاقة لها باي دين او مذهب تمتلك امكانيات تفوق امكانيات دول .. ما يثير الف علامة استفهام على حقيقة اهدافها والجهات التي تقف خلفها وغير ذلك .. عالم غريب لامكان للضعيف فيه .. فالقوة وحدها هي من توجه كل زمام الامور ومن الوهم ان نعيش باضغاث احلام بان يعطف علينا الاخر القوي فيمنحنا ،بعض اسباب العيش الكريم مجانا ومن دون ثمن !!
المرحلة الراهنة تشهد انتقالات في مراكز ثقل الضغط الدولي التي تتحكم بها مصالح دول كبرى ووسطى وصغرى ، لكننا كاقطار عربية لسنا منها لانها من الضعف والهوان تعجز فيه انظمتها حتى من حفظ ماء وجهها وهي تتلقى الاهانات تلو الاخرى برغم تبعيتها وانقيادها المطلق للغير اميركيا كان الغير او غير ذلك واللبيب من الاشارة يفهم !
على ضوء ما تقدم نستطيع ان نتبين شيء عن حقيقة ما يجري في المنطقة من مخططات تستهدف مصالحنا ومستقبل شعبنا بالدرجة الرئيس وتصعيد حدة الخلاف بين واشنطن وطهران والايحاء بان حربا عالمية ثالثة ستقوم وان هجوم القوات الاميركية على ايران وشيك وان تحريك الاساطيل الحربية الاميركية وحاملات طائراتها في الخليج يؤكد نية اميركا استهداف ايران عسكريا ، يقابل ذلك اعلان قادة الحرس الثوري نشر صواريخهم المتطورة لضرب اهداف ومصالح اميركية.. يصاحب كل هذا الصخب العالي اعلان ترامب رغبته بالتفاوض مع المسؤولين الايرانيين وان هدفهم لايتعدى ثني النظام في طهران عن تدخلاته في شؤون العراق وسوريا واليمن وغيرها ناهيك عن ان خامنئي نفسه قال ان لاحرب بيننا وبين اميركا .. فهل هنالك شيء اكثر من هذا دليل على اننا كدول منطقة بما فيها العراق مستهدفين .. لا ادعي انني من المحللين الاستراتيجيين السياسيين والعسكريين والامنيين لكنني كمتابع كتبت ومنذ اشهر وفي جريدة ” الزمان ” وقلت ان لاحرب بين اميركا وايران وان العمليةتأتي في اطار جني المزيد من الاموال .. وان ايران لاتشكل تهديدا للكيان الصهيوني باية صورة او حال ! بل ان الطائفية التي مزقت مجتمعاتنا وفرقتها الى طوائف ومكونات حققت لهذا الكيان ما لم يحلم به في يوم من الايام !
الحديث في هذا المجال يحتاج الى بحوث مستفيضة ودراسات غير اننا وفي هذا المجال المتاح نقول ان المواجهة حتى وان حدثت فانها محدودة وفي دول ومناطق خارج ايران التي ستخرج بمظهر اقوى لكي تبقى ايرانالفزاعة التي ترهب بها اميركا هذه الدولة اوتلك لنهب ما في خزائنها من اموال ! اما نحن في العراق فقد تقاسم الجميع ( الكعكة ) الاميركان وايران وغيرهما وسياسيون فاسدون ينفذون ما عليهم من تعاليم وتبقى مصلحة الوطن في خبر كان ! .