في أحدى المؤتمرات الكثيرة التي تُقام في العراق , شاهدت (بأم عيني ) شاعر عراقي معروف يتحدث مع وزير الدفاع بأمرٍ يبدو ذو أهمية للأثنين , أستغربت في الوهلة الأولى , فما العلاقة التي تربط وزير الدفاع بشاعر ؟ وأقصد هنا العلاقة المهنية أو الوظيفية .. تذكرت , أن سيادة الوزير هو نفسه معالي وزير , لكنَ للثقافة هذه المرة !! لا بأس إذا كان الرجل متعدد المواهب ,لا سيما أن العراق بلد يفتقر للرجال ولا يوجد من يجيد اللعبتين إلا سعدون !! قد نكتشف أن أسم (سعدون ) تحفّه (العناية الإلهية ) أينما حل أو أرتحل .. ولو رجعنا إلى التراث العراقي لوجدنا مصداقاً لتلك الموهبة المزدوجة ( للأسم ), ففي مسلسل (بيت الطين ) يوجد (دكان ) عُلقت عليه لوحة كتب عليها (المضمد سعدون الحلَاق ) !
كان العرب لا يستغنون عن الشعراء في معاركهم , وليس العرب فقط , كل الأمم السالفة كان لها لسانها المعبر عن تضحياتها وبطولاتها, وتبرز من خلال أشعارهم صور أبطال قوميين تتغنى بهم البلدان ردحاً طويلاً من الزمن . كان أصحاب الكلمة يُذكروا بمواقف أصحاب السيف .. أي أن هناك أحترام وخصوصية ل(التكنوقراط) أو التخصص .. ذهب السيف إلى المتاحف وحلت مكانه البندقية والمدفع والطائرة , وأصبح (الرمح ) لا يشَكل تهديداً بوجود المفخخة والكاتم , ونتيجة لمخرجات البعث البغيض التي أعلنت حرباً شعواء على الشعب العراقي وفشل كل الخطط الأمنية السابقة بتأمين حياة الناس إلا (شعب الخضراء ) , أستعانت الحكومة برجال الشعر علهم يلهبوا روح الحماس في صفوف المقاتلين !
يتساءل المصريون عن سر أختيار رجل معوق كرئيس للجنة الأمن والدفاع البرلمانية في العراق ؟ وسؤالهم طُرح بتعجب عندما زارتهم تلك اللجنة برئاسة رئيسها (الشاعر جواد جميل سابقاً ) و(الأمني حسن السنيد حالياً ) , حيث يُعتقد أن أهم شروط الرجل الأمني هو السلامة البدنية .. ما ذا لو عرف المصريون أن وزير دفاعنا (الرومانسي ) لا يخلُد إلى فراشه إلا بعد تناول الحبوب المنومة ؟!