ان الذي جرى في العراق من احداث خلال الفترة المنصرمة هو مرتبط بشكل وثيق مع مايجري من احداث سياسية في المنطقة برمتها وكلها تدل دلالة واضحة على مدى الارتباط القوي بين هذه الاحداث والوقائع وبين المخططات اليهودية الصهيونية ,ان غاية هدف مايجري واضح بشكل جلي وهو جعل المنطقة عموما منطقة ضعيفة مجزأة لاتقوى على مواجهة اي تمدد يهودي وعلى حساب اي كان من دول المنطقة وتمزيق الدول نفسها وجعلها اجزاء صغيرة لتسهل السيطرة عليها ,فبعد ان عجزت اسرائيل عن المواجهة مع المقاومة الاسلامية الرافضة لوجودها عمدت الى اتباع اسلوب وطريقة جديدتان وهما يحققان اهداف اسرائيل وباقل الخسائر البشرية والاقتصادية فبشغل المنطقة بصراعات داخلية ليس لها حل واعتماد مبدا العداء الازلي والتاريخي بين مكونات هذه الدول ومساعدة جهة دون اخرى في كل الصراعات وتمويلها ماديا وعسكريا وباعترافات مدونة بدات اليهودية تجني ثمار ذلك المخطط فبدات بعزل مصر (وهي اكبر قوة عسكرية وبشرية في المنطقة ) عن خط المواجهة وبعدها ضربت المقاومة الفلسطينية في الصميم بان احتضنت احدى الفصائل وقامت وبحركة خسيسة بكشفها امام الفصائل الاخرى مما ساهم في زيادة التمزق داخل الحركة الفلسطينية ثم لجات الى الاردن واخرجته من المواجهة ايضا وعمدت بعد ذلك الى اخراج العراق ايضا بالتحالف مع امريكا وبمعاونة من صدام الارعن الذي ورط العراق في حروب اسهمت في اضعاف دول المنطقة عموما نتيجة للضرر الاقتصادي الذي حل بها وهكذا مسلسلها مستمر واليوم نرى ان اليهود اعتمدوا على اعداء الاسلام الداخليين في تدمير المقاومة الاسلامية واشغال دول المنطقة وابعادها عن الهدف الاسمى وهو اعادة الارض ومقدساتها الى اهلها الحقيقيين ساعدها في ذلك وجود الدافع النفسي المتطرف لدى الجماعات الاسلامية المتشددة مثل تنظيم القاعدة سيء الصيت وبعض المحسوبين على الطائفة السنية الكريمة الذين يصرحون انهم يتعاملون مع الشيطان لاسقاط حكم المكون الشيعي في المنطقة باسرها وهذا ما جر الصراع فيس المنطقة الى اخطر مكان وهو الاحتراب المجتمعي وهي مرحلة متقدمة جدا في تفتيت لحمة الدين والبلد الواحد لانه كما هو معلوم ان كل دول المواجهة مع اسرائيل تحوب في نسيجها الاجتماعي اطيافا من هنا ومن هناك ,واقول مع الاسف وجد هؤلاء من يساندهم وبالاخص في العراق بعد التغيير فتعالت الاصوات النشاز تطالب بعودة النظام المباد السابق الى الواجهة وبالغاء العملية السياسية وبشكل سافر ووقح ومدعوم من سياسيين هم في قمة الهرم السياسي الان وهم معروفون لابناء شعبنا وهذا ما مهد الطريق وفرشه بالورد امام تنظيمات القاعدة المجرمة الارهابية لتعبث بمقدرات ابناءه وتسيطر على كل مفاصلهم وتقود اليوم مايسمى بالتظاهرات في المناطق الغربية وهم يوجهون سهام قتلهم وظلمهم لابناء هذه المناطق اولا لان قسما كبيرا منهم يرفضون وجودهم نتيجة التجربة المريرة التي حصلت اعوام 2006 و2007 ,واليوم ومع الاسف يعلوا صوت الجهلة على الحكماء في تسيير الامور ,وما الاحداث المؤسفة التي يشهدها العراق اليوم الا دليلا كبيرا على حجم المؤامرة التي تحاك ضد هذا البلد لتدميره وتجزئته وجعله لايقوى على الوقوف على قدميه ليعيش كباقي دول العالم ويكون تابعا ذليلا لمخططات اليهود ومن سار في فلكهم .
ان الارهاب والتكفير والقاعدة يعيشون اليوم ازهى ايامهم والفضل يعود لمن يؤيدهم ويسير تحت اقدامه من سياسيي الغفلة وحواضنهم وهذه الفرصة والتي لايمكن لها ان تتكرر بداوا باستغلالها احسن استغلال فامعنوا في قتل الناس جهارا نهارا واشعلوا فتيل فتنة ستاكل الاخضر واليابس واشغلوا دول المقاومة الحقيقيين عن مهمتهم الاساسية مواجهة اسرائيل وحماية المقدسات بل اكثر من ذلك يحاولون وعلى السنة قادتهم السياسيين ربط المنطقة كلها بحلف ستراتيجي هدفه حماية امن اسرائيل والغرب وتحقيق مصالحهم الغير مشروعة .
اقول ان المؤامرة كبيرة وخطرة واهدافها سيكون لها تاثير على حياة اجيال من بعدنا وعلينا بما نملك من وعي وتشخيص ان ننتبه وننبه الناس لها ونبين اخطار السير وراء هذه الجماعات الظلامية وذنابها من السياسيين وان نواجه متحدين هذا الخطر وعلى الدولة وتحديدا الحكومة واجهزتها الامنية ان تضرب بيد من حديد كل من تسول له نفسه العبث بمقدرا العر اق وان لاتتساهل مع من هم في المظاهرات الان والذين بدوا يشكلون الخطر على الشعب لانهم يقادوا من قبل القاعدة والتكفير والارهاب وان ضرب هذه التجمعات هو الحل فخسارة عشرات او مئات او حتى الاف من المتظاهرين هو افضل من خسارة العراق كله وسوف يندم الذين ساروا وراء هذا السراب بعد ان يفيقوا الى رشدهم ويعرفوا حجم المؤمرة التي زجوا بها واصبحوا وقودا لها .
ان جواب هذه الاحداث مر ولكن لابد منه لانقاذ البقية الباقية من ابناءنا .