بعد اشتعال نار الفتنة في بغداد ومن ثم خراب الشام,وامتداد نيران الصراع الطائفي الى لبنان ومصر وبلدان اخرى,صار لزاما على الاطراف المنادية باتباع نهج التعقل والحكمة في مواجهة هذه التحديات ,ان يتبنوا سياسة الامر الواقع,لمواجهة اخطار الاضطرابات المحلية والاقليمية والدولية, فالمسالة او الازمة لم تعد بحاجة الىمهدئات كلامية او عبارات انشائية تغير من الاحداث, او تزين الصورة القاتمة لمستقبل مظلم واسود بسواد وجه الحركات التكفيرية المتوحشة والمشبعة بتراث الجاهلية الاولى.
لم تكن سياسة الرئيس الراحل حافظ الاسد في الوقوف الى جانب ايران في حربها ضد العراق,او استضافته لحركات التحرر العربية المعارضة للانظمة الاستبدادية المهادنة لاسرائيل والعميلة للغرب الامريكي,والتورط في الملف اللبناني, او استضافته لحزب العمال الكردستاني, وحركة حماس, والمعارضة العراقية ,وحزب الله اللبناني, والمعارضة البحرينية,خيارات ستراتيجية انية,وانما قراءة موضوعية لتاريخ عربي مضطرب ومتقلب, تشوبه ضبابية الانتماء للجسد العربي الواحد والتفاعل مع قضاياه المصيرية ,
وغياب النوايا الحسنة وارتفاع وتيرة الاهداف التامرية الغير معلنة لبعض حكام الخليج,وبالاخص في شبه جزيرة العرب,وقد عانى منها الرئيس الراحل جمال عبد الناصر في خلافه مع ال سعود وحرب اليمن,فكانت الغلبة تارة للحكمة وتارة للواقع والضروف المحيطة به,الذي ادى في نهاية الامر الى اخراج عبد الله اوجلان من سوريا,ومن ثم وراثة الابن لسياسة الانسحاب من لبنان.
اليوم العراق البلد العربي الشيعي الاكبر,استهدف بشراسة منقطعة النظير منذ سقوط نظام البعث المجرم 2003
,حيث عمدت دول عربية ومنها تحديدا قطر والسعودية الى ايذاء الشعب العراقي بجميع اطيافه ,وبالاخص المكون الشيعي المسالم,وحشدت بعض شيوخ الفتنة كالعرعور والقرضاوي والدمشقية وشيوخ السلفية في مصر والسعودية لاشعال الفتنة الطائفية بين العرب السنة والشيعة,رغبة في ابعاد خطر النهج او النموذج الديمقراطي الجديد في الدول العربية,ومواجهة التطور الايراني وصعود نجمها كقوة اقليمية صاعدة في المنطقة,
وتنفيذا لاجندات اسيادهم الامريكان في تدمير اي خطر يواجه دولة اسرائيل,ومحاولة اسقاط الجمهورية الاسلامية الايرانية من اجل تسليمها لامريكا في مواجهة روسيا والصين
,ولهذا بدات المؤامرة في تدمير سوريا كمرحلة ثانية بعد العراق,وامن ثم الاستمرار في استنزاف المقاومة اللبنانية حزب الله في الدخول الى سوريا في مواجهة الحركات السلفية التكفيرية, والذي يعدونه مقبرة له, والاصرار على تسليح المعارضة الارهابية المقتالة في سوريا,
ان محور الشر الجاد في جر المنطقة الى حرب طائفية مقيتة نيابة عن الامبريالية العالمية,فهو يسير الى الهدنة مع حركة طالبان,وغض الطرف عن جرائم القاعدة في العراق,وجبهة النصرة في سوريا
,من هنا اصبحت عملية الناءي بالنفس والوقوف في موقف المتفرج في خندق الدفاع غير مجدية,ولن يكون للحكمة مكان في العمل السياسي, في مشاريع التكتلات القطبية المنبثقة عن جوهر الواقع المتردي الحالي,الذي بات يعطي مؤشر خطير عن تراجع محور الخير في مواجهة قوى الشر.
اذن تحت ضرورات هذا الواقع يتحتم على العراق ان يغير من سياسته الحالية, ويواجه هذه المخاطر المحدقة بالوطن الاصغر والعربي الاكبر عبر عدة خطوات نستعرض قسم منها كمايلي:
اولا. اعتبار دولة قطر والسعودية دول معادية للعراق تمارس عملية اعتداءات مباشرة عبر مساعدة وتمويل الارهاب والافتاء بتكفير الشيعة
ثانيا.فتح العراق لاستقبال المعارضة البحرينية والسعودية والخليجية او العربية عموما والتهديد بتسليحهما
ثالثا.عقد اتفاقات امنيةثنائية بين كلا من العراق وسوريا,والعراق وايران والكويت كلا على حدة, تسمح لقوات البلدين المسلحة بملاحقة الجماعات الارهابية عبر حدود تلك الدول,لقطع طريق انتقال وتحالف الجماعات التكفيرية فيما بينهم, ومنع او شل لحركتهم وطرق امدادتهم.
ان الادارة الامريكية لن تقبل بالصفعة الروسية,فهي ماضية بمشورعها التخريبي لتفكيك الدول العربية ,واعادة ترتيب اوضاع الشرق الاوسط الجديد,مقدمة خدمة كبيرة للنظام السعودي والقطري والخليجي بتفريغ بلدانهم من وباء الجماعات التكفيرية,ومنفذة للطموح الامريكي الامبريالي بكسر الشوكة الروسية الصينية
العراق سينزلق الى الفوضى الطائفية وسيتم تدميره كما دمرت سوريا ,
ان لم يستدرك تبعات المخطط الطائفي المحيط به,
اللهم اني بلغت اللهم فاشهد