وانا أتجول في أرجاء المعمورة من خلال نافذتي الالكترونية أكتشفت أن هنالك حياة وشعوب وادعة مسالمة تعيش الحرية وتتبادل المحبة والتحايا والزهور !….نعم الزهور التي لا نعرف عنها شيئاً.
هنالك مدارس بصفوف واسعة ونظيفة تحتضن الاطفال بملابسهم الزاهية وحقائبهم الملونة المملوءة بالصور والكلمات والحلوى ,جامعات حقيقية عملاقة يحتدم فيها العلم والحب وعنفوان العواطف ليحيلها الى مسارح أحلام شفافة ونقية أو مندفعة وهاجة تسبر غور الأفق متطلعة الى حقول ومصانع ومكاتب لتتجسد فيها كحقائق وواقع ووجود ولتعانق بعضها لتبقى الحياة مستمرة .
شوارع واسعة وجميلة تحف بها الخضرة من كل صوب وازقة ضيقة ونظيفة تفوح من فتحات شبابيك منازلها روائح الطعام وتنسل أصوات الاجهزة معلنة عن وجود حياة …قراءة قرأن أوتراتيل صوت موسيقى وغناء ..تنوع جميل يشعرك بالمحبة والامان .
مقاهي تتناقل فيها الاسرار وتعلو القهقهات مطاعم, حدائق,أستراحات بكراسي خشب توضع عليها أوزار السنين لدقائق..مطارات مذهلة وعجيبة تنهمر فيها دمعة وداع أوترتسم فيها ابتسامة وفرحة لقاء يرافقها أحياناً دمعة ولكنها من نوع آخر.
واستفيق فجاءةً من السياحة في عوالم وردية تتحدث عن أحسن جامعة في العالم وأجمل حديقة وأكبر متنزه وأجمل واوسع مطار في العالم ,اسرع خدمة توصيل ونقل ,أحسن شبكة مواصلات وأوسع وأسرع شبكة صرف صحي ووو على صوت حفيدتي باكية وهي تضع يدها على رقبتي ورأسها على كتفي …
_ جدو هاك شوف والله العظيم كل درجاتي ميات بس طلعوا بنت المعلمة اللي ويايه أولى على الصف .
حينها أدركت اننا نعيش بنظام شيدته آليات الفساد والرشوة والحقد والدونية بعد ان قوضت أسس الفضيلة والقيم والاخلاق والعدالة وباتت أمورنا بيد حفنة من المتناهشين ينتهش بعضهم البعض من اجل المكاسب وأموال السحت والحرام دخلاء ومسوخ وموتورين يختلسون كل شئ في هذه الحياة حتى ثمرة جهود المجتهدين .
فأحتضنتها وبكينا معاً.