17 نوفمبر، 2024 8:25 م
Search
Close this search box.

العراق والورطة الايرانية

العراق والورطة الايرانية

لم يعد بالامکان النظر الى الاحداث والتطورات الجارية على صعيد المواجهة الامريکية ـ الايرانية والتي باتت معظم الاوساط  السياسية والاستخبارية ترجح إحتمال حدوث المواجهة خصوصا مع إصرار النظام الايراني على مواقفه وعدم إذعانه للأمر الواقع وتمسکه ببرنامجه النووي وبتدخلاته في بلدان المنطقة، وفي المقابل فإن واشنطن مصرة على إجبار النظام على الرضوخ وعدم السماح له بالتهرب وتکرار السيناريوهات السابقة.

النظام الايراني الذي هو أشبه بمن قد وقع في مأزق عويص أو ورطة إستثنائية لايمکنه الخروج منها من دون أن ييدفع ثمنا باهضا، يحاول جاهدا بأن يوسع دائرة ورطته لکي تشمل الآخرين لأنه يعتقد بأن ذلك هو الطريق والسبيل الوحيد لتخلصه من هذه الورطة خصوصا بعد أن تأکد من عدم جدوى تصريحاته النارية والعنترية التي صار المجتمع الدولي لايأبه ويکترث لها کما کان في السابق، بل إن العالم صار ينظر الى تأکيدات المقاومة الايرانية من إن التصريحات النارية للنظام الايرانية ليست إلا مساعي جوفاء فارغة تعبر عن ضعف النظام والسعي لخداع وإيهام العالم بأمور وقضايا ليست بإمکانه أبدا القيام بها.

العراق الذي ينظر قادة النظام الايراني بفعل نفوذهم الاستثنائي فيه الى إنه ظهير وسند وعمق استراتيجي لهم کما عبر عن ذلك رئيس النظام روحاني، يبدو على رأس البلدان المرشحة للوقوع في المطب والورطة الايرانية، ومع إن واشنطن قد حذرت العراق لأکثر من مرة ودعته للنأي بنفسه عن النظام وعدم الانجرار خلف متاهاته ومصيره، لکن لايبدو إن رموز النظام الايراني وعملائه يسمحون بذلك بل إنهم يضغطون بقوة بإتجاه جعل العراق يشکل جزءا من المواجهة وطرفا فيها، وهو موقف لابد منه لأن هذه الرموز قد ربطت مصيرها بالنظام الايراني وهي تعلم بأن ماسيجري للنظام الايراني سينسحب عليها، ولذلك فإنها ومن فرط أنانيتها تريد أن تربط العراق أرضا وشعبا بالمغامرة الطائشة للنظام الايراني.

الورطة العويصة للنظام الايراني والتي تتفاقم أکثر فأکثر وخامة مع مرور الايام بحيث يبدو واضحا من إنها لن تمر بسلام على هذا النظام الذي کان ولايزال سببا ومصدرا لمعظم مشاکل وأزمات المنطقة ولاسيما تلك المتعلقة منها بالخلافات والانقسامات، فهذا النظام کان يتغذى ويستمد قوته في البقاء من التطفل على غيره کأية بکتريا أو جراثيم ضارة، ولهذا فلابد أن يکون للشعب العراقي کلمته وموقفه ولايسمح لهذه المصيبة والکارثة أن تقع ويدفع ضريبة مغامرة ومجازفة وعنجهية نظام متطرف.

أحدث المقالات