23 نوفمبر، 2024 5:13 ص
Search
Close this search box.

حربٌ عالميةٌ ثالثةٌ في الشرّق الاوسط..!

حربٌ عالميةٌ ثالثةٌ في الشرّق الاوسط..!

ماتشهده منطقة الشرق الاوسط من تحشيدات عسكرية أمريكية ودولية هائلة ، وتكدّس البوارج وحاملات الطائرات والصواريخ الذكية وطائرات الشبح والب52 ،إضافة الى إستعدادات عسكرية إقليمية عربية وإسرائيلية وإيرانية ، يؤكد أنّ حرباً عالمية ثالثة ستعلن بين لحظة وأخرى، بل ربمّا نقول بدأتْ فعلاً ،بعد قصفت أيران وأذرعها موانيء الفجيرة في الإمارات،وحقول الضَّخ النفطية السعودية ،وتهديدات جدية لأذرعها وميليشياتها في العراق ،وإستعدادها ضرب السفارة الامريكية وبعض القواعد العسكرية وغيرها، وتهديد قائد الحرس الثوري، كردستان العراق بالقصف بالصواريخ إذا إنطلقت عمليات عسكرية من اراضي الاقليم، إذا ماذا تبقى من هكذا عمليات واستفزازات وتهديدات ايرانية ، تذكرنا بفترة ماقبل بدء الحرب الايرانية على العراق، عندما قصفت طهران المراكز الحدودية والاقضية والمدن واسقط العراق طيار ايراني داخل حدود العراق اثناء تنفيذ مهمة قصف عسكرية، هكذا بدأت تلك الحرب التي دامت 8 سنوات تجرع في نهايتها الخميني كأس السمّ العراقي، فهل يتجرع خامنئي نفس الكأس اليوم، نعم الحرب حتمية في الشرق الاوسط ، وساحتها العراق وسوريا ولبنان واليمن، وستقاتل ايران بميليشياتها في هذه الدول، التي تعول عليهم بنسبة 100%، وتريد أن تبقي ساحة المعركة داخل هذه الدول، وتمنع إنتقالها الى الاراضي الايرانية ، وقد زوّدت إيران هذه الاذرع المسلحة جميع أنواع الاسلحة، بما فيها الصواريخ الباليستية، إذن علامات الحرب لم تعدّ خافية ،رغم أن الكثير من المراقبين والسياسيين يقولون، أن لايمكن لامريكا الدخول في حرب مع إيران، وما يجري من تحشدات عسكرية امريكية ،ماهي إلاّ تمويّه لهدف ثانٍ في المنطقة، أو من باب أن امريكا وايران أصدقاء، وكلاهما شارك في احتلال اللعراق، وتخادما فيه،وهذه مغالطة وقصر نظر، وكما قال عراب السياسة الامريكية هنري كيسنجر قبل سنوات (من لم يسمع طبول الحرب وهي تقرع في الخليج العربي فهو أصم وأبكم وأعمى)، نعم طبول الخرب تدق بقوة في الشرق الاوسط، ومشروع برنارد لويس قادم بقوة على ايران، ولكن لنقلي الضوء على إرتدادات الحرب وخطرها على المنطقة برمتها، ففي العراق ، التي ستكون إنطلاق شرارة الحرب منه،وتكون أرضه ساحتها أولاً، الادارة الامريكية(( أبلغت رعاياها بمغادرة العراق ومنعت الامريكان دخول العراق، لوجود تهديدات حقيقية لهم تقوم بها وتنفذها ميليشيات تابعة لايران هي اعلنت وهددت بنفسها أنها تحت إشارة المرشد الاعلى، وكما يقول المثل العراقي( المبلل لايخاف من المطر) فالعراقيون اصبحت جلودهم مدبغة من الحروب ولايهمهم حدوثها، بل العكس تماماً النسبة الغالبة من العراقيين وبنسبة 90% تريد وتتمنى هذه الحرب، لأنها أنكوت بنيران إيران وميليشياتها منذ الاحتلال ولحد الآن،بل يرى العراقيون أن إيران هي من يحتل العراق والخلاص منه لايتحقق إلا بهذه الحرب، فالملايين المهجّرة والنازحة، ومئات الآلاف من الشهداء، والحرب الطائفية التي شهدها العراق، بداية الإحتلال ،كان لإيران وحرسها وفيلق القدس وميليشياتها المسلحة الطائفية اليد الطولى، وهي السبب الرئيسي لظهور ظاهرة تنظيم داعش الارهابي ،وإحتلاله المدن الغربية ، بسبب السياسة الطائفية في القتل والتهميش والاقصاء والذبح على الهوية بولايتي نوري المالكي ، والتي تعدّ الاسوأ في تاريخ العراق، ولهذا يتمنى العراقيون سقوط ملالي طهران، وزوال حكمهم ، الذي أذاق العراقيين الويل والثبور، وزرع بذور الطائفية المدمرة، وهاهو يزرع المخدرات في كل بيت، في وسط وجنوب العراق، لتدمّير ماتبقى من الشعب العراقي، إذن العراق ساحة حرب نتمنّاها مضطرّين ركوبها ، لا طائعين، أما في سوريا والدول الخليجية والسعودية واليمن ، فأعتقد ستكون الحرب أشدّ قسوة، وستسخدم إيران فيها جميع مالديها من أسلحة تدمير، وستقوم بحماقات وكوارث إنتقامية ، لأنها غير قادرة على مواجهة الالة الحربية الامريكية والغربية المتفوقة ، والتي تبدو قوة إيران أمامها لاشيءعلى الاطلاق، وهذا هو مغزى أن تكون الحرب سريعة وخاطفة وباهضة الثمن لإيران ، كما صرّح وزير الخارجية الامريكي ماك بومبيو ، نعم الحرب فرض وليس خيار، وإيران ستفرض عليها الحرب وستركع لها، وستقبل بكل شروط أمريكا ال12 في نهاية المطاف ،ولكن بعد فوات الأوان ،وحينما يسبق السيف العذل ، لأن عنادها وعنجهيتها ورفضها الشديد لنداءات الدول الكبرى، بضرورة تفادي الحرب، وتنفيذ قرارات مجلس الامن والامم المتحدة، وسحب الحرس الثوري وفيلق القدس من الدول العربية وعدم دعم الارهاب ، والتوقف عن زعزعة امن وإستقرار المنطقة والعالم ، مما جعل الدول الاوربية والصين والدول العربية، وأغلب دول العالم ضدّها، بل ومشارك في إسقاط نظامها أو يتمنى إسقاطه، في وقت يعلنون قادتها أن التوسع الايراني ،وتنفيذ المشروع الالهي الكوني لإقامة الامبراطورية الفارسية، وعاصمتها بغداد، هو الهدف الاسمى لإيران ، وظهور المهدي المنتظر ،وهذا المشروع الماثل امام العالم يتجسّد في سيطرة إيران بنفوذها القوي في العراق واليمن ولبنان وسوريا، ممّا يجعل العالم، وفي المقدمة منه الإدارة الامريكية، تصرُّ على تحجّيم وإنهاء الدور الايراني التخريبي في المنطقة، وحتى روسيا الحليف القوي لإيران قد تخلت عنها، لأن مستقبل مصالحها الإستراتيجية مع أمريكا، وليس مع إيران، نعم حرب عالمية ثالثة قائمة الآن إعلامياً، وعسكرياً، طرفاها أمريكا وتحالفها وحلفاؤها ،ومع إيران وأذرعها وميليشياتها، فلمن ستكون الغلبة ، هذا سيعتمد على سرعة وطريقة الحرب، والاسلحة المستخدمة فيها، وطبيعة المعركة هل تكون معارك جيوش، أم معركة تكنولوجيا وصواريخ وطائرات وتدمير معسكرات، وقواعد ومقرات قيادة ومفاعلات نووية ، نعم أعتقد الخيار الثاني هو ما ستطبقه امريكا في الحرب على الارجح، وقد أعدّت لها ، أحدث الطائرات الدرونز والشبح والب52والصواريخ الذكية التي لاتخطيء الهدف، وربما يسأل أحدنا هل ستتغير جغرافية المنطقة السياسية ، ونقول بكل تأكيد لابد من تغيير جيوسياسية الارض، في منطقة الشرق الاوسط، وزوال نظام الملالي ، الذي تصرّ الادارة الامريكية على إسقاطه بكل الطرق، ومهما بلغت التضحيات ، فالرئيس دونالد ترمب امام مفترق طرق في الانتخابات المقبلة ، ولابد له من عمل خارجي يؤهله الفوز الاكيد في الانتخابات الرئاسية ، وليس أمامه سوى ، (صفقة القرن) التي في طريقها الى التشكّل ، و(إسقاط نظام طهران)، هذان الحدثان سيكونان سبباً في فوز الرئيس ترمب لولاية ثانية ،وبغيرهما سيخسر الانتخابات، إذن خيار الحرب هو الاقرب لترمب والأهم له، إضافة الى أن تغذّية الارهاب ودعمه وتغوّله على يدِّ حكام طهران ، جعل من العالم كّله يقف ضدها، ويريد زوال حكم ملاليها ، هذا هو المشهد الآن ، وكل من يرى خلاف ذلك ،لم يستقريء سياسة أمريكا ،ومشروعها في إقامة شرق أوسط كبير، على مقاسها وبقيادتها، نعم ستطير عمائم في المنطقة بيض وسود، وستتغّير أنظمة فاسدة ، وستتقسم دول متجبّرة وطاغية، وستزهق أرواح بريئة، كما أزهقت إبان إحتلال العراق، من قبل أمريكا وإيران، ومازالت تزهق بسببها وبدعمها، ولكن سيتخلص العالم من أنظمة دموية متعطّشة للدّماء ، هكذا هي الحروب ونتائجها وإنعكاساتها، على مستقبل الشعوب المتطلعة نحو الحرية والامان ، نعم الشرق الاوسط يعيش حرباً عالميةً ثالثةً لانتمناها ،ولكنْ نحتاجها لتحرّرنا ،ومن أجل مستقبل أوطاننا وأجيالنا ، لعنة الله على الحروب وعلى مشعليها …..

أحدث المقالات

أحدث المقالات