اما إختبار الحصول على إجازة السوق ،وخصوصا النظري ، فهو أشبه بفخ عنكبوت ، وقد صُمم بعناية لإفشال المتقدم لأنه معقد للغاية ، فحسب أحد معافي ممن تقدم للحصول على إجازة سوق التي سكتت عنها مديرية المرور دهرا لتنطق كفرا ! ، فقد كان ضمن وجبة من 15 شخص بضمنهم سوّاق بعمر كبير وقد فشلوا جميعا ! ، وعند إعادة الإختبار يجب على المتقدم دفع رسوم بمبلغ 30 الف دينار للمرة الثانية ، و15 للثالثة و10 للرابعة وهكذا ! ، وفوق ذلك حصروا مكان الإختبار في مديرية مرور الحسينية بعدما ألغوا موقع الرستمية ! ، أما إختبار القيادة فالمركبة المتهالكة مليئة بالكاميرات لتسجيل اي تجاوز على خطوط منطقة الإختبار وحسب نظام وضعته أحدى الشركات الأجنبية (!!) ، وجميعها مركبات ذات غيار سرعة (گير) عادي ، وكان الله في عون النساء ممن يستخدمن غيار سرعة أوتوماتيكي ! .
وعلى المتقدم دفع مبلغ استمارتان تسمى (المشروع الوطني) و(استمارة إجازة السوق) ، سعر الواحدة 15 الف دينار بواسطة نظام (إنترانيت) ! ، وهنالك استمارة الفحص الطبي بمبلغ 25 الف دينار، ورسم استخراج إجازة السوق لأول مرة بمبلغ 25 الف دينار ، ورسوم إسعافات اولية وإختبار نظري ، وإختبار خطة القيادة بمبلغ 30 الف دينار .
صار سعر العقد المروري 100 دولار ، وهنالك شركات تستوفي رسوم للتوسط بين مكتب الدلالية ومديرية المرور ! ، أما الغرامات فصارت لا تقل عن 100 الف دينار ونعلم إنها ستتضاعف بعد شهر ، ونجد (البرلمان) متخندق مع مديرية المرور في تسليب المواطن ، وكأن البرلمان هذا قد فرغ من كل مشاكل الناس وجعلته يعيش في بحبوحة تحسدها عليه الإمارات ! ، من هذه الغرامات ، غرامة لأحد المراجعين بإسم (أمانة بغداد) لأن السائق غسل سيارته في كراج غير مرخص ! ، أما كان الأجدر غلق هذا الكراج من قبل هذه (الأمانة) بدلا من معاقبة زبائنه ! .
الأجدر إعادة الحياة لأضواء المرور المنقرضة ، وتحسين الشوارع ، ووضع خطة جدية لمعالجة الإختناقات ، وإنتشال الشوارع من حقبة العصور المظلمة ! ، الأجدر وضع حقل لفحص الحالة النفسية أو الذهنية أو الأخلاقية للمتقدم في إختبار منح إجازة السوق ، ونحن نرى شوارعنا تغص بسوّاق غير مؤدبين وهمج حوّلوا شوارعنا حرفيا إلى جحيم ، بدلا من أسئلة عجيبة لا يتوفر لها حتى منهج لمطالعتها !.
يبدو أن المعنيين لا يفهمون أن هنالك ضائقة مالية تعم غالبية الناس ، لأنهم بمعزل تام عن معاناة المواطن ، يبدو أنهم يعتقدون أنها مجرد رسوم طفيفة ! ، خصوصا وأننا أعتدنا من الدولة منذ زمن بعيد ، أن أجورها رمزية ، ويجب على المعنيين إعادة النظر في هذه الرسوم والجبايات ، رحم الله أيام زمان ، إنا لله وإنا إليه راجعون ، رمضان كريم …
Iraq-Baghdad
Virus-free. www.avast.com |