توريط إيران في استهداف الملاحة العالمية.. آخر مراحل “الطبخة” الأمريكية الخليجية

توريط إيران في استهداف الملاحة العالمية.. آخر مراحل “الطبخة” الأمريكية الخليجية

عمل إجرامي خطير يهدد أمن وسلامة الملاحة البحرية.. تهمة باتت حاضرة لتعلق في رقبة إيران باتهامها بالوقوف خلف استهداف ناقلات النفط في المياه الاقتصادية الإماراتية قبالة سواح الفجيرة.. طعم ابتلعته إيران بتصريحها بأن أحدا لا يستطيع تأمين عبور الناقلات النفطية عبر الخليج في السواحل الجنوبية وكأنها هي المسؤولة عن استهداف الـ 4 سفن قبالة الإمارات..

توريط إيران في تهديد الملاحة

تحركات مفاجئة في مملكة البحرين وتلميحات متعمدة لتوجيه الاتهامات بتورط إيران في عمليات عدائية تهدد ملاحة العالم تتزامن مع التصعيد العسكري الأمريكي غير المسبوق ضد نظام الملالي في الجمهورية الإسلامية وحرسها الثوري..

وفيما يبدو أن المملكة الصغيرة التي تستضيف الأسطول الأمريكي الخامس قد تقرر لها أن تشهد نقطة الانطلاق العسكري ضد إيران.

قائد الأسطول يصل البحرين

وهو الأمر الذي يفسر شن البحرين – التي تخشى كثيرا تهديدات إيران لها – على المستويات الرسمية هجوما غير مسبوق في تقاليد وأعراف الدبلوماسية – قبل أيام – على إيران ومرشدها الأعلى علي خامنئي وكل من يدعم إيران في العراق.

فبينما يستقبل رئيس الوزراء البحريني خليفة بن سلمان آل خليفة قائد القوات البحرية بالقيادة المركزية الأمريكية، جيمس مالوي، بالتزامن مع التوتر غير المسبوق بين إيران والولايات المتحدة منذ حرب الخليج، يذهب ملك البحرين على عجل من أمره في ذات يوم وصول مالوي، إلى مصر لاطلاع الرئيس عبد الفتاح السيسي على آخر تطورات التوترات في منطقة الخليج وإبلاغه باحتمالية أن تندلع شرارة مواجهة طهران من المنامة على يد الأسطول الخامس.

البحرين لم تخجل من الإعلان صراحة تأييدها الكامل ودعمها للدور الأمريكي في “إرساء الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم، معلنة أهمية التحركات المشتركة من خلال تحالفات دولية – لم تكشف تفاصيلها – في مواجهة مختلف التحديات التي تهدف إلى زعزعة الأمن والاستقرار، والمقصود هنا حصرا إيران وفصائلها المسلحة في العراق ولبنان وسوريا واليمن.

أقرب نقاط مراقبة الناقلات النفطية

ولمن لا يعلم، فإن الأسطول الأمريكي الخامس الأمريكي يعد قوة ضاربة ويتمركز في أقرب النقاط إلى إيران، إذ يقع في المياه الإقليمية المقابلة للبحرين، وتشمل عملياته منطقة الخليج وخليج عمان وبحر العرب وخليج عدن والبحر الأحمر، وأجزاء من المحيط الهندي، حيث يتمركز في منطقة “الجفير”، شرق العاصمة البحرينية المنامة.

يتضمن نطاق مسؤوليات الأسطول الخامس تأمين منطقة الخليج، التي تمر عبرها نصف الإمدادات النفطية للعالم ما يعني أنه سيراقب مدى التزام إيران بالعقوبات، ويبلغ عدد الجنود الأمريكيين والمدنيين العاملين لصالح وزارة الدفاع الأمريكية “البنتاغون” في البحرين أكثر من 9 آلاف شخص.

تفاوض تعجيزي

ولكي تستمر الإدارة الأمريكية في خداع إيران، تقدم لها “تفاوضا تعجيزيا” يكاد يكون مستحيلا لطهران، وواشنطن تعرف الرد الإيراني مسبقا، فقط كي يظهر الرئيس الأمريكي أنه لم يكن يرغب في شن تلك الحرب أو خوض المعركة، لكنها إيران هي التي رفضت وأصرت على دعم بؤر التوتر في المنطقة، فضلا عن تهديدها الملاحة..

فنجد مبعوث الإدارة الأمريكية لشؤون إيران براين هوك يعلن أن الولايات المتحدة لا تتطلع إلى حرب مع ايران أو إسقاط حكومتها، بل إلى إبرام اتفاق استراتيجي شامل جديد معها.

لكن ذلك الاتفاق تعجيزي بامتياز، إذا كيف ستقبل إيران صفقة جديدة تنص بنودها ليس فقط على حصار برنامجها النووي والصاروخي، بل تقديم ما يؤكد احترامها حقوق الإنسان والسمح بالحريات ووقف ما تصفه واشنطن بالعدوان الذي تمارسه طهران في المنطقة..

التخلي عن حماس والجهاد وحزب الله

بل أكثر من ذلك، كيف ستقبل إيران أن تتخلى عن تمددها في الدول العربية برفع يدها عن حركتي “حماس” و”الجهاد الإسلامي” الفلسطينيتين و”حزب الله” اللبناني وجماعة الحوثيين في اليمن وفصائل شيعية مسلحة ذات تجهيزات خاصة في العراق.

هي بالفعل شروط تعجيزية بامتياز، وقد أنذر العراق حرفيا بأنه إن لم يكن مع الولايات المتحدة في مواجهة إيران وإن لم يقلم أظافر الفصائل المسلحة لديه ويحلها في أسرع وقت، فإنه يضع نفسه إلى صف إيران في مواجهة القدرات الأمريكية الراغبة في تخليص العالم من التهديدات الإيرانية.

رسائل اطمئنان

المسؤولون الأمريكيون أعلنوها بوضوح، غير مسموح لإيران أن تستمر على هذا الخط.. هذا النظام يهدد أمننا القومي وسنستبدله بحكام مدنيين يحافظون على حقوق الإنسان والدولة المدنية لا الدينية العقائدية المتطرفة في عدائها..

وما عملت عليه الولايات المتحدة هو إرسال تطمينات لأوروبا بأن عليها أن تدعم التغيير في إيران، وحتى روسيا جرى التفاوض معها حول التخلي عن نظام الملالي في إيران دون خسارة المكتسبات التي تتحققت للروس في سوريا أو استثماراتهم مع الإيرانيين.

قطع رأس الأفعى

خطة الولايات المتحدة هذه المرة تعتمد مباشرة على استراتيجية “قطع رأس الأفعى” وليس كما السابق توجيه ضربات متفرقة للذيول تستمر معها الحياة، فتقرر أن استهداف إيران وتحديدا مواقع الخطر هناك مع مراكز الحرس الثوري الذي اعتبر رسميا إرهابيا، سيجمد تحركات الحركات المسلحة التابعة لإيران في الدول العربية وستفكر ألف مرة قبل تهديد أمن الولايات المتحدة القومي أو حلفائها في المنطقة.

450 مليار دولار ثمن رأس خامنئي

هي سيناريوهات وضعت بالفعل، وأبلغت الدول المتحالفة من قبل واشنطن بالتحرك بعدما طلب دونالد ترامب 450 مليار دولار من السعودية لصالح الولايات المتحدة مقابل هذه الحرب والقضاء على نظام المرشد في إيران، وهو ما دعا السفارة الأمريكية في العراق إلى تحذير مواطنيها هناك بالحذر والحيطة في التحركات والاتصال بالسفارة إذا ما حدث أي طاريء؛ لأن الأمور كلها قد تتصاعد في العراق بأي وقت.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة