‎شيعة وسنة بغداد يتحدون مسلحي الطائفتين بصلاة موحدة

‎شيعة وسنة بغداد يتحدون مسلحي الطائفتين بصلاة موحدة

في رد على استهداف المساجد الشيعية والسنية في العراق فقد اقيمت صلاة موحدة ‏لمواطني الطائفتين في نصب الشهيد وسط بغداد دعا فيها رئيسا الوقفين السني والشيعي الى الحفاظ ‏على الوحدة لافشال محاولات الفتنة الطائفية التي تقوم بها القاعدة والبعثيين والمليشيات الشيعية .. ‏بينما  شهدت المحافظات العراقية الست المحتجة صلوات موحدة واعلانا باستمرار الاعتصامات حتى ‏تنفيذ مطالب المتظاهرين واقرارا  بوجود خلافات حول انشاء الاقاليم.

رئيسا الوقفين السني والشيعي يؤكدان مواجهة القاعدة والمليشيات الشيعية
‏ وقد تقدم المشاركين في الصلاة الموحدة التي اقيمت في نصب الشهيد وسط العاصمة العراقية ‏بمشاركة مئات المصلين من مواطنيها رئيسا الوقفين الشيعي صالح الحيدري والسني أحمد عبد ‏العغفور السامرائي ووزير المصالحة الوطنية عامر الخزاعي . وقبل صلاة الجمعة التي القى خطبتها ‏الحيدري دعا السامرائي الى العمل من اجل انهاء عمليات القتل وسفك الدماء والتصدي للفتنة التي ‏يتعرض لها العراقيون ليعيشوا بأمن وعز وكرامة. وناشد المنابر السياسية والدينية والبرلمانية ‏والاعلامية الى خطاب يجمع الناس ويوحدهم بكافة اطيافهم ولا يشتتهم او يفرقهم. وشدد على ان ‏العراق بأمس الحاجة الان لمن يوحد لا من يفرق ودعا العراقيين لان يكون كلا منهم مفتاحا للخير ‏ومغلقا للشر وان يكونوا سدا منيعا ضد من يثيرون الفتنة ويحرضون على اقتل ويحرقون المساجد ‏واكد التبرؤ من كل متطرف مهما كانت هويته ‏
وطائفته وقوميته . ‏
واشار الى ان على السنة ان يقولوا للقاعدة كافة وعلى الشيعة ان يقولوا للمليشيات المسلحة كفى وان ‏يحارب الجميع المتطرفين الذين يريدون ان يجروا البلاد الى التدمير . واكد انه لايجوز ان يدمر مسجد ‏سني ردا على افعال القاعدة او يفجر مسجد شيعي ردا على اعمال المليشيات والخارجين عى القانون. ‏وطالب السلطات بمواجهة القتلة مهما كانت انتماءاتهم من اجل وقف نزيف الدم العراقي. وقال انه ‏حرام استهداف رجال الشرطة والامن او مواجهة المتظاهرين السلميين الذي يعانون تهديدات القاعدة ‏من جهة والمليشيات المسلحة من جهة أخرى.. وداعا الى تنفيذ مطالب هؤلاء المتظاهرين الذين اقرت ‏الحكومة بأن غالبية مطالبهم قانونية ومشروعة. ‏
ومن جانبه شدد الحيدري على ان العراقيين وحدة موحدة بشيعتهم وسنتهم وعربهم واكرادهم ‏وتركمانهم ومسلميهم ومسيحييهم فهم يشكلون جسد العراق الواحد. وقال في خطبة الجمعة ان ‏العراقيين بكل مكوناتهم يقفون صفا واحدا بوجه من يريدون الفتنة الطائفية واراقة الدماء وهم مصرون ‏على وحدتهم من اجل خيرهم وامن بلدهم. ‏
واقر الحيدري بوجود جماعات تمارس العنف من اجل تحقيق مكاسب سياسية وتنفيذ اجندات اجنبية ‏وشدد على ان سنة العراق وشيعته يد واحدة مشددا على انهم لن ينجروا الى الفتنة الطائفية ‏وسيحرصون على وحدتهم. واتهم القاعدة والبعثيين والخارجين على القانون بعمليات القتل والتفجير ‏التي تشهدها مدن العراق من اجل اشعال الفتنة الطائفية.. ودعا الى خطاب اسلامي لايركن للارهاب ‏والتطرف ويبتعد عن اسلوب التكفير للاخرين وان يكون خطابا موحدا وليس مفرقا.
وكان رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي دعا لهذه الصلاة في بيان في التاسع عشر من الشهر ‏الحالي قال فيه “إن الذين يستهدفون المساجد هم اعداء السنة والشيعة على حد سواء ويخططون لإشعال ‏الفتنة وهو مخطط قديم يراد إحياؤه ، واناشد علماء الدين الافاضل الى القيام بواجبهم بنبذ الطائفية ‏والفرقة والدعوة الى وحدة الصف ، ونؤكد ان توجيهاتنا الى الاجهزة الأمنية بحماية جميع المساجد ‏ودور العبادة واضحة ومشددة ، ولاتساهل مع اي تقصير في هذا المجال”. واضاف “ان الصلاة ‏الموحدة يفهم منها انها تجمع العراقيين من السنة والشيعة وهذا مانتمناه ، فالصلاة الموحدة الحقيقية ‏يجب ان تجمع المسلمين بكل طوائفهم في مسجد واحد ، وانا ادعو الى اقامة صلاة موحدة بهذا الشكل ‏في أحد مساجد بغداد الكبيرة وتستمر بصورة دائمة كل يوم جمعة”.  ‏

معتصمو جمعة خيار من في الميدان خيارنا يقرون بخلافات حول الاقاليم
وشهدت المحافظات العراقية الست المحتجة اليوم صلوات موحدة واعلانا باستمرار الاعتصامات حتى ‏تنفيذ مطالب المتظاهرين واقرارا بوجود خلافات حول انشاء الاقاليم.‏
وقالت اللجان الشعبية للحراك الشعبي المستمر منذ خمسة اشهر في محافظات الانبار وصلاح الدين ‏ونينوى وديالى وكركوك ومناطق من بغداد أن اسم جمعة اليوم وهو “خيار من في الميدان خيارنا” ‏جاء للتأكيد على ان ساحات اعتصام هذه المحافظات المنتفضة هي من تحدد خيارين لاثالث لهما هما : ‏المواجهة المسلحة أو انشاء الاقليم الغربي . وطالبت الحكومة بتحمل ماسيحدده المعتصمون اليوم ‏خاصة بعد ان رفضت مبادرة المرجع الديني السني عبد الملك السعدي للتفاوض.  ‏
وقال خطيب جمعة مدينة سامراء (125 كم شمال شرق بغداد) ان المعضلة ليست بين المواطنين ‏العراقيين سنة وشيعة لكنها سياسة الحكومة التي فرقت بينهم ولذلك عليها بعلاجات جذرية لازمات ‏العراق والاستجابة لمطالب المتظاهرين. واضاف ان عمليات استهداف المساجد هي نتيجة للسياسات ‏الجوفاء وشد على حرمة اراقة الدماء. ‏
واشار الخطيب الى وجود خلاف بين المتظاهرين في ساحات الاعتصام حول قضية انشاء الاقاليم ‏موضحا ان مراجع السنة لم يفتوا بقرار حولها بعد مؤكدين على انه يجب ان يكون هناك توافق حولها. ‏
واضاف ان اصحاب الفكر والاختصاص يقومون الان بدراسة هذه المسألة ليخرجوا برأي واحد حولها ‏يجمع الكلمة من خلال الموازنة بين المصلحة والمفسدة. وقال انه سواء قررت المحافظات المحتجة ‏التوجه الى الاقاليم من عدمه “فنحن مصممون على استمرار اعتصاماتنا وصلواتنا الموحدة حتى ‏الاستجابة لمطالبنا واطلاق سراح المعتقلين الابرياء ويعم البلد الامن والامان ولا مساومة على ‏تظاهراتنا حتى تحقيق مطالبنا”. ‏
وكان الناطق الرسمي بأسم المحافظات الست محمد طه حمدون قال امس أن 90 بالمائة من اهالي ‏محافظة الانبار يؤيدون انشاء اقليم الانبار .. واضاف “ان خياراتنا اصبحت اثنين لا ثالث لهما اما ‏اعلان الاقاليم او المواجهة المسلحة موضحا ان الحكومة الاتحادية هي من دفعت الى وضع الخيار ‏الاخير ضمن خيارات المعتصمين.  وكشف حمدون عن طلبات رسمية لمحافظتي صلاح الدين وديالى ‏لتشكيل الاقاليم مشيراً الى أن90 بالمائة من اهالي محافظة الانبار مؤيدين لفكرة الاقليم. واضاف ان ‏هناك حملة لجمع تواقيع 10بالمائة من مواطني المحافظة لمطالبة مفوضية الانتخابات تنظيم استفتاء ‏حول انشاء الاقليم  مؤكدا في تصريح لموقع خندان الكردي ان هذا الاجراء هو من ضمن السياقات ‏الدستورية.‏

أستهدافات لمساجد شيعية وسنية لتفجير حرب طائفية
وتشهد محافظات بغداد والأنبار وصلاح الدين وديإلى وكركوك ونينوى منذ 25 كانون الأول  ‏‏(ديسمبر) الماضي تظاهرات احتجاج واعتصامات تطالب بإطلاق سراح المعتقلات والمعتقلين ‏الأبرياء ومقاضاة “منتهكي أعراض” السجينات فضلاً عن تغيير مسار الحكومة وإلغاء المادة 4 ‏إرهاب وقانوني المساءلة والعدالة والمخبر السري واصدار عفو عام وإلغاء الاقصاء والتهميش ‏لمكونات عراقية.   ‏
‏ وقد أدى هجوم للجيش العراقي على ساحة اعتصام في بلدة الحويجة بمحافظة كركوك الشمالية الشهر ‏الماضي إلى موجة من العنف اسفرت عن سقوط أكثر من 800 قتيل منذ ذلك الوقت طبقًا لأرقام الأمم ‏المتحدة وهو أعلى عدد من القتلى في شهر واحد منذ نحو خمس سنوات.  ‏
‎ ‎وتصاعدت خلال الاسبايع الاخيرة عمليات استهداف دور العبادة السنية والشيعية في العراق بشكل ‏اعاد الصورة الدامية التي كانت عليها ابان سنوات الحرب الاهلية الطائفية في ظل تزايد استهدافها ‏مؤخرا باعمال القتل والتفجيرات العشوائية التي تنسب الى تنظيم “القاعدة” و”التكفيريين”.‏
ومع تصاعد التوتر الطائفي في البلاد تحول العنف اليومي خلال الاسابيع الماضية من استهداف ‏للقوات الامنية خصوصا، الى ما يُسمى “حرب المساجد”. ويعيش العراق منذ 10 سنوات على وقع ‏اعمال عنف يومية قتل فيها عشرات الآلاف. ومنذ انسحاب القوات الاميركية نهاية عام 2011، ‏تركزت معظم الهجمات على القوات الحكومية والمناطق الشيعية  وهي اعمال عنف غالبا ما يتبناها ‏تنظيم “دولة العراق الاسلامية” الفرع العراقي لتنظيم القاعدة.‏
الا ان هدفا جديدا اضيف الى لائحة الاهداف المعتادة لهذه الهجمات بالتزامن مع تصاعد حدة ‏التظاهرات التي ينظمها السنة والمناهضة للمالكي المتهم بتهميش السنة. فعلى مدى الاسابيع الماضية، ‏عادت المساجد السنية الى دائرة الاستهداف بالاحزمة الناسفة والقذائف الصاروخية والقنابل اليدوية، ‏فيما تواصلت الهجمات ضد الحسينيات الشيعية. وتدفع هذه الحوادث العديد من العراقيين الى تجنب ‏الذهاب الى المساجد والحسينيات، وتعيد الى اذهانهم ايام الحرب الطائفية بين عامي 2006 و2008 ‏حين كانت دور العبادة الهدف الاول للاعمال الارهابية.   ‏

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة