تمر منطقة الشرق الاوسط بوقت حرج جدا وخطير وبوضع مفصلي، فهناك صفقة القرن والتى سوف وكما اُعلن من ان البيت الابيض سيطرحها بعد انقضاء شهر رمضان اي بعد تشكيل حكومة الكيان الاسرائيلي، والتلويح الاسرائيلي بحرب قادمة على قطاع غزة خلال الاشهر القادمة؛ لأعادة احتلال غزة، وفي وقت متوائم يجري تشديد العقوبات الامريكية على ايران وما يصاحب هذا التشديد من استحضارات لحرب قادمة او هكذا يراد لها ان تُفهم وتترسخ في الانفس والعقول، بدءا من احضار حاملة الطائرات والعدد الكبير من الغواصات والمدمرات التى تسايرها لحمايتها وللمواجهة المحتملة…او وهذا هو الصحيح لهز عصا الترعيب لكسر ارادة الطرف الاخر، الايراني وبالذات حين يتوائم دخول هذه الحاملة مع نقل طائرات B52 اتش الى قاعدة السيلية في الدوحة،بالاضافة الى الضغط الاقتصادي غير السبوق على الاردن وما يرافقه من ضغط سياسي غير معلن على الملك الاردني. احتمالات الحرب:
احتمال الحرب على قطاع غزة وارد والى درجة كبيرة جدا، تصل الى اليقين. الحرب سوف يشنها الكيان الاسرائيلي بعد اعلان صفقة القرن ربما بفترة قليلة لاتتجاوز اشهر الصيف القادم وهذا هو ما اشار اليه، الكثير من قادة المقاومة في قطاع غزة. الحرب على قطاع غزة ترمي من وراءها اسرائيل على اعادة احتلال القطاع وتجريد المقاومة من سلاحها وتصفية قياداتها، في تمهيد واضح لصفقة القرن لجهة الاعتقاد الاسرائيلي. وهنا تُوقع اسرائيل نفسها وجيشها في اتون حرب عصابات تشتعل تحت اقدام جنودها، مما يشكل نفزيفا لقوتها العسكرية والاقتصادية وما سوف ينتج عنه من فتح ابواب الادانة الدولية لسلوكها كقوة احتلال لما تقوم به، حتما من جرائم ضد الابرياء من المدنيين العزل وهي تبحث عن ابطال المقاومة بين الزوايا وفي المنازل الذين يختبئون تحت الارض ويخرجون منها حين تدق الساعة ويحضر الهدف..اذا، سوف ترتكب اسرائيل خطأ ستراتيجي في اعادة احتلال غزة، ظنا منها، من ان هذا الاحتلال يمهد الطريق لصفقة القرن عبر المال وتوفير فرص العمل لمليوني من سكان غزة والعيش وما اليه، مما يصنعه المال، وهو وفي جميع الاحوال، مال دول الخليج العربي. وهذا هو الخطأ في حساب النتائج لجهتين؛ الجهة التاريخية، الفلسطينيون قاوموا الاحتلال لأكثر من ثلاثة ارباع القرن، فكيف بهم الان، يركنون جانبا، حق الارض عليهم بالمقاومة من اجل ارجاع حقهم بها وحقها عليهم، فهذا امر محال وفي جميع المقاييس ومهما كان عطاء المال الخليجي اي مال دول الخليج العربي وبيد الصهاينة من غير الحصول على حقهم في دولة مستقلة ذات سيادة بالاضافة الى حق العودة. اذا ما حدثت الحرب على غزة وهي سوف تحدث بالاحتمال الاكبر والاكبر جدا؛ تشكل بدايتها ايذانا بعودة اي العودة المستمرة للمقاومة والكفاح الى ما كانا سابقا عليه وبذات الزحم وربما اكثر. الجهة الثانية وهي اهتزاز الثقة( على الرغم من ان هذه الصفقة مرفوضة فلسطينيا وعربيا اي الشعوب العربية..) بوعود امريكا ومواثيقها والتى هي من تُلزم نفسها بها ومن ثم تعود لتنقضها كما هو حاصل لاتفاقات اوسلوا ووادي عربه، فلم يحصل الفلسطينيون وهنا نقصد تحديدا اتفاقات اوسلو على ما عُدوا به من دولة مستقلة وذات سيادة. اما احتمال الحرب بين ايران وامريكا فهو احتمال غير وارد تماما إلا في حالة واحدة وهي حدوث خطأ ما وهذا هو الاخر احتمال بعيد، لحرص الجانبين بالابتعاد عن مناطق حدوثه. الامريكيون لايريدون الصدام مع ايران باي شكل من الاشكال وما حشدهم لقوتهم العسكرية هذه ما هي إلا لترعيب صانع القرار في ايران للجلوس حول طاولة المفاوضات. الايرانيون لايريدون او ليس فيهم رغبة او توجه للجلوس حول منضدة التفاوض مع الامريكيين تحت شروط ال 12، لأن هذا يعني وفي جوهر ما يعني هو التنازل للارادة الامريكية وبالتالي كسر الارادة الايرانية وما يجر ذلك من تداعيات سياسية سواء في الداخل الايراني او على وضعها كدول اقليمية مهمة في المنطقة ويؤدي حتما ان هي جلست مع الامريكيين الى انكفاءها الى الداخل الايراني وما يصاحب هذا من انفلات عقد سيطرة النظام الايراني على الوضع الداخلي. الامريكيون يدركون تماما من ان الايرانيين لن رضخوا لهم في الوقت الحاضر، لكنهم وفي ذات الوقت يخططون على تحجيم ايران اقتصاديا وبالتالي كسر قوة اذرعها، كل هذا يكسبون به الوقت اي يلعبون بالوقت، وقت الترهيب والترعيب، لتخليق فضاءات سياسية، ضبابية ورمادية، تتداخل فيها الاوضاع وتشتبك الارادات في لحظة طرح بنود صفقة القرن. هذه الصفقة اي صفقة القرن حين يتم طرحها لايراد من ذلك تسويقها الفوري بل اللعب بها سواء بالمشاروات العلنية والخفية والطروحات المقابلة من اطراف عربية بعينها وبالذات دول الخليج العربي. وما ينتج عنه من اهتمام اعلامي بها. هنا تصبح هذه الصفقة هي محور النقاش السياسي بالضد منها او الى جانبها. وبهذا يجري حرف الاهتمام عن اصل المشكلة، وهو احتلال الارض الفلسطينية في القطاع وغزة اي ما تبقى من ارض فلسطين العربية التى تنص القرارات الدولية على الزامية انسحاب الكيان الاسرائيلي منها.. اي هي لعبة لأستمرار الاحتلال وبناء المستوطنات وما ينتج عنه من قضم مستمر للارض وتهجير الناس..ولسنوات الى حين يتم تهيئة الاجواء والظروف للاوطان البديلة. هذا ما نعتقد انه جوهر صفقة القرن. لكن هل هذا سهل التحقق بالتاكيد ليس سهل التحقق بل هو لن يتحقق، بل ان الذي سوف يكون هو اشتداد المقاومة والعودة بها الى القها القديم، قبل اتفاقات اوسلو..