طبول الحرب تقترب .. واشنطن تستعيد سيناريو غزو العراق .. و”بولتون” يزيد الفتيل إشتعالًا !

طبول الحرب تقترب .. واشنطن تستعيد سيناريو غزو العراق .. و”بولتون” يزيد الفتيل إشتعالًا !

خاص : كتبت – نشوى الحفني :

تتصاعد التصريحات والتحركات المتبادلة بين “أميركا” و”إيران” بوتيرة متسارعة، فقد لا يمر يومًا إلا وتخرج تصريحات من إحدى الجانبين تهدد بقرب نشوب الحرب بينهما، وعلى الخط دخلت بعض الدول الخليجية التي تؤكد مشاركتها في الحرب ضد “إيران”، إذا نشبت، وهو الأمر الذي يستبعد قيامه البعض؛ فيما يؤكد آخرون اقتراب حدوث الحرب بينهما لما يحدث على أرض الواقع من تحركات.

فتحت عنوان: (سياسات ترامب الحمقاء تجعل الحرب مع إيران أقرب)؛ نشرت صحيفة (الغارديان) البريطانية مقالًا يناقش خيارات “طهران” الصعبة ضد سياسات “واشنطن” التي تدفع المنطقة إلى مواجهة شاملة.

وحسب الصحيفة؛ فإن الساسة الإيرانيين، السلطويين والقمعيين، يجب أن يغيروا سلوكهم، لكن “دونالد ترامب” ومستشاريه يصرون على أن يفعل الإيرانيون بالضبط كل ما تقوله “الولايات المتحدة”؛ وما يصب في مصلحتها، وهو بالتحديد إنهاء 40 عامًا من التحدي الذي بدأ بعد “الثورة الإيرانية”، فما يريدونه هو تغيير النظام في “إيران”.

وتعتقد الصحيفة البريطانية أن القيادة الإيرانية تواجه حاليًا ثلاثة خيارات: “الاستسلام أو الانتظار أو المقاومة”، مضيفة أن الاستسلام ليس خيارًا حقيقيًا على الإطلاق، فالرئيس المعتدل، “حسن روحاني”، وحلفاؤه الأساسيون مثل وزير الخارجية، “جواد ظريف”، لن ينجو من تبعات هذا النوع من الانسحاب الإستراتيجي والإقليمي الشامل الذي يطالب به الأميركيون.

وأي محاولة لحل وسط ستستغلها المؤسسة الدينية بقيادة المرشد الأعلى، آية الله “علي خامنئي”، والأصوليون اليمينيون و”الحرس الثوري” المتنفذ لضرب بقايا المعسكر الإصلاحي.

تحذير من تفكيك إيران..

وحذرت الصحيفة البريطانية من إمكانية تفكك “إيران”، في حال فقد النظام السيطرة على الأمور في وجه انتفاضات في المدن مدعومة من الخارج، لا سيما وأن الأقليات القومية الكبيرة والصغيرة، في البلاد، ليس هناك ما يدفعها لتشعر بالود تجاه المركز.

وحسب (الغارديان)، فإنه من غير المرجح أن يكون لدى الأميركيين خطة لـ”إيران” ما بعد إنهيار النظام، مثلما أفتقدوا مثل هذه الخطة لـ”العراق”، عام 2003. ونظرًا إلى تلك السابقة الكارثية، تضيف الصحيفة أنه يتوجب على، “جون بولتون”، مستشار الأمن القومي الأميركي، أن يفكر مليًا قبل تكرارها، كما يجب عليه وغيره من “المتلاعبين قصيري النظر” أن يحذروا مما يتمنونه.

ترك إيران خيار غير مطروح..

الصحيفة البريطانية ترى أن الخيار الثاني لـ”إيران”، أي الانتظار لإزاحة “ترامب” من منصبه عبر الانتخابات العام المقبل، يبدو صعبًا أيضًا، فـ”ترامب” قد يفوز بولاية ثانية، كما أنه من غير المحتمل أن يقبل أي خليفة ديمقراطي له السياسة الحالية: “قد تخفف الضغط، لكن خيار ترك إيران يفلت من الصنارة، غير مطروح في ظل المناخ السياسي المضطرب السائد في الولايات المتحدة حاليًا”.

وكما (الغارديان)، فإن احتمال إقدام الأوروبيين على تحرك ينقذ “إيران”، والذي تعول عليه ضمنيًا مهلة الـ 60 يومًا لـ”روحاني”، لإنعاش الصفقة النووية، يبقى بعيد المنال، فرغم عدم إرتياح “فرنسا” أو “بريطانيا” لسياسات “ترامب”، إلا إنهما رفضتا أيضًا تهديدات “روحاني” باستئناف النشاطات النووية، وهما تنتظران من “طهران”، وليس من “واشنطن”، أن تتراجع.

ولفتت الصحيفة إلى أن محاولات بعض دول “الاتحاد الأوروبي”، على مدار العام الماضي، للإلتفاف على “العقوبات الأميركية” المتجددة ضد “إيران” لم تأتِ بشيء، كما أن عقد آمال على قدرة “مجلس الأمن الدولي”، المنقسم على نفسه والفاقد لمصداقيته، على محاسبة “الولايات المتحدة” يبدو أمرًا غير واقعي أيضًا. وحتى مع “ترامب” خارج الصورة، ستستمر “إيران” في مواجهة العداء المستحكم من “إسرائيل” و”السعودية”.

لا خيار أمام إيران سوى المقاومة..

وحسب الصحيفة البريطانية ، فإن الخيار الأخير المتاح لـ”إيران”، أي المقاومة، يكتنفه جو مخيف من الحتمية، لا سيما وأن التصريحات والتحركات الأخيرة لـ”واشنطن” توحي بأنها حريصة كل الحرص على القتال.

وتشير (الغارديان) إلى أنه، رغم ما يقال، بإن “ترامب” يرغب في تجنب صراع آخر في الشرق الأوسط، فإن “الصقور”، مثل “بومبيو” و”بولتون” ونائب الرئيس، “مايك بنس”، الذين يديرون الملفات الخارجية؛ بينما يلعب “ترامب” الغولف ويغرد على (تويتر)، لا يشعرون بالخجل من تكرار أخطاء التدخل العسكري في الخارج بل وربما سيستمتعون بذلك.

وتخلص الصحيفة إلى أنه مع تصاعد وتيرة التهديدات لبقاء النظام الإيراني، فإن احتمال الرد العنيف من جانب الأوساط المتشددة في “طهران” أو أتباعهم يزداد يومًا بعد يوم، وبالتالي عن قصد أم لا، تدفع “الولايات المتحدة”، إيران، على طريق الحرب.

يسيرا على إيقاع طبول الحرب..

في هذا السياق؛ حذرت مجلة الـ (إيكونوميست) البريطانية من سير “الولايات المتحدة” و”إيران” إلى صِدام على إيقاع دقات طبول الحرب التي يدقها متشددو الجانبين.

ورصدت المجلة إعلان مستشار الأمن القومي الأميركي، “جون بولتون”، عن أن بلاده لا تسعى إلى حرب ضد النظام الإيراني، بعد إرسال “الولايات المتحدة” حاملة طائرات وقاذفات إلى المنطقة مؤخرًا، مشيرًة إلى أن قليلين يصدّقون سِلمية الخطوة الأميركية القائمة على اتهام “طهران” بالتخطيط لمهاجمة قوات تابعة لـ”أميركا” أو حلفائها في المنطقة.

ونبهت إلى أن “بولتون”؛ هو ذات الرجل الذي كتب في صحيفة الـ (نيويورك تايمز) الأميركية، عام 2015، قائلًا: “لتفادي هجوم إيراني، هاجموا إيران”.

ونوهت إلى أن “إيران” طالما زعمت أنها تسعى إلى تطوير تقنية نووية لأغراض سلمية فقط، لكن الكثير من تلك التقنية يمكن استخدامه لتصنيع قنابل نووية.

وقد عثر مفتشون أمميون، في الماضي، بحسب المجلة البريطانية، على نشاط متعلق بالأسلحة يكفي لإثارة القلق بشأن غاية “إيران”.

انسحاب “ترامب” قضى على الاتفاق..

ورأت الـ (إيكونوميست) أن قرار الرئيس الأميركي، “دونالد ترامب”، الانسحاب من “اتفاق إيران”، رغم ضغوط حلفائه الأوروبيين ومستشاريه لإعادة النظر، قد قضى على هذا الاتفاق.

وقد فشلت كل الجهود الأوروبية لإبقاء الاتفاق على قيد الحياة؛ في ظل قرار “ترامب”، حتى بات الرئيس الإيراني، “حسن روحاني”، يفكر في الانسحاب هو الآخر من ذات الاتفاق.

ونبهت المجلة البريطانية إلى ما يواجهه “روحاني” من ضغوط من متشددين إيرانيين انتقدوا الاتفاق، منذ البداية، وضغطوا على “روحاني” لكي يتصرف على نحو أكثر قوة.

تطوير القدرات النووية يعطي مبررات لـ”ترامب”..

وحذرت الـ (إيكونوميست) من أن التخلي عن الاتفاق والسعي إلى تطوير قدرات نووية كفيلٌ بإقصاء الأوروبيين عن المشهد ومَنْح “أميركا”، في المقابل، مبررًا قويًا لإتخاذ إجراء أكثر قوة.

وذكرت المجلة أن “إيران”، في الماضي، كانت تبدو وكأنها تتحدى “أميركا” أنْ تتخذ إجراءً عسكريًا ضدها؛ معتقدًة أن “واشنطن” لن تُقدم على فتح جبهة “طهران” مع إنخراطها في جبهة أخرى في “العراق”، أما الآن فقد تغيّر الوضع وهدأت الأمور في “العراق”، وباتت الحروب بالوكالة، التي تشنها “إيران” في المنطقة، بمثابة عوامل استفزازية يطرحها المتشددون في “أميركا”، من أمثال “بولتون”، كمبررات للحرب في الشرق الأوسط.

ورأت المجلة البريطانية أن “ترامب”، الناقد بقوة لحروب “أميركا” في الشرق الأوسط، والمنادي بسحب القوات الأميركية من المنطقة، ربما لا يريد الحرب، شأنُه في ذلك شأن نظيره الإيراني، “روحاني”، لافتًة إلى أن المتشددين، على كلا الجانبين الأميركي والإيراني، يمسكون بزمام الأمور.

يشبه ما حصل خلال فترة التحضير لغزو العراق..

فيما نشرت مجلة (فورين بوليسي) الأميركية، تقريرًا مطولًا للصحافيين، “مايكل هيرش” و”لارا سيليغمان”، يفيدان فيه بأن: “المراقبين يلاحظون وجوه شبه بين ما يحصل الآن وما حصل خلال فترة التحضير لغزو العراق، عام 2003، ليس أقلها وجود بولتون نفسه، وهو هذه المرة في موقع أكثر قوة من موقعه، في 2003، والقلق هو أن بولتون كان في أواخر عام 2002 وبدايات 2003 وكيلًا لوزير الخارجية، وكان مناديًا بالحرب، واتهم بأنه تلاعب بالمعلومات الاستخباراتيه لتبرير الغزو، وقال، في 2015، إنه غير نادم على الدور الذي قام به، فيما أصبح ينظر إليه على أنه كارثة إستراتيجية”.

ويذكر الكاتبان أن: “بولتون، وليس الرئيس ولا القائم بأعمال وزير الدفاع، باتريك شاناهان، كان هو من أعلن هذا الأسبوع عن إرسال حاملة الطائرات (إبراهام لنكولن)، والقوة الضاربة التي شملت أربع قاذفات بـ 52 للشرق الأوسط، (لإرسال رسالة واضحة غير ملتبسة للنظام الإيراني بأن أي هجوم على مصالح أميركية، أو مصالح حلفائنا، سيقابل بقوة غير متهاونة)”.

تحريض إسرائيلي..

وينوه التقرير إلى أن: “هناك تقارير؛ بأن إدارة ترامب تتصرف بناءً على معلومات استخباراتية حول تهديدات إيرانية قدمتها حكومة نتانياهو، الذي له أيضًا تاريخ في محاولة التحريض على عدوان عسكري ضد إيران”.

ويشير الكاتبان إلى أن دور “بولتون”، في إعلان نشر القوات، صدم عدد من محترفي الأمن القومي في “واشنطن”، فقال المسؤول الكبير السابق في المخابرات في وزارة الخارجية، “غريغ ثيلمان”، الذي اصطدم بـ”بولتون”، عندما كان يعمل تحت إمرته قبل غزو “العراق”: “لم أسمع بأن ذلك حدث أبدًا، إنه أمر غير مسبوق.. أن يقوم مستشار للأمن القومي باستخدام سلطته لإرسال هذا البيان، هذا لم يحصل حتى في غزو العراق”، فيما لم يستجب متحدث باسم “بولتون” مباشرة لطلب التعليق.

وتورد المجلة الأميركية أن السيناتورين الديمقراطيين، “توم أودال” و”ديك ديربين”، كتبا مقالًا في (واشنطن بوست)، يوم الأحد، يقولان فيه: “بعد غزو أميركا للعراق بست عشرة سنة نتدحرج ثانية بإتجاه صراع آخر غير ضروري في الشرق الأوسط، بناءً على منطق خاطيء ومضلل”.

القوة العسكرية لإيران أكبر من العراق..

ويلفت التقرير إلى أن ناقدي “ترامب” يعتقدون أن “إيران” أكثر خطورة؛ لأنها أكبر وأكثر قوة عسكرية من “العراق”، ولأن الاتفاقية النووية مع “إيران” كانت ستحافظ على السلام أكثر من عقوبات “الأمم المتحدة” ضد “صدام”، قبل عقدين.

وينقل الكاتبان عن “ثيلمان”، قوله: “إن هذا يبدو لي جهدًا واضحًا، (من أميركا)، لاستفزاز إيران لتقوم بهجوم.. وهناك تشابه كبير مع العراق، فعندما قام العراق، تحت الضغط، بالسماح للمفتشين التابعين للأمم المتحدة بتفتيش منشآته، وقام بتفكيك الصواريخ، فإن ذلك لم يغير من الأمر شيئًا، وأتوقع أن الأمر ذاته سيحدث الآن، فإيران كانت ملتزمة ببنود الاتفاق النووي، إنها أميركا التي لم تلتزم”.

تعتمد على الاستفزازات لا الخطط..

وتجد المجلة الأميركية أن: “الفرق بين العراق، عام 2003، وإيران، اليوم، هو أنه إلى الآن على الأقل، لا يبدو أن هناك خطة لغزو أميركي، لكن المنتقدين، مثل ثيلمان، يرون أن هناك استفزازًا شبيهًا باستفزاز إدارة بوش الأبن لصدام، التي فتحت الطريق أمام هجمات أميركا على العراق بحجة”.

وتنقل المجلة، عن المسؤول السابق في (البنتاغون)، لورين ديغونغ شولمان”، الذي يعمل حاليًا في مركز “نيو أميركان سيكيوريتي”، قوله: “لا أدري إن كانت هذه مثل حرب العراق؛ لأن بولتون يريد حربًا مع إيران، وهو يبحث عن فرصة”، وأضاف قائلًا إن “بولتون” وجد أن وزارة الدفاع “تستجيب لأولوياته ومصالحه بسرعة، ودون نقاش، ويريد أن يدرك الناس أنه يوجه السياسة الأميركية تجاه إيران”.

دور “بولتون” في إشعال فتيل الحرب..

ويفيد التقرير؛ بأن مستشار الأمن القومي لم يخف رغبته المستمرة في تغيير النظام في “طهران”، فكتب في مقال له، عام 2015، بأن: “الحل الحقيقي للأسلحة النووية التابعة للملالي هو التخلص من الملالي أنفسهم”، مشيرًا إلى أنه أعلن، حديثًا في الذكرى الأربعين لـ”الثورة الإسلامية”، في شباط/ فبراير 2019، في فيديو تم نشره من “البيت الأبيض”، وكان موجهًا للزعيم الروحي الإيراني، “علي خامنئي”، قائلًا: “لا أظن أنه سيكون لديك المزيد من الاحتفالات بذكرى الثورة التي ستستمتع بها”.

ويذكر الكاتبان أن صحيفة (وول ستريت غورنال) نشرت، في كانون ثان/يناير 2019، تقريرًا قالت فيه؛ إن “بولتون” طلب من (البنتاغون) توفير أهداف عسكرية إيرانية لـ”البيت الأبيض”، بعد أن قام أشخاص بإطلاق قذائف (هاون) في “بغداد”.

وتكشف المجلة عن أن هناك بعض الأدلة على أنه؛ منذ تعيين “بولتون”، فإنه نظر إلى مواجهة “إيران” على أنها أجندته الرئيسة، وأنه سعى لمنع المعارضة في الشأن الإيراني، حتى مع أن مهمة مستشار الأمن القومي هي أن يكون وسيطًا نزيهًا بين الآراء المختلفة، لافتًة إلى أن “ترامب”، الذي كان مترددًا، بحسب التقارير، بتعيين “بولتون” في بداية إدارته، قام بإقالة مستشار الأمن القومي السابق، “أتش. أر. ماكماستر”، وأتى بـ”بولتون”، قبل أسابيع من انسحابه من “الاتفاقية النووية”، وكان كل من “ماكماستر”؛ ووزير الخارجية، حينها، “ريكس تيلرسون”، يميلان لإيجاد طريقة للحفاظ على “الاتفاقية النووية” الإيرانية، وتمت إقالة “تيلرسون”، لاحقًا، لفتح الطريق أمام “مايك بومبيو” الأكثر صقورية.

ويورد التقرير، نقلًا عن المسؤولين الأميركيين، قولهم إن طلب تحريك القطع البحرية جاء من القيادة المركزية، لكنه ترك لـ”البيت الأبيض” ليعلن عنه، وقال المتحدث باسم القيادة المركزية، (سنتكوم)، قائد البحرية، “بيل أربان”: “بدأت القيادة المركزية بتطوير طلب للقوات؛ بعد مؤشرات قريبة وواضحة بأن القوات الإيرانية والقوات الوكيلة تستعد لمهاجمة محتملة للقوات الأميركية في المنطقة”.

ويقول الكاتبان: “يبدو أن قائد القيادة المركزية الجديد، الجنرال كينيث ماكنزي، يتماشى مع بولتن بخصوص الخطر الذي تشكله إيران لأميركا وحلفائها، فقد قضى نصف خطاب له دام 30 دقيقة في واشنطن، يوم الأربعاء، يدق ناقوس الخطر بشأن أنشطة طهران، (الخبيثة)، وطموحاتها العالمية”.

مبررات التحرك ضد إيران..

وتنقل المجلة، عن “ماكنزي”، قوله: “إن إيران هي التهديد الأكثر أهمية على المدى الطويل للاستقرار في منطقة عمليات القيادة المركزية”، وأضاف أن “طهران” مسؤولة عن مقتل أكثر من 600 جندي أميركي في “العراق”، مشيرًة إلى أنه في الوقت الذي مقت فيه بعض الناقدين تحركات القوات الأميركية الأخيرة في المنطقة، باعتبارها ليست سوى استعراض رمزي للقوة، فإن “ماكنزي” أصدر تهديدًا ضمنيًا بأن “أميركا” لن تتردد في استخدام القوة القاتلة.

وقال “ماكنزي”: “في الوقت الذي لا نسعى فيه للحرب، فإن على إيران ألا تخلط بين سياستنا المتعمدة بعدم استعدادنا للقيام بفعل.. نحن ننشر قوة ذات خبرة وجهوزية، ومنحتها المعارك صلابة، ومجهزة بأفضل المعدات والتدريبات في العالم”.

ويجد التقرير أنه مع أن “شاناهان” قال، لأعضاء “الكونغرس”، يوم الأربعاء، بأنه قد وصلت لـ”الكونغرس”؛ “معلومات استخباراتية ذات مصداقية عالية جدًا جدًا”، يوم الجمعة، حول تهديد إيراني وشيك، إلا أن الإدارة لم توفر تفاصيل، ما يثير بعض التساؤلات التي أثيرت قبل حوالي عقدين، ففي وقتها، اتهم عدد من خبراء الاستخبارات لدى الخارجية، “بولتون”، بالتلاعب في المعلومات حول “العراق” لتبرير آرائه المتشددة، وهدد من لا يتفق معه.

وينقل الكاتبان، عن “ثيلمان”، قوله: “نمط التصرف الذي رأيته لدى بولتون وقتها ولاحقًا؛ هو أنه أسس لسجل جيد في اختيار المعلومات الاستخباراتية التي تخدم أي قضية يريد أن يدعمها”، وأضاف أن سجل توقعات “بولتون”، “فظيع”، “أما ترامب فلا يهتم كثيرًا في التفاصيل، وليس كثير الأسئلة عندما يتعلق الأمر بالإحاطات الاستخباراتية”.

وتختم (فورين بوليسي) تقريرها؛ بالإشارة إلى أن أداء “بولتون”، في الفترة التي سبقت حرب “العراق”، تسبب بأن يتهمه السيناتور الديمقراطي، “جو بايدين”، خلال جلسة استماع “الكونغرس” للنظر في ترشيح “بولتون” سفيرًا للأمم المتحدة، في أيار/مايو 2005، بعدم الأمانة.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة