ونحن نعيش إجواء شهر الرحمة والمغفرة،شهر العتق من النيران، شهراً ليس كباقي الشهور ، وأيامه وساعاته ليس كباقي الايام والساعات، فهو أفضل الشهور ، ، وفيه ليلة القدر ، ورحمته وبركته تعطي الدماء لقلوبنا ، وتعمرها بالايمان ، والتمسك بالورع والتقوى ، والامتناع عن الحرمات وغض البصر وكف اليد واللسان ، انه شهر غلق أبواب النار وفتح أبواب الجنان ، وهنا لابد من تساؤل هل يستطيع اهل الارض اغلاق ملفات الفساد الخاصة بهم ، وياترى هل يستطيع الانسان في هذا الشهر الفضيل أن يكون بداية لانطلاقه في الوقوف بوجه الشيطان ، وكبح جماع نفسه الامارة بالسوء ، وياترى هل سيكون هناك وازع للفاسدين السياسيين من إيقاف فسادهم ، ومحاسبة انفسهم في هذا الشهر الفضيل قبل ان يحاسبهم التاريخ والناس ومن قبلهم الله (عزوجل) .
أن انتشار ظاهرة الفساد تعكس ضعف المنظومة الاقتصادية والسياسية والقانونية للدولة، وللتميز بين الممارسات الفاسدة وغير الفاسدة، فإن الفيصل في ذلك الشفافية والمحاسبة، إذ أن الفساد حتى عندما يتحول إلى ظاهرة عامة، فإن مرتكبيه يمارسونه تحت جنح الظلام ويخفونه عن عيون الناس. والفساد لم يعد مقصوراً على دولة دون غيرها بل أضحى شبه ظاهرة عالمية، وأن اختلفت درجة تفشيه، وبمعنى آخر لا تنفرد دولة دون سواها بالفساد، فالدول على مستوى المعمورة تعاني وبدرجات متفاوتة من مشكلة الفساد، ففضائح الفساد شملت، اللجنة الأولمبية والمفوضية الأوروبية. والفساد يكتسب أشكالاً عدة بما في ذلك الرشوة والمحاباة والمحسوبية ونهب أموال الدولة، والتهرب الضريبي، وتبييض الأموال، وتزوير الانتخابات، والمقصود بالرشوة التماس المال من قبل الموظف أو المسؤول لقاء تقديم الخدمات، لدافعي الرشوة، كتنظيم العقود الحكومية، وتخفيض الضرائب، والحصول على التراخيص الحكومية، وإقدام بعض موظفي الدولة على سرقة المال العام، وهم المؤتمنون عليه، يعد أيضاً شكلاً من أشكال الفساد الذي تتم ممارسته على عدة مستويات
أما بالنسبة لعموم وسائل الاعلام ، فياترى هي الاخرى هل ستحمل بين أكفها مخافة الله (عزوجل) في الحفاظ على الروابط الاجتماعية بين ابناء المجتمع العراقي ، ومنع نشر البرامج المبتذلة والمسيئة للدين وحرمة هذا الشهر الكريم ، اما انها ستكمل مسيرتها في ضرب القيم والعادات، ونشر الفساد والرذيلة بين المجتمع العراقي عبر برامج هابطة وضحلة يراد بها نشر التفسح والحرام بين المجتمع العراقي ، الذي يتميز بقوته وتماسكه لايمكن ان تخضع لمثل هذا المخطط الخبيث .
كما هي العادات والتقاليد التي بدأت بالاضمحلال والتراجع ، (كالمسحراتي) الذي ياترى هل يستطيع اكمال دوره الموروث في إيقاظ الصائمين للسحور أم أن الثورة التكنولوجية اخذت مأخذها منه، وتحول ان يأخذ دوره في السحور ، كما هل سيطون للطبل صدى عند السياسيين في إيقاظهم من غفلتهم وسباتهم الطويل،وياترى هل سيكون لهذا الشهر صدى عندهم في الكف عن الفساد وحفظ وصون حقوق المواطن العراقي وحماية مصالحه .