18 يوليو، 2025 11:01 ص

الجواهري يجمع العراق بإسرائيل

الجواهري يجمع العراق بإسرائيل

في فعالية ثقافية مميزة جمعت اسرائيليين من اصول عراقية استعاد اكاديميون العلاقات التي جمعت هود العراق سابقا بالحياة الثقافية العراقية ورموزها المشهورة وخاصة الشاعر الكبير الراحل محمد مهدي لجواهري.

فقد أقيمت في مركز تراث يهود بابل في أور يهودا باسرائيل الخميس الماضي أمسية احتفالية بمناسبة صدور كتاب الصحفي سليم البصون بعنوان “الجواهري بلسانه وبقلمي” بعد ان بقي كمسودة بخط البصون لمدة 40 عاما.

حضر الأمسية عدد كبير من الأكاديميين من أصل عراقي ومن أحب شعر الجواهري منهم من عرب إسرائيل و من عرف سليم البصون أو زامله. قدمت الأمسية نيران ابنة سليم البصون التي بدأت بعرض تصويري عن حياة والدها وإنجازاته وعلاقاته بشخصيات معروفة بالوسط السياسي والأدبي بالإضافة للوسط الصحافي مثل رفائيل بطي ويحيى قاسم وقرندل وكامل الجادرجي وعمله كرئيس تحرير في جريدة الرأي العام لصاحبها الشاعر الكبير محمد مهدي الجواهري والذي كانت تربطهما علاقة أخوة وصداقة حميمة

كما قدم البروفيسور شموئيل موريه نبذة قصيرة عن شخصية البصون وتميزه بأسلوبه الصحافي وشخصية الجواهري وشعره المتميز. أما كلمة خضر، أبن المرحوم سليم البصون فقد شملت علاقة سليم بالجواهري وفكرة كتابة هذا الكتاب وأسباب عدم طباعته لمدة أربعة عقود. كما أشار الى الصعوبات التي واجهت العائلة لإتمام مشروع نشر الكتاب بعد إصابة البصون بمرض العضال لمدة 14 عاما ووفاته عام 1995. ذكر أيضا المكالمة التي دارت بين زوجة سليم البصون، الكاتبة مريم الملا ، في أواخر الثمانينيات حين عاش الجواهري في براغ والتي سأل فيها الجواهري عن سليم وعن أحواله وأبلغته مريم بان سليم يسكن مع العائلة في إسرائيل وعن مرضه فسألها الجواهري ماذا حل بالكتاب فكان الجواب البديهي بأنه سيطبع في العراق ولا تعرف مريم لماذا قالت ما قالته ولكن القدر أثبت بأن إحساسها كان صحيحا وإنها ستعيش لتحقق حلم زوجها.

وقد قرأت أيضا السيدة راحيل خلاصجي، ابنة الصحفي والكاتب صالح طويق كلمة الأستاذ منشي سوميخ والذي عمل مع سليم البصون في الصحافة في العراق وإسرائيل. وأضافت بأن سليم البصون كان من أعز الأصدقاء لوالدها وللصحفي مراد العماري حيث بقي الثلاثة في العراق رغم هجرة أغلبية أقاربهم في بداية الخمسينيات بسبب حبهم للعراق ولكنهم اضطروا الى الهجرة في بداية السبعينيات بعد ان “طعن” العراق بحبهم. توفي صالح طويق في 1989 وسليم البصون في 1995 ومراد العماري في 2012 ولكن كتبهم الثلاثة صدرت واحدا تلو الآخر في خلال السنة الأخيرة.

وتحدث أيضا د. نسيم قزاز عن حرية الرأي في العراق بعد السقوط في 2003 والبدء  بطرح مواضيع عن يهود العراق ومساهماتهم بالأخص الكتاب والصحفيين.

وقد تم اختتام الأمسية بكلمة شكر من قبل نيران سليم البصون بأسم عائلة البصون لكل الحضور وبالأخص الأساتذة ولوزارة الثقافة العراقية لإنجاز هذا المشروع الذي كان من المقرر ان ينجز قبل أربعة عقود حيث ناقش سليم البصون موضوع نشر الكتاب في العراق ومن قبل وزارة الثقافة العراقية مع بعض من الأصدقاء الذين عملوا في الوزارة في عام 1973 ولكن اعتقاله من قبل المخابرات في نفس العام وحصول سليم البصون على جواز السفر العراقي – وهو شيء حساس بالنسبة ليهود العراق – حال حتى من التفكير في هذا الموضوع .

وفي نهاية الامسية عرضت أغنية “يا دجلة الخير” من شعر محمد مهدي الجواهري وبصوت المطرب العراقي الأصيل فؤاد سالم. 

يذكر ان سليم البصون قد بدأ بكتابة مسودة هذا الكتاب في عام 1971 حيث يتطرق الكتاب في الفصل الأول الى الجواهري كإنسان وشاعر وكذلك الى سيرته. لب الكتاب – الفصل الثاني يتضمن العشرات من الأسئلة التي طرحها سليم البصون للجواهري وأجوبته عليها في لقاءات متعددة جرت بينهما في  دار الجواهري. والفصل الثالث يتضمن نماذج من شعر ونثر ورسائل الجواهري منها بخط يده. أنهى سليم البصون كتابة هذا الكتاب في تموز 1973 ، قبل ان خروجه من العراق ببضعة أسابيع بسبب تفاقم مضايقات الحكومة لليهود.

وكتاب “الجواهري بلسانه وبقلمي” هو اندماج صوت الجواهري الحقيقي مع القلم الصادق لصديقه المخلص سليم البصون تركه مع إهداء خاص ” كتابي هذا عن الجواهري أهديه الى شعب الجواهري”.

يذكر انه يطلق على أور يهودا ” بغداد هكتنة” اي بغداد الصغيرة بصورة غير رسمية ، نظرا لانتشار المعالم البغدادية فيها، إذ تحمل بصمات يهود العراق الذين هاجروا إلى إسرائيل بعد ان أُسقطت عنهم الجنسية العراقية. وفي سنة 1950 استقبلت مخيمات أور يهودا القادمين الجدد من يهود العراق الذين بقي قسم كبير منهم فيها للسكن. فليس من الغريب ان تجد فيها نماذج من مقاهي ابو نواس حيث يتبارى لاعبو الطاولة-شيش بيش- والدومينو ولديها مخابز عراقية للخبز والكورك وبقالات التوابل ومطاعم تقدم الاطعمة العراقية مثل “اكو ما كو” و”سعيد 2000″.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة