زيارة وزير الخارجية الامريكي ماك بومبيو لبغداد المفاجئة، بعد إلغاء زيارته الى برلين ، تؤكد على قلق واشنطن من التهديدات الايرانية وجديتها في إستهداف قواعدها ومصالحها في المنطقة، وتحشّد الحرس الثوري الايراني، في أكثر من مكان من منطقة الخليج العربي، لضرب الاهداف الاستراتيجية الامريكية في المنطقة وتحديداً في العراق، حيث أكد بومبيو أن إيران تصّعد من أنشطتها العسكرية في المنطقة، لاسيّما في مضيق هرمز وباب المندب، وتحشدات حرسها الثوري على حدود العراق مع البصرة ، لقربها من القواعد العسكرية الامريكية في الكويت وقطر والبحرين، و لأحتلالها أحدى الدول الخليجية، إذن التهديدات الايرانية جدية ، ولامجال لتأخير الردّ الامريكي العاجل ضد ايران، والذي وصفه وزير الدفاع الامريكي باتريك شاناهان (سيكون صاعقاً وسريعاً قد لاتتخيله إيران) ، ثم أإردف قائلا ومن بغداد اثناء زيارته لها قبل شهرين،( فإيران ثم إيران ثم الحشد الشعبي)، وتأتي زيارة بومبيو الخاطفة لتُملي على حكومة عادل عبد المهدي إملاءات أمريكية أحلاها مرّ ، ومن هذه الاملاءات والتبليغات ، أن مسئولية سيادة العراق يجب أن تكون بيد أمريكا، وأن تحسم بغداد أمرها إما مع ايران أو مع أمريكا، وتضمن بغداد سلامة القواعد والمصالح الامريكية ،وأن تضبط إيقاع الميليشيات التابعة لإيران ،وأي تجاوز على القواعد والجيش الامريكي في العراق من قبلها، سيكون الردّ جاهزاً ضدها، وتتحمل بغداد سكوتها، إضافة الى تبليغات أخرى لم يُعلن عنها ، بومبيو أثناء مؤتمره الصحفي بعد مغادرته بغداد مباشرة، منوها على أن بغداد ، ملتزمة كلياً بالحصار الامريكي ضد إيران ،إذن زيارة بومبيو هي الاخيرة لبغداد، لحسم الامور لصالح الادارة الامريكية، قبل المواجهة الحتمية مع إيران، والتي كانت الميليشيات العراقية تهّدد امريكا بالويل والثبور اذا شنّت الحرب على ايران وايران تراهن على هذا، أو اصرارها على اصدار قرار برلماني يطرد بموجبه التواجد الامريكي من العراق،ويلغي الاتفاقيات الامنية معها، او غلق السفارة الامريكية كما طلب زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر ، زيارة بومبية أخرست الجميع بمَن فيهم رئيس الحكومة ورئيس الجمهورية، والأحزاب المتنفذة التي كانت تتوّعد وتطالب برحيل الامريكان من العراق، إذن طبول الحرب دقت وأعلنت ساعة الحساب ، والدول الاوروبية تخلت عن ايران واصطفت مع الادارة الامريكية ، بعد تهديدات ايران لها بالغاء الاتفاق النووي معها، وإعطاء الدول الاوربية مدة شهرين لحسم أمرها ، في المقابل ، حكام طهران وقادة الحرس ،تراجعت تصريحاتهم ضد امريكا، وخفّت لهجة التهديدات ،بعد ان أعلنت الادارة الامريكية تحريّك حاملات الطائرات والبوارج الحربية والصواريخ وفتح القواعد في المنطقة،وإرسالها للخليج طائرات الب52 الامريكية للمنطقة، وأدركت طهران أن (الحديدة حارة فعلا)، ولامجال للتهديدات حيث تنصّلت عن دعم الحوثيين، وأعلنت ميليشياتها في العراق ،أنها لن تستهدف المصالح الأمريكية، أانها تحت إمرة حكومة عادل عبد المهدي، وأن طهران لاتريد الحرب مع أمريكا، وأن طهران لن تغلق مضيق هرمز وهكذا ، ظهرت إيران على حقيقتها التي كُّنا دائماً نصفها، بأنها ( نمر من ورق)، أمام القوة العسكرية والتكنولوجية الامريكية الهائلة، حيث نجحت السياسة الخارجية الامريكية ،(بالترغيب والترهيب) ،من إخضاع الدول الاوربية والصين وروسيا والهند لسياستها تجاه طهران،وهذا نجاح للرئيس ترمب في الخارج ، اليوم الاستراتيجية الامريكية تحقق أهدافها بسرعة في الشرق الاوسط، (فصفقة القرن) تسير نحو توافقات قريبة مع الاطراف المعنية، رغم الاعتراضات العربية، والحملة العسكرية الامريكية ضد إيران، تسير وفق إستراتيجية واضحة ،هي تحجيم وإنهاء الدور الايراني في المنطقة، وإخضاعها للشروط الامريكية المهينة ال12( )،أو المواجهة المرتقبة وإسقاط النظام، نعم ليس بالضرورة المواجهة العسكرية المباشرة ،بين الجيش الامريكي والجيش الايراني والحرس الثوري وميليشياتها في العراق ، ولكن بكل تأكيد الادارة الامريكية مصرّة على تنفيذ إستراتيجيتها في تفكيك ،وحل الحشد الشعبي والفصائل والميليشيات المسلحة التابعة لايران،وإخراج العراق من الهيمنة الايرانية والنفوذ الايرانيبأية طريقة كانت، ولاسيّما وأن طبول الحرب تُقرع الآن في كل مكان في الشرق الاوسط ، والجميع أصبح في الخندق الامريكي ضد إيران،و ساعة إنطلاق شرارة الحرب تحتاج الى قدحة واحدة، من قبل فصيل مسلح او تحرش في البحرأو قصف قاعدة ،كما حذر بومبيو ووزير دفاعه، بأن أي إعتداء على المصالح الامريكية، يعني بدء الحرب ،وسيكون الرّد سريعاً، في المقابل الدول الخليجية وخاصة الامارات والسعودية والبحرين والكويت، تتهيأ لمواجهة تبعات وإنعكاسات الحرب ، مجبرة طائعة ، لامختارة، وهذا مايفسره إعلان دول الخليج ،إنها البديل عن النفط الايراني، الذي تم تصفيّره في الثاني من مايس، وإلغاء الإعفاءات عن الدول ، في وقت يلفظ الإتفاق النووي الايراني، أنفاسه الأخيرة مع الدول الاوروبية، التي إصطفت مع التحالف الامريكي ضد إيران صاغرة ، المشهد يزداد خطورة في العراق أولا والمنطقة ثانيا ، في ظلِّ تصاعد عجيب للتحشيدات الامريكية ، والتهديدات الايرانية المتصاعدة الفارغة ، التي تعتمد بتهديداتها على ميليشياتها في الدول العربية وفي المقدمة منها حزب الله ، نحن أمام حرب عالمية ثالثة ، كُنّا نحذّر منها منذ أكثر من سنتين، وقلنا أن المواجهة حتمّية مع إيران، لتعّنتها وتهديدها إستقرار المنطقة ، ودعمها للإرهاب والميليشيات، وتدخلها في الدول العربية، وتوسعها تحت يافطة مشروعها الكوني التوسعي الديني الفارسي، نعم إن إعتماد ايران على الميليشيات، هو كَمن يركض خلف السراب ، وإن تنفيذ الميليشيات لأجندة إيران والوقوف معها، فهو الأنتحار بعينه ، وتدمير ما تبقى من العراق، الذي دمرّته أحزابها وسرقته وهجّرت شعبه بأطيافهم ، لأن ايران ستتخلى عن أذرعها ومن يقف معها، في أقرب فرصة للهروب الى الامام ، وأنها تستخدمهم ككبش فداء فقط ،والقتال عنها بالإنابة ، وهذا لعمري قمّة الغباء، لمَن يعوّل على حكام إيران، فقد خَدعت وخانتْ العراق قبل الاحتلال الامريكي وإصطفّت معه ضد العراق، ومازالت ودائع العراق وأمانته لدى إيران ، ونكثت العهود معه وضللت قيلدته وكذبت عليها، وهاهي اليوم تستخدّم أتباعها في العراق، وتريد تحوّل العراق لساحة حرب نيابة عن أرضها ، وهذه رسالة قوية حذر منها بومبيو حكومة ورئيس العراق، تحذيراً شديداً، وعليهم تحمل مسئوليات ما يحصل بعد الحرب، اذا تعرّضت المصالح الامريكية وقواعجها وجيشها لاعتداء اتنباع ايران وجعل العراق ساحة لحربها المرتقبة مع امريكا ، هذه هي الرسالة الاقوى والانذار النهائي الذي ابلغه بومبيو للعراق وعليهم تنفيذ الأمر والا سيدفعون الثمن غالياً كما ستدفعه إيران ، نعم الحرب قائمة بالقتال المباشر أو بالحصار والاستسلام المذّل لإيران، وتنفيذ جميع شروط الادارة الامريكية فوراً، العالم اليوم كله ينتظر شرارة الحرب ومْن يبدأها ، ورسالة الادارة الأمريكية واضحة ،لكل الحلفاء ودول العالم، مْن لم يكن معنا فهو مع الارهاب ومع إيران، ولايلوم إلاّ نفسه ،لأن إيران هي الراعية الاولى في العالم وماترّونه من جرائم، في كل أنحاء العالم تقف وراءه إيران وميليشياتها وأحزابها، وحرسها الثوري وفيلق القدس والحوثيين وحزب الله ، هكذا كانت أهداف زيارة ورسالة وزير الخارجية الامريكي ماك بومبيو، للدول التي يزورها الآن ومنها بغداد ، نعم قال لعادل عبد المهدي كل ماهو مباشر وواضح ،إن تقفوا مع إيران عليكم تحمل نتائجه إنها الرسالة الاخيرة، قبل إنقلاب الطاولة على حكومة بغداد …..