اكاد اجزم بان العراقيين وبمختلف شرائحهم وقومياتهم ومذاهبهم يختلفون عن كل البشرية بل انهم من صنف اخر من بني البشر فلو سئل العراقي في هذه الاجواء المشحونة بالقتل والنهب واستباحة الحرمات عن الذي يريده او الذي يتمناه او الذي لا يريده فانك لاتصل الا نتيجة معه بل قد تستغرب انه يطلب مطالب غريبة وقد تكون ما انزل الله بها من سلطان ولنا في المقال (الاستاذ الركابي) خير مثال على ذلك حيث انه يستهجن ويرفض ان يكون تصافح وقبل بين رئيس السلطة التشريعية الاستاذ اسامة النجيفي ورئيس السلطة التنفيذية الاستاذ نوري المالكي وحقيقة اني استغرب مما ذكره في المقال ولا ادري ماذا يريد فنحن وعلى مدى اشهر ماضية توشحت بدماء الابرياء من ابناء شعبنا المظلوم ننتظر اي خطوة او اي كلمة تصدر من اي شخصية او أي جهة ممكن ان تخفف من حدة الاحتقان ويمكن ان تكون بابا للألفة والمحبة والتصالح بعد ان اقتنع الكثير من الشعب ان ما يراق من دماء في الشارع العراقي سببها الخلاف بين السياسيين وبالخصوص بين شخصي المالكي والنجيفي وجزاه الله خيرا السيد عمار الحكيم عندما نجح في اقامة ذلك الاجتماع والذي اعتقد انه من الظلم تسميته (الرمزي) بل يجب ان نسميه باسم يليق به كفكرة وكخطوة تحد من التشنج الذي تشهده العملية السياسية فنقول نعم بالقبل اليوم… وبالاتصال غدا…. وباللقاء بعد غد وهكذا المهم ان هناك تحرك يكمن في طياته تقليل التوتر والمساهمة في ايقاف نزيف الدم الطاهر من ابناء الشعب العراقي المظلوم ,نعم بالقبل تكون بوادر الحل وبالقبل تكسر حواجز التفرقة وبالقبل تخفف حدة الاحتقان وانا هنا انقل للأستاذ الركابي ولكل من يقرأ هذا المقال ما قاله شهيدنا الصدر المقدس في معرض كلامه عن التصافح وملاقاة المؤمنين حيث يقول (فعن ابي عبيدة، قال: سمعت ابا جعفر الباقر سلام الله عليه، يقول: (اذا التقى المؤمنان فتصافحا، اقبل الله بوجهه عليهما وتحاتت (اي تساقطت) الذنوب عن وجوههما حتى يتفرقا). وفي رواية اخرى: (وتساقطت عنهما الذنوب كما يتساقط الورق من الشجر).وعن يونس عن رفاعة، قال: سمعته يقول: (مصافحة المؤمن افضل من مصافحة الملائكة). وعن السكوني عن ابي عبد الله عليه السلام، قال: (تصافحوا فأنها تذهب بالسخيمة). وعن ابي جعفر عليه السلام، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه واله): (اذا لقي احدكم اخاه فليسلم عليه وليصافحه، فان الله عزوجل اكرم بذلك الملائكة، فاصنعوا صنع الملائكة). وفي حديث اخر عن ابي عبد الله، قال: (انتم في تصافحكم في مثل اجور المجاهدين). وعن ابي عبيدة الحذاء، قال: قال ابو جعفر الباقر (سلام الله عليه): (ان المؤمن اذا صافح المؤمن تفرقا من غير ذنب). وعن ابي جعفر عليه السلام قال: قال رسول الله (صلى الله عليه واله): (اذا تلاقيتم، فتلاقوا بالتسليم والتصافح، واذا تفرقتم، فتفرقوا بالاستغفار). والاخبار في ذلك متظافرة ومتواترة. انتهى كلامه قدست نفسه الطاهرة. وانا متأكد واعتقد ان الكثير لا يخلفني في ذلك ان هذا اللقاء الذي جرى في بيت السيد عمار الحكيم لو كان الذي دعا اليه سماحة السيد مقتدى الصدر وجرت القبل بين المالكي والنجيفي لكتب الاستاذ الركابي مقالا بعنوان (في بيت الاخوة المالكي والنجيفي … قبلة تمهد الطريق للسلام) فاتقوا الله وانظروا ماذا تكتبون وماذا تقولون فبالأمس تستنكرون على (الشبوط) انبطاحه وعدم انصافه واليوم وكأنكم تنظرون بعين واحدة تقللون من عمل لطالما تمنى الكثير من قادة العراق فعله او الاقدام عليه .
