خاص : كتب – سعد عبدالعزيز :
في رد فعل للتهديدات الإيرانية بإتخاذ خطوات سياسية وعسكرية ضد “الولايات المتحدة”، دفعت القيادة الأميركية بحاملة طائرات إلى الشرق الأوسط في خضم التصعيد مع “إيران”.
وجاء ذلك؛ بعدما أعلنت “واشنطن” عن تلقيها معلومات استخباراتية تشير إلى وضع “إيران” خطة للهجوم على القوات الأميركية بـ”العراق” و”سوريا”.
ورغم ما يُقال من أن التصعيد الحالي هو مجرد “حرب باردة” بين الطرفين، إلا أن رئيس هيئة الأركان الإيراني الجنرال، “محمد باقري”، كان قد هدد بإغلاق “مضيق هرمز”، مُضيفًا أنه: “إذا لم تتمكن إيران من تصدير نفطها عبر المضيق، فبالتأكيد لن تستطيع الدول الأخرى ذلك”.
حرب نفسية مستهلكة !
ووصف “المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني”، إعلان “الولايات المتحدة” إرسال حاملة طائرات وقاذفات للشرق الأوسط لتوجيه رسالة إلى “طهران” بأنه مجرد “حرب نفسية”، بحسب ما أفادت وكالة (تسنيم) للأنباء.
ونقلت الوكالة الإيرانية، عن المتحدث باسم المجلس الأعلى للأمن القومي، “كيوان خسروي”، قوله: “إن تصريح، بولتون، استخدام أخرق لحرب نفسية مستهلكة”.
وكان مستشار الأمن القومي الأميركي، “جون بولتون”، قد قال، إن “الولايات المتحدة” سترسل حاملة الطائرات الهجومية، “إبراهام لنكولن”، وقوة قاذفات إلى الشرق الأوسط لتوجيه رسالة إلى “إيران”.
إشارة تحذير لإيران..
فيما كشف مسؤول عسكري أميركي، عن أن هناك “شواهد واضحة”، أقنعت “الولايات المتحدة” بأن “إيران”، من خلال ميليشياتها المسلحة وجيشها، كانت تُعد لشن عمليات عسكرية ضد القوات الأميركية في الشرق الأوسط، وأن هذا هو السبب الذي دعا (البنتاغون) لتوجيه حاملة الطائرات “إبراهام لينكولن” ومنظومتها المصاحبة، نحو المنطقة كإشارة تحذير لـ”إيران”.
وأضاف المسؤول أن (البنتاغون)، كان على يقين بأن القوات الأميركية البرية والبحرية في الشرق الأوسط كانت مُستهدفة في الهجمات التي يمكن أن تنفذها “إيران” بشكل مباشر أو من خلال الميليشيات الموالية لها.
أية محاولة لشن حرب على إيران هي بمثابة “انتحار” !
اعتبر وزير الخارجية الإيراني، “محمد جواد ظريف”، أن أية محاولة لإشعال حرب مع “إيران” تُعد بمثابة “انتحار” للذين يقومون بها، مُبينًا أن بعض المسؤولين في الإدارة الأميركية، وبعض الذين أشعلوا فتيل الحرب ضد “العراق”، في 2003، يحاولون الآن تكرار مثل ذلك السيناريو مع “إيران”.
وأضاف، “ظريف”، في حديث لوكالة (سبوتنيك)؛ حول إمكانية نشوب حرب “أميركية-إيرانية”: “يبدو أن أولئك الذين أشعلوا فتيل الحرب الأميركية على العراق عام 2003، يتطلعون حاليًا إلى شن حرب أخرى على “إيران”، وهذا سيكون بمثابة انتحار لهم.
وشدد “ظريف” قائلًا: “لم تسع إيران أبدًا للحرب مع أية دولة؛ ولن تسعى، لكن إذا بدأت أميركا صراعًا جديدًا مهما كان مع إيران، فسوف ندافع عن مصالحنا الوطنية وعن بلدنا بكل ما أوتينا من قوة”.
سيناتور أميركي : سنُحمل طهران مسؤولية أي هجوم !
كان السيناتور الأميركي، “ماركو روبيو”، قد أكد، أول أمس الاثنين، أن أي ضربة تتعرض لها القوات الأميركية من قِبل الميليشيات الشيعية في “العراق”، ستُعتبر هجومًا إيرانيًا.
وقال “روبيو”، في تغريدة له على منصة التواصل الاجتماعي، (تويتر): “إننا لن نُفرق في الضربات بين الميليشيات الشيعية، في العراق، والحرس الإيراني المُسيطر عليهم”. وأضاف أن أية ضربة من تلك الميليشيات ضد القوات الأميركية ستُعتبر هجومًا من جانب “إيران”، لافتًا إلى “أننا سنرد وفقًا لذلك”.
“خامنئي” أستعد للتصعيد بتعيين قائد جديد للحرس الثوري..
كان المرشد الأعلى، آية الله “علي خامنئي”، قد أعفى مؤخرًا، قائد الحرس الثوري الإيراني، “محمد علي جعفري”، من مهامه، وقام بتعيين اللواء، “حسين سلامي”، في منصبه.
ويرى بعض المحللين أن تلك الخطوة ترتبط بالأحداث التي تمرّ بها “إيران”، في ظل تصعيد التوتر بين “طهران” و”واشنطن”. ويُعرف “سلامي”، بحزمه وصلابة مواقفه في القضايا المتعلقة بـ”أميركا” و”إسرائيل”.
كما أنّ المسار الجديد الذي بدأته “واشنطن”، منذ بضعة أشهر، تجاه النظام في “طهران”، بات يحتاج إلى شخصيّة إيرانية متشدّدة تجاه “الولايات المتّحدة”.
إجراءات “ترامب” ستُضر المصالح الأميركية بالعراق..
أبدى بعض المسؤولين الأميركيين تخوفهم من إجراءات الرئيس، “ترامب”، ضد “الحرس الثوري” الإيراني، معتبرين أن تلك الإجراءات ستُضر بمصالح “الولايات المتحدة” بـ”العراق”، حيث انتقد السيناتور الديمقراطي، “كريس مورفي”، أمس الثلاثاء، الإجراءات الأخيرة للرئيس الأميركي، “دونالد ترامب”، بشأن تسمية “الحرس الثوري”، بـ”الإرهابي”، محذرًا من أن ذلك سيضر بمصالح “أميركا” في “العراق”.
ونقلت وكالة (إرنا)، عن “مورفي”، قوله في تغريدة له، إن: “الإدارة الأميركية كانت تعلم جيدًا أن تسمية الحرس الثوري بالإرهاب؛ ستؤدي إلى تشديد التهديدات ضد القوات الأميركية في العراق، ومن هذا المنطلق إمتنعت حكومتا بوش وباراك أوباما؛ عن إتخاذ مثل هذا الإجراء كونهما توصلتا إلى هذه النتيجة بأن من الأفضل عدم المجازفة بهذا الخصوص”.
وأضاف “مورفي”؛ أن جميع القادة العسكريين الأميركيين الموجودين في “العراق” يرفضون قرار إدراج “الحرس الثوري” على لائحة الإرهاب، علمًا منهم أن مثل هذا القرار سيترك تأثيرًا على الأهداف الأميركية في “العراق”.