مواطنون فـي بغداد يغلقون أبواب منازلهم مبكراً.. ‏

مواطنون فـي بغداد يغلقون أبواب منازلهم مبكراً.. ‏

تحذيرات يومية تطلق بالجملة عبر مواقع التواصل الاجتماعي عن وجود “مليشيات” وسيطرات ‏وهمية و”قتل على الهوية” يجري في مناطق غربي بغداد وشمالها، بعد أيام من انهيار الوضع الأمني ‏خاصة إثر استهداف العاصمة بثماني سيارات مفخخة وضرب البصرة وكركوك وبابل وتكريت ‏ومناطق اخرى باعتداءات مماثلة في يوم واحد.‏

ويتناقل ناشطون على “فيسبوك” روايات عن “حرب ميليشيات” تدور رحاها في أحياء ذات أغلبية ‏سنية واخرى شيعية، مشيرين الى “غزوات” واخذ رهائن واسرى من الفريقين في هجمات متناوبة ‏بين الطرفين، وأخبار عن تمركز سيطرات “وهمية” تخطف مواطنين على الهوية.‏
وفي الوقت نفسه فان نوابا من الطرفين يقولون بانهم “لا يملكون معلومات دقيقة عن وجود سيطرات ‏وهمية “، لكنهم لا ينفون وجود جماعات مسلحة بدأت تنشط من جديد وترتبط بعلاقة مع الحكومة. ‏فيما اتهم التيار الصدري ائتلاف المالكي والحكومة بدعم حركة “عصائب اهل الحق” والمشاركة ‏باستعراضهم العسكري في بغداد قبل ايام.‏
وكانت تسميات جديدة ظهرت في بغداد لـ”ميليشيات” اعادت الى اذهان الناس ذكريات عنف ‏الجماعات المسلحة المتبادل بين عامي 2006 و2008″، وحسب ما تقول تلك الجماعات فان تشكيلها ‏جاء “كردة فعل” على ظهور ما يسمى بـ”الجيش الحر” في العراق وهو النسخة العراقية للميليشيا التي ‏تقود العمليات المسلحة المضادة لنظام الاسد في سوريا.‏
وتثير الانباء المتداولة عن نشاط المليشيات والسيطرات الوهمية مخاوف البغداديين، وتؤثر بشكل ‏كبير على سلوكهم اليومي وذهابهم الى العمل، فيقول احد سكان الأحياء الغربية في العاصمة بان ‏الناس هناك “يغلقون باب منزلهم عند السابعة مساءً ويضطرون الى تغيير خط سيرهم الى العمل كل ‏يوم تفاديا للخطف”.‏
ويضيف الرجل وهو متوسط في العمر في حديث مع “المدى” طالبا عدم الكشف عن اسمه خوفا من ‏الاستهداف “نسمع كل يوم عن هجوم ستنفذه احدى المليشيات”، موضحا “نتخذ التدابير اللازمة ونغلق ‏الابواب خوفا من الهجوم”. كما يذكر بانه موظف حكومي ويقوم بتغيير طريقه كل يوم بالذهاب ‏والاياب خوفا من ان تخطفه احدى “السيطرات الوهمية”. ولا ينسى الموظف ان يترك “هوية الاحوال ‏المدنية” في البيت حتى لايتم التعرف عليه والى اي طائفة ينتمي اذا ما وقع في قبضة مسلحين. وتحذر ‏صفحات متخصصة على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” من وجود سيطرات وهمية في بغداد ‏وبأماكن محددة مثل الغزالية وحي الجامعة واليرموك والمنصور ذات الأغلبية السنية وحي الشعلة ‏الشيعي، وتطالب الأهالي بعدم الخروج والانتباه لوجود مسلحين.‏
وتعطي بعض الصفحات مواصفات السيارة ومكان تواجدها بشكل دقيق وعدد العناصر التي تقف ‏بالسيطرة الوهمية، ولا يفوتها ان تؤكد لسكان تلك المناطق بان المسلحين “يرتدون زي الشرطة ‏الاتحادية او الجيش او اي زي عسكري اخر كالذي ترتديه القوات الأمنية النظامية”.‏
فيما تأتي ردود الفعل على تلك الصفحات متناقضة، فالبعض يؤكد وجود السيطرات الوهمية والآخر ‏ينكر وجودها ويؤكد بانها “اخبار كاذبة هدفها تخريب العراق”.‏
وبدأ الاعلان عن ولادة الميليشيات الجديدة في العراق يأخذ شكل “الفعل وردة الفعل”. فالاحداث في ‏الحويجة والهجوم الذي شنته القوات الامنية في شهر نيسان الماضي على ساحة الاعتصام كان حسب ‏الرواية الرسمية، بسبب انتشار احد الفصائل المسلحة وقالت إنها استهدفت “جماعة النقشبندية التي ‏عادت الى الظهور مجددا ولم تكن تستهدف في الهجوم المواطنين العزل”، ولكن جاءت ردود فعل ‏غاضبة عن الحادثة لتعلن مجاميع مجهولة في الأنبار عن تشكيل جيش مضاد، فيما تعتبر جهات ‏عشائرية ومنسقو الاعتصامات في المناطق المنتفضة دعم الحكومة لتشكيل “صحوات جديدة” بمثابة ‏السماح لظهور ميلشيات مسلحة جديدة.‏
المتناقشون على “فيسبوك” لا يختلفون عن بعض نواب بغداد الذين لا يملكون ايضا معلومات دقيقة ‏عن وجود السيطرات من عدمه.‏
احمد المساري عضو كتلة متحدون يقول اننا “نتلقى اتصالات من جمهورنا يسألوننا عن صحة وجود ‏سيطرات وهمية”، متابعا، “نحن بدورنا نتصل بالجهات الامنية وهم لا يملكون معلومات مؤكدة”.‏
المساري وهو النائب عن بغداد وفي اتصال يوم امس مع “المدى” يذكر بانه يسمع عن وجود ‏سيطرات وهمية في مناطق “الغزالية والمنصور”، والعثور على بعض الجثث لمواطنين تم اختطافهم ‏من أماكن أخرى، لكنه يقول ان المسؤولين الامنيين منقسمون، فبعضهم “يؤكد وجود تلك السيطرات ‏واخرون ينفون”.‏
اما النائب عن تيار الاحرار جواد الشهيلي يؤكد وجود شكوى في بعض المناطق من وجود مليشيات ‏يقول عنها بانها “مرتبطة بالحكومة”. ويشير الشهيلي وهو نائب عن بغداد في حديث يوم امس مع ‏‏”المدى” بان مهمة وزارة الداخلية والاجهزة التنفيذية التوضيح فيما اذا كانت الانباء عن وجود ‏‏”سيطرات وهمية، حقيقية ام ادعاءات”.‏
ويصف النائب الصدري السيطرات الوهمية –اذا صحت أنباء وجودها- بانها محاولة “لخلط الأوراق” ‏وزعزعة الوضع الأمني، منتقدا في الوقت نفسه التغييرات على مستوى قادة العمليات والتي استثنت ‏‏”الاستخبارات” التي يراها الشهيلي “الحلقة الأهمّ والأضعف في المنظومة الأمنية”.‏

 

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة