بدون أي مقدمات ، ثار البعض من العراقيين ” النجباء ” بكل حماس وجرأة للدفاع عن كرامة العراق والعراقيين بوجه ما أدلت به نائبة في مجلس النواب العراقي تدعى هيفاء الأمين في الندوة التي عقدت في بيروت والتي أشارت من خلالها عن التخلف الذي يعاني منه العراق في العديد من المجالات خصوصاً المناطق الجنوبية مقارنةً بإقليم كردستان . بحيث قامت الدنيا وقَعَدت أمام هذا التصريح الذي حَطَ من قيمة العراقيين وخصوصاً أبناء الجنوب . هؤلاء الذين حققوا أعظم الإنجازات والإبداعات والإختراعات التي ساهمت في جعل العراق ، وبالأخص جنوبه ، أجمل وأرقى بقاع العالم من ناحية التقدم والتطور والتحضر والمستقبل الواعد لأبنائه ( من ضمنهم من تظاهر ضد المدعوة ” المتخلفة ” هيفاء الأمين ) أو من ناحية الإنجازات العظيمة التي حققها العراقيون في مجال توفير الخدمات الراقية في الصحة والتعليم والبنى التحتية والكهرباء بدون إنقطاع والماء الصالح للشرب والطرق المعبدة والسريعة والمواصلات المتقدمة وأرقى نظم التعليم ، والأهم من كل ذلك شعور المواطن العراقي ، وبالأخص من أبناء الجنوب ، بالأمن والآمان وشعورهم بالمساواة أمام القانون . فكيف تتنكر هذه النائبة ” الإسرائيلية ” لكل هذه المنجزات الرائعة المتحققة خصوصاً في محافظات الجنوب . وكيف تجرأ هذه النائبة ” غير الوطنية ” أن تتجاوز كل هذه الإنجازات الرائعة التي حققها أبناء الجنوب ، وحتى أبناء الوسط ، في مجال الإختراعات في العلوم والتكنولوجيا والفضاء والفيزياء والأحياء والتي يشهد لها العالم . كيف لهذه النائبة ” المتخلفة ” أن تتجاوز حدودها وتصف بأن جنوب العراق خصوصاً يحتاج الى تغيير جوهري لتحقيق التقدم والتطور والتحضر لأنه يعاني من تراكمات التخلف والتأخر . كيف لهذه النائبة ” الخائنة ” أن تستنكر التخلف وتنادي بالتطور والتقدم . كيف لهذه النائبة ” الملحدة ” أن تتجرأ وتنادي بتغيير واقع المحافظات الجنوبية من أقصى درجات التخلف والتأخر الى بداية الطريق نحو التقدم والتطور في مختلف المجالات .
إذاً يفترض محاربة توجهات وتصريحات النائبة هيفاء الأمين ” المغرضة ” والإستقتال على إبقاء محافظات جنوب العراق على حالها لأن أبنائها سعداء بواقعهم ” الجميل ” بدون حاجة الى هيفاء الأمين لأنهم بحاجة ماسة ل ” هيفاء وهبي ” .
من السهولة الكشف عن أسباب هذه الظاهرة والحملة المثارة على تصريحات النائبة هيفاء الأمين في هذا الوقت . إن وراء هذه الحملة المضللة ضد النائبة هيفاء الأمين بعض من رجال ورموز الدين المتخلفين ومن يتبعونهم من جهلة غير مثقفين وغير واعين لا يفهمون ولا يتحملون أي مفهوم للتقدم أو التطور أو التحضر . كل ما يفهمونه هو ما يملى عليهم المرشد ” المتخلف ” من إرشادات وتوجيهات إضافة الى موقفهم العقائدي المتزمت بالأفكار الراديكالية . فالذين تظاهروا ضد هيفاء الأمين ما هم إلا جهله لا يستحقون إلا حياة الذل التي يعيشونها الآن ضمن الواقع الحالي لأنهم يتظاهرون بكل غباء ضد مصلحتهم لأنهم وبكل غباء يطلبون من النائبة أن تثبت وتشيد بواقعهم المزري ليفتخر هؤلاء الجهلة من أبناء الجنوب بتخلفهم أمام شعوب العالم ، المهم هو الحفاظ على كرامة العراقي البائس في إي محافظة من خلال الإعلان بأن العراقيين وخصوصاً في الجنوب هم أرقى شعوب العالم من جميع النواحي علمياً وثقافياً وتكنولوجياً وتحضراً وتقدماً ، وهذا ما كان يفترض بالنائبة ” المسكينة ” أن تفصح وتعلن عنه .
وهنا لا بد من الإشارة الى دور الآخرين كشخوص وكيانات في التعامل مع مثل هذه الحالات . هذه السيدة النائبة الشجاعة ينبغي مساندتها وتأييد مواقفها الوطنية الصادقة لأنها بحق تعبر عن الواقع المتخلف وضرورة بذل أقصى الجهود لتغيير هذا الواقع نحو الأفضل . علماً بأنني لأول مرة أسمع بإسم هذه النائبة الشجاعة وأثمن موقفها الصريح ، وفي نفس الوقت يمكن إثبات تخلف العراق وخصوصاً المناطق الجنوبية بسهولة من خلال الواقع الذي يعيشه هؤلاء الجهلة المتظاهرين ضد هذه السيدة المخلصة .