يبدو ان التركمان الذين كانوا ولايزالون جزء متجانس من مزيج تراب العراق الذي قامت على ارضه دولهم واماراتهم وتركت لمسات مساهماتها على حضارة العراق قبل قيام الدولة العثمانية صاروا مادة دسمة لدى اولئك الذين اصبحوا رهين مطية اهوائهم وتوجهاتهم العنصرية معتبرين اياهم من مخلفات الدولة العثمانية وهم بذلك يتخبطون بميولهم الأحادية الجانب في بحر الظلمات بعد ان اعمتهم نظرتهم الضيقة للأمور رؤية الحقيقة القائلة… (*) ان التركمان لم يطالبوا يوماً الأنفصال عن العراق. ولم يفكروا في اقامة كيان منفصل لهم وعندما توفرت لهم فرصة اختيار بلد غيرالعراق قبل حوالي اكثر من ثمانية عقود مضت أبو الأنصياع لها وفضلوا البقاء في وطنهم العراق، والأكثر من هذا انهم لم يلعبوا يوماً دور ابو رغال اتجاه العراق وشعبه . (*) ان اوربا التي عاشت الحروب والصراعات والنزاعات منذ القرون الوسطى نراها اليوم رغم خلافاتها او اختلافاتها تتحد، تعمل لاجل اسعاد شعوبها.. لماذا..؟ بماذا يتفوقون علينا …؟ الجواب …. انهم تخلوا عن افكارهم البالية التي كانت سبباً في عدم استقرارها,وتركوا كل ماكان يعيقهم من تحقيق خطوة نحو الامام، اتعظوا واستفادوا من سلبياتهم السابقة وحولوا كل فشل الى نجاح .. اما نحن فلا زالت اسلحة القذف الكلامي تستخدم عندنا بشكل رمي عشوائي عيار طلقاتها من نوع … كيل التهم ، سوق الأشاعات نشرالأكاذيب والنعوت على مرئى العيون ومسمع الآذان و… وجملة من محاولات اكساء الحقائق رداء التزييف والتزوير والتحريف . ان الشعوب والامم المتنوعة الثقافات والحضارات المنتشرة فوق ارجاء المعمورة المنحدرة من اصول قومية واحدة ذات اعراق تمتد جذورها في الدول التي هم فيها الى مصادر البذرة التي ربت واتسعت وحملت خصائص اصولها الاصيلة مع احتفاظهم بخصوصياتهم اينما كانوا … فلا عجب ان يعتز الأمريكي في امريكا ، والهولندي في هولندا، والكندي في كندا والسويدي في السويد الى اخره من الدول الأوروبية بانتمائه للعرق الانكليزي،وكذلك الجزائري في الجزائر،والسعودي في السعودية والسوري في سوريا والعراقي في العراق والى اخره من ابناء الدول العربية بانتمائهم للعائلة العربية.. كذلك الحال بالنسبة للقرغستاني والتركمانستاني والاذربايجاني والقبرصي والى اخره من الدول الناطقة بالتركية بانتمائهم للعالم التركي . اما تقويض دور مكانة التركمان بالولوج من خلال عقليات القرون الوسطى ، فهذه لاتنال منهم شئ ولاتمس وطنيتهم بشئ ايضاً طالما هم واثقون منها ومن انفسهم ، ويكفيهم شعورهم واحساسهم وتشبثهم بارض ابائهم واجدادهم صناع التاريخ وبناة الحضارة فيه . التساؤل المثير للجدل.. اذا كان التركمان .. مخلفات.. ضيوف .. طارئين.. غيرعراقيين … فلماذا لم يأتوا بعمل مشين يمس وحدة وسيادة العراق في الملمات واثناء الأزمات والظروف الحرجة..؟ ولم يستغلوا الفرص اثناءها في تحقيق المأرب لانهم اصلا ليسوا اهلا لها بل على العكس كانوا ضحية السياسية العالمية ففي الحرب العالمية الاولى وبعد الاحتلال الاول للعراق من قبل بريطانيا تعاملت معهم الاخيرة بتعمد والصقت بهم صفة ( تبعية عثمانية ) انتقاما من الدولة العثمانية التى كانت ضمن دول المحور متناسين ان التركمان عراقيين في العراق قبل الدولة العثمانية حتى زحفت عمليات الاقصاء والتهميش بحقهم في الدستور الملكي والدساتير اللاحقة وسياسات الحكومات المتعاقبة ، وفي الاحتلال الثاني من قبل امريكا كان التركمان ضحية سياسة تركيا عند عدم سماح الاخيرة بمرور القوات الامريكية من ارضيها وباسلوب الانتقام من التركمان بالتهميش والاقصاء ايضا اضافة الى إطلاق اليد لحلفائها في المناطق التركمانية ، ولا ننسى انهم كانوا وقود حرب الخليج الأولى والثانية مع اخوانهم العراقيين من جهة ومن جهة اخرى كانوا يتعرضون لأبشع محاولات الصهر العرقي والتمييز العنصري خلالهما ومع كل ماكانوا ومازالوا يعانون ويتعرضون لها من التهميشات واخيرها اقصائهم من تعيينات وزارة التربية لعامين متتالين 2012 و 2013 وبقاء كرسي مدير عام تربية كركوك شاغرا رغم استحقاقهم التوافقي عليه مع التكوينة القومية للمدينة ، رغم ما حدث ويحدث من التنكر بحقوقهم لم يقفوا في خندق مضاد للعراق لانهم جزء منه وعكس ذلك يعني الوقوف ضد انفسهم .