الوطنيه صفه وممارسه لكل انسان قد تربى عليها وقد امتلك من الوعي والثقافه والدرايه لكيفيه بناء وطنه والاستعداد للتضحيه في سبيله بكل ما يملك ..
وهنا لا اريد اختزل الحِس والممارسه الوطنيه للمتعلمين بل الكثير من ابناء الشعب لهذا الوطن او ذاك يمتلكون من الحس الوطني لحد الشهاده وهم لم يستطيعوا من الكتابه والقراءه ولكنهم تربوا في بيئه وطنيه او عائله وربما مقلداً او محتذياً بشخص او قامه وطنيه …
ولدينا من الشواهد العديد لكثير من ثورات التحرر ينطبق عليهم هذا الوصف ..والوطنيه تبقى شرفاً لكل مواطن .. وتفتخر الشعوب بنخبها الوطنيه عندما انطلقت حركات التحرر والقيام بثورات ضد قوى الاحتلال والاستعمار سيما في القرن الماضي عندما توالت حركات التحرر في العالم الثالث وتم طرد الحكومات المنصبه من قبل القوى الاجنبيه ..
اما اليوم تبقى الوطنيه وسماتها وممارسه وسائلها عزاً وفخراً … ولكن وللاسف تبدلت وسائل واساليب المحتل بما يمتلكه من مال واعلام فاعل له فعله في المجتمعات والتغير الحاصل في الحياه البشريه … بدأت الكثير من الثوابت الوطنيه تتراجع ليس لتكتيك غايته تحقيق هدف وطني وانما يستخدم لايهام او حجج لغايات مصلحيه ذاتيه اما جاه مزعوم او مال فاسد …
هنا سأعود الى موضوعي ( الحنبليه ) لله وللاوطان والقيم الانسانيه في تقديري الشخصي ان الحنبيله طالما التصلب والتمسك بثوابت حق فأنها مشروعه ولكني معتقدا بنفس الوقت ان الحنبله اليوم هو المثاليه .. والمثاليه بواقع اليوم الهروب من واقع مفروض ومعقد وشائك مثلما هي تعقيدات الزمن المعاصر حيث هيمنه الجشع والاصوات الطليقه الباطله ..
المقدمه وربما الممله اوردتها كي يتم فرش الوضع العراقي والمشاريع التي تلد وطنيه واذا بها بعد ان يشتد عضدها بحضن دوله اخرى !! ونحن اليوم امام تكتلات وتجمعات وطنيه متعدده وللاسف مختلفه .. كل يوم نسمع بقيام كيان ليقود مشروع وطني ..
والجبهه الوطنيه العراقيه وبما تمتلكه من طاقات وشخوص وثقل وهي من حيث الوجود تعتبر هي وليد شرعي للمقاومه الوطنيه التي ادمت قوات الاحتلال .. ولم نسمع يوماً بالاسماء الجديده التي تواجدت على الساحه الوطنيه سابقاً . من هذا الواقع المعقد المحيط بالقوى الوطنيه وتشتتها على الجبهه الوطنيه ان تطلق رؤى جديده بعيدا عن الحمبليه الجامده ..
ولكم مثالاً ما دعا اليه حزب البعث بتخليه نهائيا عن السلطه وانما مهمته الخلاص من الكيان المجوسي واعتبرها مقدسه ومتقدمه على الكيان الصهيوني .. ليس اعترافا باغتصاب اسرائل لارض العرب وانما الخطر الفارسي تجريف ارض العرب وتفكيك مجتمعاتها وتدمير قيم الاسلام الحقيقي… اذاً على الحنابله بين القوى الوطنيه ان ينطلقوا لاي تكتل وطني وبكل مسمياته و مستبعدا لكل صاحب مشروع صفوي مقيت .. واعتقد الانفتاح والتواصل ومد الجسور مع التكتلات الوطنيه هو الانجاز الاكبر للجبهه الوطنيه العراقيه اذا ما تحقق .. وكلنا نتذكر قبل سنوات اطلق البعث مشروعاً للخلاص ولم يستثني حتى من في العمليه السياسيه المطالبين بخلاص العراق عندما تكون نواياهم صادقه حول الثوابت المطلوبه من دستور واطلاق سراح المعتقلين وتعويض الشهداء وخسائر الدمار نتيجه الاحتلال .. من هذا نفهم ان لا فيتو على اي كتله وطنيه ذات اهداف نبيله . وقبل اسابيع تبنى البعث مؤتمر واشنطن ومن الرموز المشاركه في هذا المؤتمر عناوين دخلوا العراق مع الاحتلال ..
مثل ايهم السامرائي .. هنا ما المانع ان يتم الانفتاح على الاخرين امثال جمال الضاري وخليل الدليمي ومنتدى الكفائات !!؟؟
ولا ننسى شخصيات وطنيه كبيره من شعبنا الكردي مثل السيد ارشد الزيباري وشيخ قبيله الهركيه وغيرهم من تجمعات فيها من القامات الوطنيه ؟؟
في تقديري المتواضع على حنابل السياسه ان يبدو مرونه مطلوبه وربما مفروضه .. توكلو على الله والمهمه غايه الصعوبه والتعقيد ..
والمحتل الاميركي لن يقبل بحكومه انقاذ اطلاقاً .. بل يريد تصحيح بمسارات وشخوص جديده في العمليه السياسيه .. او ثوره شعبيه في الداخل وتجتاح المنطقه الخضراء ليصبحوا امام واقع جديد وقوي.
والله المستعان