فنزويلا .. فشل “غوايدو” في الإطاحة بـ”مادورو” يهدد مصالح واشنطن في المنطقة !

فنزويلا .. فشل “غوايدو” في الإطاحة بـ”مادورو” يهدد مصالح واشنطن في المنطقة !

خاص : ترجمة – آية حسين علي :

تعتبر مصالح “الولايات المتحدة” في “أميركا الجنوبية” مرهونة بنجاح أو فشل التحرك ضد الرئيس الفنزويلي، “نيكولاس مادورو”، بقيادة زعيم المعارضة، “خوان غوايدو”، الذي أعلن نفسه رئيسًا بديلًا وحصل على دعم “أميركا” و50 دولة أخرى، لذا قد تتضرر حكومة الرئيس الأميركي، “دونالد ترامب”، كثيرًا إذا لم يتمكن “غوايدو”، من الإطاحة بـ”مادورو”، رغم أن خروج “مادورو” من المشهد السياسي الفنزويلي قد يعتبر نذيرًا بتدمير أنظمة حكم “كوبا” و”نيكاراغوا”، فيما بعد، بحسب صحيفة (إل نويبو هيرالد) الإسبانية.

وكان “غوايدو” قد فشل، الثلاثاء الماضي، في تنفيذ محاولة انقلاب عسكري على “مادورو”، إذ نشر في الساعات الأولى من الصباح مقطعًا مصورًا وهو في قاعدة عسكرية بالعاصمة، “كاراكاس”، وأعلن بدء المرحلة النهائية للتخلص من حكم “مادورو” بدعم عسكري واسع للمعارضة، بينما نشر الرئيس الفنزويلي تغريدة على (تويتر)؛ تعهد فيها بالتحلي بأعصاب فلاذية، والحفاظ على ولاء الجيش؛ رغم علمه بانشقاق قائد الشرطة السرية، ومع قدوم الليل فشلت محاولة “غوايدو”، التي دعمتها “الولايات المتحدة”، منذ اللحظات الأولى، ولم تحقق أية نتائج.

ويرى مسؤولون في الحكومة الأميركية، حاليون وسابقون، أن فشل محاولات “غوايدو” للإطاحة بـ”مادورو” يمكنه القضاء على المعارضة وخنق أولوية “واشنطن” العليا في الأميركتين.

واشنطن وضعت خطة لكل سيناريو..

التقى وزير الخارجية الأميركي، “مايك بومبيو”، ومستشار الأمن القومي، “جون بولتون”، ووزير الدفاع، “باتريك شاناهان”، الأربعاء، لمناقشة الخيارات المتاحة بشأن الأوضاع في “فنزويلا”، وصرح “شاناهان” بأنه: “لا يوجد أي موقف أو سيناريو واحد لم نضع له خطة عمل”.

وأوضح رئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركية، “غوزيف دانفورد”، أن “البنتاغون” يجمع معلومات استخباراتية إضافية حول التطورات على الأرض في “فنزويلا”، مؤكدًا على أنه على استعداد لتقديم ما هو أكثر، وأضاف خلال جلسة برلمانية لمناقشة الموازنة العامة أن: “الرئيس أوضح أن كل الخيارات مطروحة على الطاولة”، مشيرًا إلى أن القوات المسلحة سوف تقدم الدعم للرئيس في حالة ما طلب المزيد.

خطورة التدخل العسكري..

من جانبه؛ دعا السيناتور الديموقراطي، “بوب ميننديز”، إلى الحذر، موضحًا أن ما حدث، الثلاثاء الماضي، يشير إلى أن النتائج المرجوة لن تتحقق على المدى القصير، وحذر من أنه أي تدخل عسكري في “فنزويلا” قد يحمل نتائج عكسية، وهو الرأي الذي أجمع عليه عدد من الحلفاء الإقليميين.

وصرح السيناتور: “قد يكون خطأ كبيرًا أن ترتكب حكومة ترامب خطأ، وتقوم بإجهاض التحرك الديموقراطي المتقدم بتدخل عسكري أميركي”.

نهاية “مادورو” وشيكة بسبب رجاله..

بينما قال السيناتور الجمهوري، “ماركو روبيو”، إنه لا يعتبر ما حدث، الثلاثاء، محاولة فاشلة من “غوايدو” للإطاحة بـ”مادورو”، وأوضح أن: “مادورو غارق في مشكلات هائلة”، وشبه الجنرالات في “فنزويلا” بالشخصية الرئيسة في فيلم الجريمة الأميركي، (العراب)، 2004، الذي قام بخداع عائلة “كورليوني”، وأوضح أن: “مادودو في وضع غير دائم؛ لأن هناك قادة يتصرفون ضد مصلحته ومع ذلك يصر على إبقاءهم إلى جانبه”.

أشار المدير السابق لشؤون الأميركتين في “مجلس الأمن القومي” في حكومة ترامب، “فرناندو كوتس”، إلى أن وجود المعارضة الفنزويلية يطرح توقعًا بأن تحول “واشنطن” خطابًا إلى تصرف واقعي عندما يحين الوقت، وأضاف: “نوشك على الوصول إلى اللحظة التي يجب فيها مواجهة خطابنا غير العاقل، وماذا سوف يحدث الآن ؟.. أن نفعل ما قلنا أننا سوف نفعله ؟.. هل سوف نقدم شيئًا في الواقع ؟”.

وأردف أن: “المعضلة في الخطاب القوي؛ هو أننا علينا تحمل معاناة نتائجه، إنه الشعب الفنزويلي الذي يخرج كل يوم إلى الشوارع ويلاقي معاناة الأزمة الإنسانية”.

وشدد على أن واشنطن “مسؤولة بشكل جزئي عن التصعيد السريع للغاية، على قدر كونها مسؤولة عن تقديم حل سلمي يسعى إلى مساعدة الشعب الفنزويلي بأفضل ما يمكن”.

البيت الأبيض ضحية نفاذ صبره..

أوضح مسؤول العلاقات مع “فنزويلا” في “مجلس الأمن القومي”، في حكومة الرئيس الأميركي السابق، باراك أوباما، “بنيامين غيدان”، أن: “المفارقة أن إستراتيجية ترامب بشأن فنزويلا بشكل عام تعتبر ناجحة”، مشيرًا إلى أن: “البيت الأبيض ضحية نفاذ صبره وقراراته، وربما دوافعه السياسية وتكراره توقعات غير واقعية بشأن لحظة خروج مادورو”.

ولفت إلى أن دعم استعادة الديموقراطية في “فنزويلا” سوف يحسب ضمن النجاحات المهمة للسياسة الخارجية لـ”واشنطن”، بينما سوف يمثل خسارة لـ”روسيا”، وفي نفس الوقت، سوف يضع احتياطات “البترول” الأضخم في العالم في يد حليفة لـ”الولايات المتحدة”، وأوضح أن إعادة إعمار “فنزويلا” قد يعتبر حملًا ثقيلًا على الحلفاء الإقليميين، لكنه على المدى البعيد ستكون إيجابية على مصالح “واشنطن” في المنطقة.

فشل “غوايدو” خسارة لواشنطن..

أشار السفير الأميركي السابق في بنما، “جون فيلي”، إلى أن “الولايات المتحدة” سوف تخسر إذا ما فشل “غوايدو”، موضحًا أن تأثر الأمن القومي الأميركي لن يكون بنفس الدرجة التي يصورها البعض، ولفت إلى أن “واشنطن” تتخذ كل الإجراءات المناسبة مثل الاستعداد لتسليم مساعدات إنسانية ووعودها بتقديم أعلى مستوى من الدعم، لكنها تبعث رسائل سلبية من خلال إدانة “كوبا” وتكرار الحديث عن الاشتراكية.

وكان “بومبيو”، قد اتصل بنظيره الروسي، “سيرغي لافروف”، الأربعاء الماضي، واتهم “موسكو” بالتحالف مع “هافانا” من أجل القضاء على استقرار “فنزويلا”.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة