خاص : كتب – سعد عبدالعزيز :
بعد تشديد العقوابات الاقتصادية الأميركية على “إيران”؛ أصبحت الأوضاع مرشحة للتصعيد.. فأطلق مسؤولون سياسيون وعسكريون إيرانيون تصريحات شديدة اللهجة ضد “الولايات المتحدة الأميركية”، ودخلت “موسكو” على خط التوتر؛ فأعلنت أنها لن ترضخ للتهديدات الأميركية وستواصل التعاون النووي مع “طهران”.
ويبدو أن الأيام القليلة القادمة ستكون حُبلى بالتطورات الدراماتيكية..
“لاريغاني” : سنواصل تخصيب “اليورانيوم”..
أكد رئيس البرلمان الإيراني، “علي لاريغاني”، السبت، أن “طهران” ستواصل تخصيب (اليورانيوم)، بموجب “الاتفاق النووي”، وذلك ردًا على “العقوبات الأميركية” الجديدة.
وأضاف “لاريغاني”، في كلمة له، أن: “إيران ستكون قادرة على إنتاج الماء الثقيل من أجل التخصيب”، مبينًا أن بلاده لم ترتكب أي مخالفات وفقَا لـ”الاتفاق النووي”، وأضاف: أن “جزءًا من الضغط الاقتصادي على إيران يتمثل في حظر صادرات التصدير خاصة النفط”، مشيرًا إلى أن: “بلاده ستقوم بالتخصيب، سواء سمحت واشنطن أم لم تسمح”.
وأضاف المسؤول الإيراني: “خلال الأيام الأخيرة أعلن الأميركان أن إيران لا يحق لها إنتاج الماء الثقيل، في حين أننا، وبناء على الاتفاق النووي، والقوانين لم نرتكب أي مخالفة”.
موسكو تعتزم توسيع الشراكة مع طهران..
كما أعلن نائب وزير الخارجية الروسي، “سيرغي ريابكوف”، أنه لن يؤدي أي تهديد بفرض “عقوبات أميركية” جديدة إلى وقف التعاون متبادل المنفعة بين “موسكو” و”طهران”، بما في ذلك في المجال النووي.
وقال “ريابكوف”، لوكالة (سبوتنيك) الروسية، السبت: “لن يوقف أي تهديد بفرض عقوبات جديدة تعاوننا المشروع والمتبادل المنفعة مع إيران. إننا نعيش لسنوات في ظل تطبيق الولايات المتحدة للعقوبات ضد روسيا، وأذكركم بأن هذا يحدث منذ عام 2012. ومن الواضح أنه خلال هذا الوقت كان هناك تكيف جدي لمثل هذا النهج غير القانوني من قِبل الولايات المتحدة”.
وأضاف نائب الوزير الروسي: “لذلك، فإننا نواجه التهديدات من هذا النوع بهدوء، ونحن لا نرضخ للإبتزاز، وسنتوسع بشكل منتظم ونطور تعاوننا مع جمهورية إيران الإسلامية، بما في ذلك في قطاع الطاقة الذرية مع الإمتثال التام للقانون الدولي والتشريعات الوطنية لبلداننا”.
وكانت “وزارة الخارجية” الأميركية قد أعلنت، يوم الجمعة الماضي، أنها قد تفرض عقوبات ضد أي جهة تعمل على مساعدة “إيران” على توسيع مفاعل “بوشهر” النووي؛ ونقل (اليورانيوم) المخصب، مقابل خام (اليورانيوم)، مشيرًة إلى أن بلادها لن تتسامح بمسألة تخصيب (اليورانيوم) في “إيران”، فضلًا عن تخزين المياه الثقيلة بما يتجاوز الكمية الحالية.
“سلامي” : أميركا لن تتمكن من تضييق الخناق علينا..
أكّد القائد العام لـ”الحرس الثوري” الإيراني، اللواء “حسين سلامي”، على أنّ “الولايات المتحدة الأميركية” لن تتمكّن من تضييق الخناق على “إيران”، مشيرًا إلى أنّ: “المرحلة الراهنة هي مرحلة بناء القوة العسكرية”.
ووصف “سلامي”، القوات المسلحة الإیرانیة، بأنها كالبنيان المرصوص؛ وأنها بمثابة “حلقات لسلسلة واحدة متّصلة ببعضها البعض”، مشدّدًا على “ضرورة التفاعل المستمرّ بین القوات المسلحة في المجالات التقنيّة والتطبیقيّة لتنفيذ المهام بأفضل شكل ممكن”. ولفت إلى “ضرورة تغییر التوازن في مجال تأثير القوة لصالح إيران، عبر وضع الإستراتیجیات المصیریّة”، واصفًا “وزارة الدفاع” بأنّها: “رمز بارز لتحقیق الإكتفاء الذاتي لإيران أمام الأعداء”.
“روحاني” : سنواجه العقوبات بزيادة الصادرات إلى العراق..
كشف الرئيس الإيراني، “حسن روحاني”، السبت، عن خطة بلاده لمواجهة “العقوبات الأميركية” الاقتصادية على قطاعها النفطي.
وقال “روحاني”، خلال خطاب متلفز بثته وسائل الاعلام الإيرانية، إن: “الشعب الإيراني يجب أن يتوحد على زيادة الصادرات غير النفطية لمواجهة العقوبات الأميركية”.
كما أكد الرئيس الإيراني على إمتلاكه خطة “لتوسعة الصادرات بشكل كبير إلى العراق، خلال الثلاث سنوات المقبلة”، في محاولة واضحة لإبقاء أبواب الحصول على العملة الأجنبية مفتوحة.
يُشار إلى أن “الولايات المتحدة” كانت قد أعلنت بأنها ستفرض عقوبات على من يتعاون مع “إيران” اقتصاديًا في مجال “النفط” بقرار تم تفعيله مع بداية الشهر الحالي.
الخلاف يتجه نحو التصعيد..
يرى المحلل السياسي، “داود الحلفي”، أن “واشنطن” تريد انفتاح “العراق” على دول معينه وإبعاده عن “إيران”، التي تعاني من العقوبات الاقتصادية الأميركية.
وفي المقابل؛ فإن “إيران تحاول الإلتفاف على العقوبات الأميركية عبر زيادة الصادرات غير النفطية للعراق”، وأوضح “الحلفي” أن إدارة الرئيس الأميركي، “دونالد ترامب”، صارمة ومتطرفة في القرارات ولا تقبل المجاملة، وأضاف أن: ” الخلاف بين الولايات المتحدة الأميركية وإيران يتجه نحو التصعيد؛ لكون المسؤولين في البلدين يرفضون فكرة التنازل”، مشيرًا إلى أنه ينبغي على “العراق” النأي بنفسه عن هذا الصراع المحتدم بين “واشنطن” و”طهران”.