1 ـــ الحقيقة العراقية , جرح في واقع يتألم, لا نقترب منه ولا نبتعد, نحنّ اليه ونشتمه, نهجره ولا نقبل الفطام منه, عشائره تتقاتل فيه وتقاتله, شماله ليس له وجنوبه مسروق, في عمقه تصب مجاري التخريف والشعوذات وعقاقير المخدرات والملشيات من شرقه, وغربه و”العياذة بالله” هكذا تورم الجرح الى سجن كبير, ترتكب فيه المجازر, صممته امريكا يوم 08 / شباط 1963 على مقاس اطماعها ومصالحها, كلفت القوميين العرب ومهربي الأكراد والمؤسسة الدينية بحراسته, ثم اختزلتهم بالسياف البعثي, بعد عام الأحتلال في 2003, غيرت امريكا طاقم سجانيها, فكان خيارها احزاب اسلامية, معروفة بدنائتها ووضاعتها وفسادها, فوزع رجل الأحتلال بول بريمر, ادوار الخيانة على ممثلي المكونات, الشيعية والسنية والكردية, من داخل مجلس حكم موقت, سيء الصيت والوضيفة.
2 ـــ امريكا الأكثر معرفة بشعابنا, اشركت معها ايران لأدارة سجنها العراقي, لعبة قذرة غامضة ليس سابقة في التاريخ العراقي الحديث, اخذت فيها ايران, ادوار التدمير المنظم للعقل العراقي, وتجفيف الوعي المجتمعي, حتى اصبحت السجن والسجان المنافس لأمريكا, والمتخادم معها على تقاسم العراق دولة ومجتمع, امريكا القوة السياسية والأقتصادية والعسكرية والأعلامية, وضفت النظام الأيراني, لأدارة سجنها العراقي, مقابل حصة مغرية لنظام الملالي, ايران جندت بدورها احزاب المذهب في العراق, كحراس وسجانيين وسيافين لأخضاع العراقيين, كورقة ابتزاز ومساومة, مع الغريم الأمريكي, الشعبين الأيراني والعراقي, لهما ما لهما من ثأرات تاريخية مع امريكا, لهذا تخشى ان يتوحد الشعبين في حالة وعي وطني, خلف انتفاضتين وطنيتين, فيتحررا من جلادي النظامين, حينها سترد التحية بمثلها.
3 ـــ اهم ركائز النظام الايراني في العراق, هي المراجع الدينية, التي استوطنت المقدسات, ثم استقطعت مناطق تواجدها عن الجسد العراق, تمسك قبضتها صمام الفتنة للمجزرة المؤجلة, الى جانب احزاب طائفية منحرفة الأنتماء والولاء, سريعة التأقلم في بيئة الخيانانات الوطنية, مدججة بالمليشيات الدموية, عريقة بخبرات الأحتيال والخذلان والوقيعة, والفساد فضيلتها, هنا حان الوقت للأقتراب من الحقيقة اكثر, في اخلاء مقدسات العراقيين, من مراجع لا قدسية لخلفياتها ونواياها, بعض الكتاب الوطنيين يعتقدون, ان العدو الرئيسي هي امريكا, ونتفق معهم, لكنهم يتناسون ان العراق سجين ايران, سياسياً واقتصادياً وايديولوجياً وعسكرياً واعلامياً, والسجين يمكنه ان يحلم من داخل سجنه فقط, ويصعب عليه انجاز شيء وطني من خارجه, ان لم يتحرر من داخله.
4 ـــ بعد التحرر الكامل, يسهل للشعبين الجارين, ان يفرضا على امريكا والغرب والجوار, علاقات متكافئة, على اساس المنافع المتبادلة, مع الحذر الشديد, فأمريكا والغرب ومعهما الجوار الطائفي (يفتقرون الى المصداقية), بعد ذلك يمكن الحديث عن انجازات وتحولات بأشراف حكومات وطنية, تعتمد دستور وقوانين لحماية وحدة المكونات العراقية حول مشتركاتها, تفصل الدين عن الدولة تماماً, تحجم التطرف الطائفي والقومي, تجرم الايديولوجيات المثيرة لسؤ الفهم والفتن, هكذا نرى ان تحرر العراق, سيؤثر ايجاباً على الواقع الأيراني, وتحرر ايران سيؤثر ايجاباً على الواقع العراقي, حتى ولو تأخر الأمر الى حين, يبقى اسقاط النظام الايراني, عاملاً مهماً في التغيير العراقي, حينها ستعالج امراض الخيانات في الداخل, وتفتح في اربيل, مصحات لمعالجة الورم الأسرائيلي بالكي.