صك الغفران هو وثيقة كانت تمنح من الكنيسة الرومانية الكاثوليكية مقابل مبلغ مادي يدفعه الشخص للكنيسة يختلف قيمته باختلاف ذنوبه، بغرض الإعفاء الكامل أو الجزئي من العقاب على الخطايا والتي تم العفو عنها. يتم ضمان صكوك الغفران من الكنيسة بعد أن يعترف الشخص الآثم و بعد أن يتلقى الإبراء.
اتسمت القرون الوسطى في القارة الاوربية ومع حكم تجار الدين المسيح بالجهل والتخلف والجوع والفقر والعوز وانتشار الدعارة والفساد وقلة الاغذية حيث كان اغلب سكان القارة الاوربية لا يعرفون القراءة والكتابة وكانت الامراض والاوبئة منتشرة والاوضاع الاقتصادية مزرية ,وهذا حال الدول التي يحكمها تجار الدين الذين يشترون عقول الناس بحفنة من البدع والهرطقة والخرافات ,يصور هؤلاء انفسهم على انهم الطريق الى الله والجنة والخلاص ,وهم ابعد ما يكونوا عن الله لان اهدافهم دنيوية.
في العراق ومع توالي الاحتلالات المتكررة منذ سقوط مدينة بغداد عاصمة الخلافة الاسلامية العباسية على يد المغولي هولاكو الذي تعاون مع (مؤيد الدين ابن العلقمي الاسدي) عام 1258 ميلادي وزير الخليفة العباسي المستعصم اخر الخلفاء العباسيين ، رتب مع هولاكو بمعاونة نصير الدين الطوسي (الفارسي) على قتل الخليفة واحتلال بغداد، على أمل أن يسلمه هولاكو إمارة المدينة، فتح ابن العلقمي ابواب المدينة لجيش هولاكو وفي ليلة ظلماء دهماء دخل المغول بغداد قتلوا الالاف بما فيهم ابن العلقمي الذي كان يحلم بالخلافة والزعامة واحرقوا واغرقوا المكتبات والكتب الثمينة.
لم تخلوا القرون السبعة التي تلت سقوط بغداد وخيانة ابن العلقمي من الثورات الشعبية في العراق الرافضة لوجود المُحتل الاجنبي وتنامي الغضب والسخط الشعبي وبالاخص ضد الاحتلالين العثماني والبريطاني جاءت دول الاستعمار العالمي بفكرة واطروحة جديدة تتناسب والعقلية العراقية التي تميل الى الدين وتُجًاره ,بالرغم من ان الحوزات او المدارس الدينية موجودة في العراق منذ اكثر من ثمانية قرون في مدينة الحلة ثم انتقلت الى النجف الا ان دورها لم يكن بارزا ومؤثرا في الحياة السياسية.
كانت نهاية الحرب العالمية الاولى وانتصار بريطانيا التي فرضت سيطرتها على العراق بعد ان قضت على الاحتلال العثماني الذي دام اربعة قرون ونصف وتقاسمت غنائم المعركة مع حلفائها ورغبة منها في فرض نفوذها لأطول مدة على هذا البلد الذي حمل شعبه لواء المقاومة لإخراج المحتل من ارضه
تعمدت بريطانيا الى السير في اتجاهين اولهما فرض ملك هاشمي على العراق يعود نسبه الى سلالة نبي المسلمين محمد بن عبدالله ,والثاني زج علماء ورجال دين في ما يسمى بالحوزة العلمية في النجف ,والطرفين يكون ولائهما وتسييرهما وخطابهما وتوجيههما من جهات عليا تابعة الى دول الاستعمار العالمي ,لأن الغرب ومن خلال دراسته لأحوال سكان العراق اصبح على دراية تامة ان الدين هو الوسيلة الأسهل للسيطرة على عقول الناس.
عباس ابو القاسم الخوئي الابن الاكبر لأول زعيم لما يسمى بالحوزة الدينية في محافظة النجف قال في مقطع فيديو له على اليوتيوب نُشر منذ عقد من الزمن ما معناه (ان والدي عبد المجيد الخوئي جاء به الاحتلال البريطاني وهو لا يفقه شيئا في الدين وكان يرفض هذه الزعامة وقد فرضت عليه!!!) و ابو القاسم الخوئي مولود في 19 نوفمبر 1899 في مدينة خوي في ايران ,اتهم عباس عبدالمجيد الخوئي بالجنون وعقوق الوالدين والكثير من الاتهامات بعد ان كشف هذه الحقائق الخطيرة التي تعتبر من المحرمات ولا يجوز الخوض بها.
نشرت صحيفة الاهرام المصرية الجمعة 2 من ربيع الأول 1435 هــ 3 يناير 2014 السنة 138 العدد 46414 مقالا بعنوان ( أمريكا: السيستاني باع لنا العراق بـ200 مليون دولار) ولم ينكر بريمر ذلك بل أكده وأضاف تفاصيل أخرى مهمة في مذكراته التي نشرها في2006 تحت عنوان عام قضيته في العراق.
ذكر الباحث الاسلامي كمال الحيدري في لقاءات متعددة له ان الموروث الاسلامي وبالأخص التراث الشيعي اغلبه مُزيف وليس صحيحا جاء به الفرس وكعب الاحبار اليهودي ,واجه الحيدري انتقادات وتهجم واساءة لما قاله وكشفه من حقائق عن التراث الشيعي !!!
على سبيل المثال رأي فقهي يقول (ليس في بول الأئمة وغائطهم استخباث ولا نتن ولا قذارة بل هما كالمسك الأذفر، بل من شرب بولهم وغائطهم ودمهم يحرم الله عليه النار واستوجب دخول الجنة) (أنوار الولاية لآية الله الآخوند ملا زين العابدين الكلبايكاني 1409هـ – ص 440 )
وهذا ما لا يقبله عقل او منطق!!!
ان هنالك الكثير من النصوص الدينية في كتب الشيعة تؤكد على وجوب طاعة الولي الفقيه او المرجع وهو الذي يتزعم الطائفة وتفرض التقليد ومخالفته تعتبر كفر (حسب فتاوى مدرسة ولاية الفقيه)!!!
ما وصل اليه العراق في العصر الحديث ومع تنامي حكم الاسلاميين لا يقل سوء عن حكم الكنيسة لا وربا في القرون الوسطى من تخلف وجهل واستشراء الفساد والامراض والبطالة والمخدرات والدعارة والاحباط والانتحار والفقر والعوز والجوع والنزاعات العشائرية الخ… مما لا يعد ولا يحصى من الخراب والدمار بسبب فتاوى تجار الدين الذين خدعوا الشعب العراقي لانتخاب المجرمين واللصوص واعطوا صك الغفران ومفاتيح الجنة لكل من ينتخبهم تحت شعار (موعدنا ليوم 30 على 169 ) وفتوى من لم ينتخب الشمعة تحرم عليه زوجته!!! ,تحت هذه الشعارات والفتاوى التخريبية هرع ملايين الناس لانتخاب من سلبهم حريتهم ونهب ثرواتهم واسس السجون والمعتقلات وفرق الاغتيالات لقتلهم وترهيبهم وتكميم افواههم وتغييب مثقفيهم واحرارهم لعقد ونصف من الزمن.
لم تتحرر اوروبا وتصل الى ما وصلت اليه من الرقي والتقدم العلمي والثقافي والحضاري والاقتصادي والصناعي والزراعي والتجاري وحقوق الانسان والحريات الا بعد التخلص من هيمنة الكنيسة وسطوة تُجَار الدين ,فهل سوف يأتي اليوم الذي يتحرر فيه العراقيين من هيمنة تُجَار الدين وسلطتهم ويبنوا بلدا قويا يتنعموا بخيراته؟؟؟