لا يخفي على أحد أن عنكاوا هي أكبر مدينة مسيحية في العراق لاسيما بعد ان شهدت مدن العراق وسوريا حالة النزوح الكبيرة وكانت حصة الاسد من هؤلاء النازحين (المسيحيين منهم) من نصيب عنكاوا ..
ولكون هذه المدينة مسيحية بأمتياز فقد تعرضت لحالات من الغبن الكبير والتفرقة بينها وبين بقية مدن كردستان ، ولعل انتهاك ديموكرافيتها بأسكان أعداد من السياسيين والمسؤولين من غير المسيحيين فيها خير دليل ، وعلى سبيل المثال وليس الحصر أن المدعو مشعان الجبوري واخوه لوحدهما يستحوذان على آلاف الامتار المربعة في عنكاوا، وبنوا فيها العديد من العمارات الشاهقة ناهيكم عن المساحات الشاسعة من الاراضي التي خصصت لغير المسيحيين بحجة المساطحات يبنون فيها مايشاؤون ، وغيرها الكثير..
أما ماأثير من ضجة كبيرة على اصرار المعنيين في بناء الابراج الاربعة السيئة الصيت قبل سنوات في قلب عنكاوا برغم الاحتجاجات الواسعة ووزعت شققها التي اطلق عليها (الشقق الذكية) لكل من هب ودب فحدثوا ولا حرج ..
كيف يكون تغيير ديموكرافية المنطقة ؟ أوليست هذه خطة مدبّرة وممنهجه في تغيير ديموكرافية هذه المدينة ؟..
هذا جانب ومن جانب آخر فأن ماتسمى بضريبة العقار المزعجة جدا والتي سميتها في مقالات سابقة بضريبة الجزية فرضت على عنكاوا لوحدها بتشدد كبير وملفت للنظر خلافا للقانون ، واستثنيت بقية النواحي والاقضية ليس لسبب الا لأنها مدينة مسيحية بأمتياز . وفي عملية حسابية بسيطة نصل الى استنتاج واضح بأن مقدار ماتجنيه حكومة كردستان من ضريبة الجزية من عنكاوا لوحدها يقدر بمليارات الدنانير سنويا ، وهي تكفي لأن تجعل عنكاوا جنة عدن بشوارعها ، وحدائقها ، ونظافتها ، والقها .. لكن الملاحظ ان شوارعها التي تآكلت وأرصفتها التي صارت مصائد لأرجل الناس واماكن لنصب المولدات الضخمة وحاويات النفيات الكبيرة وحدائقها المهملة وغيرها الكثير من الامور المهملة لا أحد يلتفت اليها ..
لماذا تهتم الحكومة بحدائق وشوارع ومجاري أربيل وتهمل عنكاوا البقرة الحلوب ؟..
إن الامثلة كثيرة لاتعد ولا تحصى فبالامس القريب تم توزيع نفط التدفأة لجميع مدن وقصبات كردستان واستثنيت عنكاوا فقط في الشتاء القارص من الحصه ؟
لقد اتخذوا من عنكاوا فقط مرتعا للانس والجنس وتداول الخمور والدعاره لأناس غرباء يأتون لقضاء ليال حمراء في مساجات الفنادق ودور الملاهي والقمار والاندية الليلية المنتشرة بين العوائل لتتوج في ساعات الليل المتأخرة بأطلاق الرصاص من قبل السكارى لزرع الرعب في قلوب الاطفال والعوائل ..
هل يتمكن هؤلاء الغرباء ممارسة حماقاتهم هذه في منطقة أخرى من كردستان لاسيما تلك التي تشهد كثافة بالسكان؟.. أم فقط في عنكاوا لأنها مدينة مسيحية مسالمة بأمتياز ؟.
وهكذا فإن الكيل بمكيالين طال حتى حصة عنكاوا من الكهرباء الوطنية .. ففي غمرة احتفالات المنطقة بعيد رأس السنه انقطع التيار الكهربائي الحكومي لأكثر من 14 ساعه متواصلة ، وأعيدت الكره يومي عيد الفصح 21 و 22 نيسان لتنقطع الكهرباء الحكومية لساعات طويلة برغم موسم الربيع الذي لا يستهلك المواطن الا الحد الادنى من الطاقة الكهربائية خلاله ..
ونحن دشّنا شهر رمضان لايفوتني أن أذكر ان هذا الشهر هو الوحيد الذي تتنفس فيه عنكاوا الصعداء جراء الاعداد المهولة من مركبات الغرباء والسكارى للحد الذي يبتهل العنكاويون الى الله راجين ان يجعل جميع أشهر السنة رمضان لتجنبنا شرور الاشرار .. ففي هذا الشهر فقط تشهد شوارع عنكاوا هدوءا رائعا تتمكن خلاله النساء والعوائل التجوال بحرية وامان على خلاف بقية أشهر السنة . ولو أجرينا احصائية بسيطة سنخلص الى نتيجة مؤداها ان نسبة اكثر من 80% من المركبات في شوارع عنكاوا تعود للغرباء ! .
بأختصار شديد جدا إن حكومة كردستان تأكل اللب وترمي قشورها على عنكاوا ..