أثناء ذهابنا صباحا كالمعتاد الى مكان عملنا بسيارة خط مخصصة لنقل موظفي احدى الدوائر النفطية وبعد يوم دامي شهده ويشهده بلدنا الحبيب وظهور القائد العام للقوات المسلحة ورئيس الحكومة ووكلاء الوزاراة الامنية ومن ضمن الحاضرين في المؤتمر الصحفي على شاشة الفضائيات شيخ البعثيين صالح المطلك وحديث رئيس الحكومة عن سلسلة التفجيرات واتهامه للبعثيين والعصابات الارهابية عن مسؤوليتهم لتلك الاعمال الارهابية وكذلك كشفه أخيراً لأجهزة السونار الفاشلة ليعطي الضوء الاخضر ويطمئن الارهابين لتنفيذ ما يريدون , دار حديث بين الموظفين وكنت مستمعا حول ما يدور بينهم من حديث في الاحداث الدامية التي حصلت وعودة لغة استهداف المساجد والحسينيات وسبهم للارهابين والقتلة ومدحهم للحكومة وحثها على الضرب بيد من حديد لهؤلاء والهجوم على ساحات الاعتصام لأنها اصبحت بؤرة للارهابين وكالمعتاد يحاول المواطن وبتفكيره الساذج ايجاد الاعذار للحكومة والتغاضي عن فشلها الامني واختيارها للقادة الامنيين وعندها ادركت ان رئيس الحكومة حصل على مبتغاه في ان يتلاعب بعواطف الشعب ويكسبهم الى جانبه كما يفعل دائما من خلال العزف على الوتر الطائفي الخطير والحساس ليغطي بذلك على اخطائهم وهذه الثلة من القادة اثبتت انها لاتمتلك اي رؤى او خطط امنية ناجحة ناهيك عن الشك في ولائهم وانتمائهم الوطني واصرار رئيس الوزراء على الابقاء عليهم وعدم محاسبة المقصر في الكثير من المواقف والاحداث التي جرت والتي برهنت انهم ليسوا بمستوى المسوؤلية المناطة بهم وكذلك اصراره ايضا في ابعاد حلفاءه السياسين من مشاركته المشورة او اعطاء الرأي . ومحاولته ابعاد القادة الامنيين والعسكريين الذين لهم باع طويل ويحملون روح وطنية في هكذا مواقف خطيرة والسبب أنهم غالبا ما يعارضون بعض قرارات الحكومة الامنية الخاطئة حسب رأيهم وخبراتهم في مجال تخصصهم والذي سيرجع البلد الى نقطة الصفر ويقوده الى الحروب الاهلية الطائفية مرة اخرى . لماذا في بلدي اصبحت دمائنا الطاهرة ارخص من اي شيء ؟ الأنها اصبحت في أيادي غير أمينة ؟ لذلك عند كل مشكلة سياسية بين مايدعون انهم سياسيون نتوقع ان هناك دماء سوف تراق في الشوارع فاصبح العراقي مطارد في بلده لأن الجميع حلل دمه . ضجيج طائفي بدء يؤثر على اللحمة الوطنية والسلم الامني والاهلي والمجتمعي واداء حكومي خاطيء سياسيا واقتصاديا وامنيا انعكس على واقع المواطن الذي مل من الصراعات والخلافات التي وصلت حد التسقيط السياسي في ظل الاهتمام بالمصالح الضيقة على حساب المصلحة العامة هذا ما ادى مؤخرا عن عزوف الناخبين في المشاركة بالانتخابات المحلية . اليوم المشهد السياسي معقد ناتج عن عدم الثقة بين مكونات الشعب الرئيسة الشيعي يخاف من عودة البعث وسنوات الحكم السني الذي أضاق الأغلبية الشيعية أمر صنوف العذاب لا حقوق إنسان ولا حرية رأي ولا ممارسة لا بسط حقوقهم الدينية في ممارسة شعائرهم الخاصة ، والسنة وذهاب السلطة والنفوذ والتهميش والإقصاء وانقلاب الآية فمع ظلم السنة للشيعة اليوم المكون السني يعلن أن الشيعة يظلمون هذا المكون من خلال اتهامه بالإرهاب ومساندة القاعدة والمجاميع المسلحة لذلك هناك اعتقالات عشوائية ومصادرة لحقوق أهل السنة وبذلك ليس لهم أما الانفصال وتشكيل الإقليم السني أو القتال حتى الموت وهكذا بالنسبة للشريك الكردي الذي لا يخفي مخاوفه من عودة الديكتاتورية والتفرد بالسلطة والقرار واستخدام الجيش الاتحادي المركزي في ضرب الكرد وعودة الأنفال ومجازر حلبجة هذا الشريك يحاول في كل مرة الحصول على المكاسب من خلال استغلال حالة عدم الاستقرار بين الحكومة المركزية والمكون السني . فهل بالإمكان حل قضية الاحتجاجات بنفس الطريقة التي تحل بها القضايا والخلافات مع التحالف الكردستاني ام القضية مع المكون السني اعمق واوسع لاتقف ضمن المطالب المتعددة التي اعلنوها وانما تتعدى في بعض الاحيان الى المطالبة بالحكم والسلطة . في ظل كل هذه الصراعات هناك تغييب للغة الحوار التي يدعو وينادي بها العقلاء من قادة التيارات المعتدلة التي اثبتت دائما انها قريبة من هموم المواطن وتسعى الى حلها , يرون بان مثل هذه المشاكل تحل بالحوار وليس بالقوة وهذا حال النظام البرلماني والذي يكون في ظل مجتمع متنوع قومياً ودينياً ومذهبياً . فهل ينزلق الوضع الامني والسياسي الى هاوية الخطر , وخاصة ما تلوح في الافق من بوادر شبح الحرب الاهلية , بعدما تكاملت خيوطها في سماء العراق وما تشهده المنطقة من احداث استراتيجية لا يعرف عقباها ام ان هناك حضور للغة العقلائيين من الساسة العراقيين في حل الخلافات . الله العالم