22 نوفمبر، 2024 5:00 م
Search
Close this search box.

قصة ” ما بعد الحرب”

قصة ” ما بعد الحرب”

“قبل أيام، كنت افكر في هذا الموضوع”
اخذ رشفة من قدح الشاي، الأسود، الثخين، الذي يفضله، وابتسم لي، وقال:
“شلون”
قلت:
“شفت فيديو،، اسمه ما بعد الحرب العالمية الثانية،،،، وحصلت على إجابات،، للأسئلة اللي تدور بدماغي،،، جانت تفتر براسي مثل الذبانة…
جنت اكول،،، شلون رجعت أوربا،، بعد الحرب…!!
اكثر من ٥٠ مليون ضحية…
ومئات الملايين من المعوقين والمشزدين…
ودمار شامل…
كانت الحرب اكثر من كارثة..!
شلون رجعت أوربا؟
وخلال عشرة سنوات تقريبا..! ”
التفت لي صديقي ابومؤمن، مهتما،، ونظر مستفهما، عن الموضوع.
قلت له:
” اغلب الدول، وخاصة انكلترا، تبنت منهاجا ثقافيا،، كان يتضمن جرد وحصر للسلبيات،، ومعالجتها بالتدريج،، نعم، لم يكن التلفاز متوفرًا،،، لكن تم استخدام اعلان قبل الفيلم،، يعرض في السينما. وغالبا كان مشهدا كوميديا،، يعالج إحدى السلبيات،،، بشكل علمي وممنهج،.. حتى أن أحد المشاهد الكوميدية،، اهتم بموضوع درجات السلم،، يعني موضوع الدرج في البيت، الذي تضرر،، وكيفية إصلاحه،،، كان ذلك بسبب حصول حوادث في انكلترا،، بسبب تضرر درجات السلم في البيوت،، وغير ذلك من المواضيع،،، كان العمل الثقافي ممنهجا،، ومركزيا،، واثمر بشكل واضح”..
سألني صديقي:
منو؟ الحكومة؟
قلت” نعم”
” واقعا، قيادات وطنية تستحق الاحترام،، تشرشل،، كان له دور مركزي ومحوري في الحفاظ على بريطانيا أثناء الحرب،، وبعدها”
استغرب صديقي من كلامي، لم يتوقع مني ذلك،،، وسالني:
” ألم يكن ديكتاتوريا”
وقفت لحظات،، وعدلت جلستي، مهتما بالاشكال الذي طرحه صديقي،، وفكرت كيف ابسط الأمور…
قلت له:
” اولا، بالرغم من اختلافنا العقائدي معه،، الا انه قائد وطني، لشعبه،، لا يمكن نكران ذلك..
وفي الازمات،،، والظروف المضطربة، يحتاج الوطن إلى المركزية،، وقائد وطني،،، وهذا ظرف يختلف،، عن حالة الاستقرار..
لذلك، اعتقد،، في زمن الفوضى،، اقصد سنوات الحرب وما بعدها،، تحتاج البلدان إلى علة مشتركة، لإنقاذ ها، وبسط النظام والعدالة،، وقد حظيت انكلترا، مثلا، بقائد وطني،، انقذها،، كما يبدو لي،، على الاقل.. ”
تنهد صديقي،، وقال بالم:
” العراق شغلته صعبة ومعقدة،، والحكم بيد ناس،، لا يهتمون للوضع العام”
قلت له:
” عندما تطلع على حجم الدمار في اوربا، بعد الحرب العالمية الثانية،، لا يمكنك أن تتصور،، ان أمورها تصلح بعد الحرب، ابدا’
قال:
“نعم، صحيح،.
كيف عالجوا الأمور؟ ”
خطر في بالي، ما شاهدته وقراته عن المعالجات التي اتبعتها الحكومات بعد الحرب. قلت له:
“طبعا، بعد الحرب، كان الوضع مأساوي، اكثر من العراق، عشرات، بل مئات المرات…
عوائل مفككة
أطفال مشردون
فوضى وعنف وانتقامات بين المواطنين
كان المواطنين يقتحمون المخازن ويهاجمون القطارات..
فوضى في كل مكان..
لكن بدا فرض النظام تدريجيا،،،
لكن ما يهمني،، هو مشروع التثقيف،، بعد استقرار النظام،، وكان يتضمن النشر،،، والحث على القراءة،،، فضلا عن برامج التوعية، المركزية الممنهجة،، ”
وجدت صديقي مهتما بالموضوع،،، وقلت في نفسي،، هي فرصة لاراجع معه تفاصيل ذلك”
قلت له:
“شوف صديقي… بالرغم من كون النظام راسماليا،، الا ان اغلب المعالجات، كانت مركزية، وبدعم حكومي، في مجال الإسكان وغيره،،، والأهم هي المعالجات الثقافية،،، فقد ظهر ادب الاطلال او ادب ما بعد الحرب،، وكأن يركز على إزالة الحقد والكراهية من قلوب المواطنين، ونشر الذوق الإنساني والوطني،،، ”
انتبهت إلى صديقي،، وهو ينظر إلى الساعة الجارية،، فتداركت،، وقلت له:
” الزبدة،، نحتاج منهاجا ثقافي وطنيا،، مركزيا،، بوجود قائد وطني، مستقل،، محب للشعب،،، ولن ينجح الا بمساندة شعبية”
وللحديث بقية.

أحدث المقالات