خاص : كتبت – نشوى الحفني :
رغم كل ما تردد من أنباء مبعثرة عن زعيم تنظيم (داعش) الإرهابي، “أبوبكر البغدادي”، حول إصابته أو تسممه أو مقتله، في الوقت الذي رصدت فيه “الولايات المتحدة الأميركية”، مبلغًا ضخمًا لمن يدلي بمعلومات تساهم في القبض عليه، حتى ظهر، الاثنين الماضي، في تسجيل مصور جديد بعد اختفاءها لسنوات.
مؤسسة (الفرقان) الإعلامية، التابعة لتنظيم (داعش) الإرهابي، نشرت ما وصفتها بأنها رسالة مصورة من، “أبوبكر البغدادي”، في أول ظهور إعلامي له، على ما يبدو، منذ خمسة أعوام.
وفي تسجيل مصور، مدته 18 دقيقة، يقول “البغدادي” إن تفجيرات “عيد القيامة”، في “سريلانكا”، كانت رد للتنظيم على خسائرها في “الباغوز”، آخر معاقلها في “سوريا”.
ويقول الرجل إن التنظيم يخوض “معركة استنزاف، وسيثأر لقتلاه وأسراه”، داعيًا المتشددين النشطين في غرب إفريقيا إلى تكثيف الهجمات ضد “فرنسا وأحلافها”.
دليل هزيمة التنظيم..
وفي رد فعل عراقي رسمي؛ أكد رئيس الوزراء العراقي، “عادل عبدالمهدي”، أمس، أن زعيم تنظيم “الدولة الإسلامية”، (داعش)، في مكان معزول الآن، مبينًا أن ظهوره في فيديو، يوم أمس الأول، بهذه الهيئة بعيدًا عن جمهوره دليل على هزيمة التنظيم.
وقال “عبدالمهدي”، في مؤتمر صحافي مشترك عقده مع المستشارة الألمانية، “أنغيلا ميركل”، في “برلين”؛ إن: “(داعش) لم يختفِ تمامًا، لكنه تلقى ضربات قاصمة وكبيرة بعكس ما كان عليه الحال قبل عام ونصف من الآن، حينما كان يحتل مساحات شاسعة من العراق وسوريا”.
وتابع: “الآن يظهر البغدادي في مكان معزول غير معروف أين هو، لا يظهر وسط الجماهير كما ظهر في المرة الأولى في الموصل؛ وهذا دليل على الهزيمة الكبرى التي لحقت بـ (داعش)”.
وأوضح أن التنظيم “هو ليس منظمة صغيرة؛ بل منتشرة بشكل واسع، وسيحاول إعادة الثقة بمقاتليه والقيام ببعض الأعمال كما حصل في السعودية وسريلانكا مثلًا، لكن هنالك تراجع واضح في قدرات (داعش) وإمكانياته، ونحن فخورون بهذا الإنجاز”.
وأضاف قائلًا: “أما عن مكان البغدادي، هنالك بعض المعلومات الاستخباراتية، لكن لا نستطيع الكشف عنها، وواضح في الفيديو أن المكان بسيط وأنه في منطقة معزولة وحتى الملابس تشير إلى بعض المظاهر عن وضع البغدادي وخسارة التنظيم، وبالتالي هذا لن يغير شيئًا في التقييمات التي توصلنا إليها ويدل على أنه يجب أن نستمر في وحدتنا وتعاوننا للقضاء على بقايا (داعش) لأن التنظيم قد يعيد نفسه في حال بقيت خلاياه حتى لو لم يظهر على الأرض من جديد كما ظهر سابقًا، لكنه يستطيع القيام بعمليات مؤذية”.
برعاية الوكالات الاستخبارية العالمية..
من جانبها؛ ذكرت “العمليات المشتركة العراقية”؛ أنها “تدقق” في صحة الفيديو المنسوب إلى “البغدادي”.
وقال الرئيس السابق للجنة الأمن والدفاع في البرلمان، “حاكم الزاملي”، إن: “الظهور الأخير لأبي بكر البغدادي، وهو يوجه خطابه لمجموعة من تابعيه وولاته، تم تحت رعاية ودراية الوكالات الاستخبارية العالمية”، لافتًا إلى أن: “خطابه تم بحرية تامة بعد أن تضاربت الأخبار عن مقتله”.
وأضاف “الزاملي” أن البغدادي “حاول إرسال رسائل اطمئنان لمن تبقى من أتباعه بعد هزائمه في العراق وسوريا، وحاول إثبات وجوده من خلال استذكار بطولات قتلاه وتبنيه لتفجيرات سريلانكا وأحداث ليبيا، وتأسيس الولايات في مالي وغيرها من الدول”.
وأضاف “الزاملي” أن: “الإرهابي البغدادي؛ يحاول إثبات وجوده من خلال استذكار بطولات قتلاه وتبنيه لتفجيرات سريلانكا وأحداث ليبيا وتأسيس الولايات في مالي وغيرها من الدول”، لافتًا إلى أن خطابه تم بحريه تامة بعد أن تضاربت الأخبار عن مقتله.
تعهد بتعقب قادة التنظيم..
وإثر ظهوره؛ تعهدت “الولايات المتحدة” بتعقّب قادة تنظيم “الدولة الإسلامية” الطلقاء وإنزال الهزيمة بهم.
وقال متحدث باسم “الخارجية الأميركية” إن التحالف الذي تقوده “الولايات المتحدة” ضد التنظيم المتطرف سيقاتل في كل أنحاء العالم لـ”ضمان هزيمة دائمة لهؤلاء الإرهابيين وإحضار القادة الذين لا يزالون طلقاء أمام العدالة لينالوا العقاب الذي يستحقونه”.
وأثار ظهور “البغدادي” العديد من التحليلات، سواء بالداخل العراقي أو على المستوى الدولي، من خلال المحللين الأجانب والصحف الغربية.
رسالة بعدم وجود دولة تمكين..
فمن جهته؛ يرى الخبير الأمني والمقرب من الاستخبارات العراقية، “فاضل أبورغيف”، أن: “الخطاب الذي ألقاه زعيم تنظيم (داعش)، أبوبكر البغدادي، في ظهوره الأخير، يعتبر رسالة واضحة، مفادها أنه ما عادت له دولة تمكين بالعراق والشام”.
مضيفًا “أبورغيف”، في سلسلة تغريدات عبر (تويتر)، أن: “البغدادي ظهر بشكل وهو يتصنع الراحة، حيث إنه خضب لحيته، ليبرق لأتباعه بأنه راضٍ ومرتاح، ولكنه أخطأ بجلسته غير المستوية، لأنها جلسة الطغاة والمستكبرين بالكتاب والسُنة”.
لأسباب ضغط داخل التنظيم..
فيما اعتبر الخبير في شؤون الجماعات المسلحة، “هشام الهاشمي”، أن: “ظهور البغدادي جاء لأسباب ضغط داخل التنظيم، حيث كانت الاستعدادات ضعيفة في مؤسسة الفرقان”.
وأضاف أن: “العراق يراقب، منذ أيلول/سبتمبر 2018، ضمن خلية خاصة شكلت مع العمليات الخاصة الأميركية للبحث عن البغدادي، ونجحوا إلى هذه الساعة بإسقاط 13 احتمالًا عن أماكن وجوده من أصل 17، وأصبحوا قريبين جدًا من حصر الاحتمالات بوجوده في صحراء الأنبار/منطقة وادي حوران العراقية أو بادية حمص السورية”.
ولفت إلى أن: “البغدادي حاول تنفيس الغضب والوجع الذي عانى منه أعضاء التنظيم في الباغوز من خلال الحديث عن عملياته الأخيرة في سريلانكا، إذ تسببت الظروف التي تعرض لها أعضاء التنظيم في الآونة الأخيرة بيأس كبير وإحباط شديد”.
يعلن بدء مرحلة جديدة من حرب العصابات..
وقال الصحافي والباحث المختص في شؤون الجماعات الإسلامية المتشددة، “حسن أبوهنية”، إن الظهور المصور لزعيم تنظيم (داعش) الإرهابي؛ يرتبط بأحداث كبرى، وهو الآن يعلن خسارة المحور السياسي وإعادة هيكلة التنظيم لبدء مرحلة جديدة من حرب عصابات واستنزاف.
وأكد “أبوهنية” أن التنظيم يلجأ حاليًا للعمل كـ”مافيا” لتأمين التمويل، كما أن القدرة التشغيلية الحالية للتنظيم لا تحتاج إلى أموال كبيرة، مشيرًا إلى أن (داعش) أحتفظ باحتياطي نقدي كبير قبل خروجه من “سوريا” و”العراق” وبإمكانة شن هجمات، خاصة أن عملياته السابقة في “أوروبا” كانت بتمويل ذاتي من خلاياه هناك.
وأوضح “أبوهنية” أن “واشنطن” تحاول الاستفادة من هذه التنظيمات وقضية الإرهاب؛ وقد منحها (داعش) ذريعة للتوسع في أماكن لم تكن تستطع الوصول إليها، خاصة في “إفريقيا”، حيث كثفت مشاركتها في قوات “إفريكوم”، كما تعتزم إنشاء أكبر قاعدة عسكرية في “النيغر”، كذلك ستحاول استثمار هذا التنظيمات للتمدد في “شرق آسيا” والضغط على “الصين” و”روسيا”.
وأوضح “أبوهنية” أن أجندة التنظيم تتقاطع مع مصالح دول إقليمية، لذا فهو يسعى لاستثمار الظروف والمشكلات المتجذرة ولخلق تقاطعات تساعدة في استثمار القوى الدولية والإقليمية.
ليحظى بتسليط الضوء والاهتمام الإعلامي..
وقال “هشام النجار”، الباحث في شؤون الحركات الإسلامية، أن “البغدادي” يستثمر الآن الهجمات الإرهابية في “سريلانكا” وغيرها؛ ليحظى بأكبر قدر من تسليط الضوء والاهتمام الإعلامي بما يتيح له لملمة تنظيمه وجمع شمله ومنع الإنشقاقات، علاوة على إتاحة الفرصة للتجنيد واستقطاب عناصر جديدة حول العالم، مضيفًا أن هذا الظهور في هذا التوقيت يعكس رغبة “البغدادي” في لعب دور “أسامة بن لادن” قديمًا في تنظيم (القاعدة)، وتقمص دور الملهم للجهاديين حول العالم، بعد أن فقد وخسر دور “رئيس الدولة الإسلامية” المزعومة.
وتابع أن علاقة “تركيا” بـ (داعش) مرت بمرحلتين، الأولى بعد دخول التنظيم إلى “الموصل”، حيث كان هناك دعم قوي له من قِبل “تركيا”، التي تحولت إلى ممر ومقر لعناصره، والمرحلة الثانية هي فتح مكاتب تجنيد للتنظيم في “إسطنبول”، وقدمت له “تركيا” دعمًا كبيرًا.
وأشار “النجار”، إلى أن المعادلة تغيرت، بعد عام 2015، بعد التفجير الذي استهدف الأكراد، حيث قويت شوكة (داعش)، وبدأ التنظيم يستهدف “أنقرة”، التي كانت تريد السيطرة على المناطق الخاضعة للأكراد خارج حدودها من خلال التنظيم، لكن التنظيم كان يريدها لنفسه، ومن هنا حدث الخلاف الكبير.
يشبه ما كان يفعله “بن لادن”..
قال “أحمد قبال”، الباحث المتخصص في الشأن الإيراني، إن ظهور زعيم تنظيم (داعش)، “أبوبكر البغدادي”، رغم تأكيدات أميركية وروسية وأيضًا عراقية، بمقتله، يشبه ما كان يفعله زعيم تنظيم (القاعدة)، “أسامة بن لادن”.
وأوضح إن ذكر “أبوبكر البغدادي”، لآخر تطورات الأحداث في “السودان” و”الجزائر”، هدفها إثبات أن الفيديو جديد، لكن ليس من الواضح تحديدًا تاريخ تصوير هذا الفيديو، مشيرًا إلى أن “البغدادي” تحدث في بدايته عن إنتهاء معركة “الباغوز”، وأشار إلى طرد التنظيم من آخر جيوبه في “شرق سوريا”؛ ثم بوصفه خليفة للمسلمين، وإمعانًا في لعب دور الحريص على الأمة تطرق إلى الإعتداءات الأخيرة في “سريلانكا”، وخسائر التنظيم في “الموصل”، شمال “العراق”، و”سرت” الليبية.
وأوضح “قبال”، أن “البغدادي”، في حديثه عن سقوط “الباغوز”؛ يوجه رسائل لأطراف عدة في مقدمتها أنه رغم خسائره ما زال حيًا بوصفه خليفة التنظيم، وثانيًا أن التنظيم لديه القدرة على التحرك وتنفيذ عمليات معقدة وبالغة الدقة حتى في “سريلانكا”، ومن ثم ما زال التنظيم لديه القدرة على إتخاذ إجراءات تكتيكية تمكنه من إعادة السيطرة على مناطق أخرى بالعالم.
لخلط الملفات الإقليمية والتأثير على الرأي العام..
وأضاف: “يبدو أن جهة استخباراتية اختارت هذا التوقيت لظهور البغدادي؛ لخلط الملفات الإقليمية والتأثير على الرأي العام وإتجاهات الأنظمة في المنطقة وتشكيل محاور ضغط أحيانًا لتمرير سياسات وفرض خيارات جديدة وفق إستراتيجية معدة مسبقًا”.
وأشار الباحث في الشأن الإيراني، إلى أن الفيديو أظهر إصابة “البغدادي”، ومعه بعض المقاتلين، أي أنه ظل لفترة مصابًا ولم يتضح بعد مكان وجوده؛ وإذا ما كان داخل الأراضي السورية، كما ورد في بعض التقارير الاستخبارية أم انتقل إلى مكان آمن في دولة أخرى، لكن المؤكد أن “البغدادي” عازم على العودة من جديد، وربما في أماكن أخرى بالشرق الأوسط.
خطر حقيقي..
فيما قالت “ريتا كاتز”، مديرة مجموعة “سايت” الاستخباراتية الأميركية الخاصة، المختصة بمتابعة نشاطات الجماعات الإرهابية حول العالم، إن الفيديو الذي ظهر فيه زعيم تنظيم (داعش) الإرهابي يصور “الخطر الحقيقي” الذي يمثله كقائد للجماعة الإرهابية.
وأشارت “كاتز”، في تعليق على أول ظهور لـ”البغدادي”، منذ 5 سنوات، إلى أن الفيديو لا يصور فقط حقيقة أنه مازال حيًا، لكن كذلك أنه قادر على الظهور مرة أخرى لمؤيديه ليعيد التأكيد على رسالته: “نحن ضد العالم”، بعد كل التقدم الذي أحرزته دول العالم ضد التنظيم الإرهابي ونشاطاته، بحسب صحيفة (واشنطن بوست) الأميركية.
وذكرت الصحيفة الأميركية أن ظهور “البغدادي” يشير إلى نجاته من الهزيمة التي تكبدها التنظيم الإرهابي في “سوريا” و”العراق”، والتي خسر فيها كل معاقله، مشيرًة أيضًا إلى أنه لم يظهر أي علامة واضحة على إصابة أو عجز رغم التقارير التي لا حصر لها، خلال السنوات الماضية، التي إدعت إصابته في غارات جوية بـ”سوريا”.
وأضافت الصحيفة أنه رغم عدم ظهور أي علامة، في الفيديو، على مكان “البغدادي” حاليًا، إلا أنه من المعتقد أنه يختبيء في صحراء “سوريا” أو “العراق”، كما يبدو أنه تأكيد للإعتقاد المنتشر بنجاته من معركة (داعش) الأخيرة في “الباغوز” للدفاع عن آخر معاقله على الحدود “السورية-العراقية”.
ووفقًا لآراء عدد من المحللين، التي نقلها تقرير صحيفة (نيويورك تايمز)، فإن رسالة “البغدادي” واضحة تمامًا.
يقول التقرير إن مخاطرة “البغدادي” بالظهور في فيديو قد يكشف عن موقعه بسهولة أمر يستحق الدراسة، لكنه في الوقت ذاته يقول للعالم أن التنظيم رغم خساراته المتتالية مازال قائمًا، وربما مازال يشكل تهديدًا وخطرًا للناس حول العالم.
دعم معنوي لأنصار “داعش”..
ونقل التقرير تصريحات، “كولين كلارك”، زميل مركز “صوفان” للشؤون الأمنية، إن ظهور “البغدادي” بعد بقائه مختبئًا لفترة طويلة يأتي بمثابة دعم معنوي لأنصار (داعش) والمقاتلين المتبقين من الجماعة الإرهابية.
وأشار إلى أن ظهوره يُعيد التأكيد على أنه مازال الخليفة، وقائد مزعوم لجماعة خّلفت ورائها إرث من الضحايا بشكل أو آخر.
أخطاء إرتكبت في إستراتيجية التعامل مع “داعش”..
وذكرت صحيفة (إندبندنت) البريطانية، أن ظهور، “أبوبكر البغدادي”، زعيم تنظيم (داعش) الإرهابي، يعود إلى الأخطاء التي إرتكبت في إستراتيجية التعامل مع التنظيم الإرهابي.
وقالت الصحيفة البريطانية، في تقريرها، إن ظهور زعيم تنظيم (داعش) الإرهابي، “أبوبكر البغدادي”، له نفس تأثير الصدمة بعد ظهور “أسامة بن لادن”، زعيم تنظيم (القاعدة)، في أعقاب أحداث 11 أيلول/سبتمبر 2001، فمع تحرير آخر الأراضي التي احتلها تنظيم (داعش)، في آذار/مارس من هذا العام، كانت هذه المجموعة على وشك أن تتوقف عن العمل كتهديد خطير، إلا أن التفجيرات التي تعرضت لها “سريلانكا” أظهرت أن التنظيم الإرهابي مازال يحتفظ بقدرته على السيطرة على الأخبار الدولية بهجمات تفجيرية موجهة ضد المدنيين.
لا يزال قائمًا كمنظمة عاملة..
وأضافت الصحيفة البريطانية، في تقريرها، أنه من المؤكد أن ظهور زعيم التنظيم الإرهابي له أهمية رمزية، لإنه كانت هناك تقارير تتحدث عن موته أو إصابته بجروح خطيرة عدة مرات، ولكن ظهوره يزيد من الشعور بأنه حتى بعد أن عانى (داعش) من سلسلة من الهزائم المتكررة، فإنه لا يزال قائمًا كمنظمة عاملة، حتى لو كانت قوتها العسكرية قد استنفدت كثيرًا، لكن آخر مرة ظهر فيها “البغدادي”، في عام 2014، كانت في مسجد بـ”الموصل”، المدينة التي احتلها (داعش) خلال الإستيلاء على قوات محدودة تقاتل جيشًا عراقيًا كبيرًا مجهزًا جيدًا.
وتابعت الصحيفة بقولها: “لقد بذل (داعش) جهودًا هائلة لإبقاء البغدادي على قيد الحياة، عندما مات الكثير من قادة التنظيم، وربما كان يعيش سرًا داخل الموصل حتى منتصف فترة حصار المدينة تقريبًا، وأعتقد قادة الجيش العراقي في ذلك الوقت أن الهجمات المفاجئة التي قام بها (داعش)، ونشرت أعدادًا كبيرة من المفجرين الانتحاريين، والتي اخترقت مؤقتًا خطوط الحصار، كانت محاولة ناجحة لتهريب البغدادي ووصوله إلى بر الأمان قبل فوات الأوان، وكان مقاتلو (داعش) غير متأكدين، في العام الماضي، إذا كان زعيمهم حيًا أو ميتًا، بحسب السكان المحليين في شرق سوريا، وقد ذكروا أن قادة التنظيم قد أخبروا المقاتلين بأن مصير حركتهم على المدى الطويل لا يعتمد كليًا على بقاء زعيم التنظيم، حيث تساءل الكثير عما إذا كان قد مات بالفعل”.