مشاركة إسرائيل في معرض “إكسبو دبي 2020” .. هل بدأ التطبيع العلني ؟

مشاركة إسرائيل في معرض “إكسبو دبي 2020” .. هل بدأ التطبيع العلني ؟

خاص : ترجمة – سعد عبدالعزيز :

من المقرر أن يُفتتح معرض (إكسبو دبي 2020)، في 20 تشرين أول/أكتوبر 2020، على أن يُغلق في العاشر من نيسان/أبريل 2021، تحت شعار: “تواصل العقول وصنع المستقبل”. ويُعد المعرض من أكبر وأهم الأحداث الاقتصادية في العالم.

ولقد انتشر خبر مشاركة “إسرائيل” في المعرض، انتشار النار في الهشيم في أرجاء العالم العربي، لا سيما مع اقتراب الإعلان عن “صفقة القرن” التي أعدها الرئيس الأميركي، “دونالد ترامب”.

الزعماء العرب لا يخشون التطبيع..

يقول الخبير الإسرائيلي للشؤون العربية والفلسطينية، “يوني بن مناحم”، إن مشاركة “إسرائيل” في معرض (إكسبو دبي 2020) تُظهر أن الزعماء العرب لا يخشون التطبيع، بل يروجون له بالتزامن مع اقتراب الإعلان عن “صفقة القرن”.

فيما يتابع معارضو صفقة “ترامب” – وعلى رأسهم الفلسطينيون بما فيهم حركتي “فتح” و”حماس” – أي ملمح من ملامح التطبيع العلني بين “إسرائيل” والدول العربية المعتدلة من أجل التنديد به، وفي هذه المرة كان التنديد من نصيب “الإمارات العربية المتحدة”.

إسرائيل تتفاخر !

من جانبها، تتفاخر “إسرائيل” على الملأ بمشاركتها المتوقعة في “معرض دبي”، حيث ستقدم إنجازاتها العلمية في مجالات المياه والطب والتكنولوجيا.

وقد رحب رئيس الوزراء الإسرائيلي، “بنيامين نتانياهو”، بمشاركة بلاده في المعرض، واصفًا المشاركة بأنها تعبير آخر عن مكانة “إسرائيل” الصاعدة في العالم والمنطقة.

إنتهاكًا لقرارات القمة العربية..

وردًا على ذلك؛ أصدرت حركة “حماس”، بيانًا، وصفت فيه مشاركة “إسرائيل” في “معرض دبي” بأنها تمثل “تطورًا خطيرًا”.

وطالب المتحدث باسم الحركة، “سامي أبوزهري”، دولة “الإمارات العربية المتحدة”، بعدم السماح بتلك المشاركة لأنها تُشجع الجرائم الإسرائيلية وتُعد إنتهاكًا لقرارات “القمة العربية” الأخيرة في “تونس”.

كما احتجت “السلطة الفلسطينية” على مشاركة “إسرائيل” في المعرض. وأوضح مستشار رئيس السلطة الفلسطينية للشؤون الدولية، “نبيل شعث”، أن السلطة ستتواصل رسميًا مع دولة “الإمارات”، ووصف مشاركة “إسرائيل” في “معرض دبي” بأنها تُعد إنتهاكًا لقرارات وزراء الخارجية العرب ومخالفة للموقف الفلسطيني. وأكد “شعث” على أن “التطبيع مع إسرائيل هو خطأ جسيم من جانب أية دولة عربية”.

لم يعد التطبيع في الخفاء..

يرى “بن مناحم” أن التطبيع السري بين “إسرائيل” ودول الخليج بدأ يطفو على السطح، خلال الأشهر الأخيرة، مع اقتراب الإعلان عن “صفقة القرن” التي وضعها الرئيس “ترامب”، والتي من المفترض أن يكون التطبيع العلني جزءًا لا يتجزأ من بنودها.

ولقد بدأت “إسرائيل” تُشارك على الملأ في الفعاليات الرياضية والثقافية المُقامة ببعض الدول العربية، مثل “الإمارات” و”قطر” و”عُمان” و”البحرين”. هذا بالإضافة إلى الزيارة الرسمية التي قام بها رئيس الوزراء الإسرائيلي، “نتانياهو”، إلى “سلطنة عُمان”، في تشرين أول/أكتوبر من العام الماضي.

أما الدولة الوحيدة التي تمتنع عن استضافة وفود إسرائيلية بشكل علني، فهي “المملكة العربية السعودية”، لكن العرب على يقين تام بوجود علاقات سياسية وأمنية وثيقة من وراء الكواليس بين “إسرائيل” والقصر الملكي السعودي، وبأن تلك العلاقات ستُصبح علنية حينما يمكن لـ”السعودية” أن تسمح بذلك .

الإمارات لم تعد تعبأ بإدانات الفلسطينيين..

بحسب “بن مناحم”، يبدو أن “الإمارات العربية المتحدة” لم تعد تعبأ كثيرًا بإدانات الفلسطينيين واحتجاجهم على مشاركة “إسرائيل” في معرض (إكسبو دبي 2020). ففي شهر آذار/مارس الماضي، دعا وزير خارجية الإمارات العربية المتحدة، “أنور قرقاش”، إلى انفتاح العالم العربي على “إسرائيل”، وطالب بتغيير نمط العلاقات بين الدول العربية و”إسرائيل” من أجل التقدم نحو تحقيق السلام بين “إسرائيل” والفلسطينيين.

التطبيع ليس مشروطًا بالقضية الفلسطينية..

يشير “بن مناحم” إلى أن هناك مسؤولون عرب يرون، مثلما ترى “إسرائيل”، بأن تطبيع العلاقات بين الدولة العبرية والدول العربية لا ينبغي أن يكون مشروطًا بإحراز اتفاق دائم بين “إسرائيل” والفلسطينيين، بل ينبغي أن تتطور العلاقات بشكل طبيعي، لأن “إسرائيل” ليست في صراع مع أية دولة عربية وأنها أبرمت اتفاقيات سلام مع “الأردن” و”مصر”.

وتتجاهل دولة “الإمارات” قرارات “الجامعة العربية”، التي تحظر التطبيع العلني مع “إسرائيل”، كما تتجاهل أيضًا قرارات القمة العربية ذات الصلة، وهناك دول خليجية أخرى تسير على نهج “الإمارات”، لعلمها بأن القرارات المذكورة غير مُلزمة، وبأن من مصلحتها التعاون مع “إسرائيل” ومع “الولايات المتحدة” الداعمة لها، من أجل مواجهة مخاطر “إيران” وتنظيم (داعش).

في الختام؛ يرى “بن مناحم” أن كبار المسؤولين في “السلطة الفلسطينية” يزعمون أن سبب العلاقات الودية بين “الإمارات العربية المتحدة” و”إسرائيل”، هو الدعم الهاديء والسري من جانب “المملكة العربية السعودية”، لـ”صفقة القرن”، على الرغم من التصريحات العلنية لهاتين الدولتين ودعمهما المزعوم لمبادرة السلام العربية ورفضهما لـ”صفقة القرن”.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة