يبدو ان الضغط الأمريكي الموجع وطوق الحصار الفعلي الذي سيدخل حيز التنفيذ في الثاني الشهر المقبل والموجه صوب حكومة ملالي طهران , وقبل ذلك القرار الأمريكي الذي أصاب القيادة الإيرانية في مقتل والذي صنف بموجبه الحرس الثوري الإيراني كمنظمة إرهابية ,والاضطرابات والانتفاضة الشعبية في الأحواز العربية , والشلل الإقتصادي والضائقة المالية التي يعاني منها الشعب الإيراني قد حدى بالقيادة الإيرانية كالعادة بالضغط على خلاياها في العراق والمنطقة بالشروع ببث الفوضى لخلط الأوراق واشغال الرأي العام العالمي والإقليمي والمحلي عن إرهابها المنظم الذي انكشفت جميع أوراقه والذي توسع ليصل مناطق بعيدة عن الحلم الإيراني ليتخطى العمق الأوربي والأفريقي, للتخفيف عنها من وطأة الضغط الدولي والداخلي الذي سيتنامى ويتسارع وربما سيخرج عن السيطرة قريبا !
ولقد أخطأت هذه المرة القيادة الإيرانية في تحديد الخصم والزمان والمكان والرجال في بعثرة الأوراق والذي سينعكس سلبا عليها وعلى عملائها لا محالة.
فكما هي إنزلقت وجانبت الصواب عندما مهدت وخططت وعبرعملائها في تأجيج الوضع الأمني في مملكة البحرين عام 2011 لمحاولة قلب نظام الحكم فيه والحاقه بجمهوريتهم البائسة ألاإسلامية وبائت بالفشل الذريع وتم قبر مشروعها التوسعي, ينبري اليوم احد اذرعها في العراق من حيث يدري او لا يدري ليحرك المياه الراكدة ويعزف على وتر الطائفية ليتدخل في الشؤون الداخلية بخرقه لسيادة دولة عربية (مملكة البحرين ) ,والتي تربطها مع حكومته كامل العلاقات الدبلوماسية في سابقة خطيرة وهي التي كانت على طول الخط متخذة مواقف محايدة من كل اخفاقاتهم في العراق وما جلبوه من ثبور وويلات للشعب العراقي, مطالبا إياها وبكل صلافة بتنحي ملكها وحكومتها وإجراء انتخابات فيها تحت مظلة الأمم المتحدة !!
مما اثار حفيظة سعادة وزير الخارجية البحريني الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة ليجيبه بتغريدة صاعقة على موقعه ثم تم إستدعاء القائم بأعمال السفارة العراقية في البحرين وتسليمه بيان شديد اللهجة !!
ويتناسى السيد ان بلاده تئن منذ 16 عاما تحت حراب احتلالين بغيضين مزقوه شر ممزق وأحالوه الى اثر بعد عين ,وأنه والزمرة التي أتت فوق ظهر الدبابة الامريكية والآخرين الذين تسللوا عبر الحدود الإيرانية قد جثموا فوق صدر العراقيين واحالوا البلاد الى خراب تنعق فيه الغربان ليل نهار, وتوالت على حكمه أحزابا دينية وفئوية نهبوا خيراته وشردوا اهله وقتلوا كفاءته وفتحوا بوابته الشرقية على مصراعيها لتكون ممرا آمنا لعدو تاريخي يضمر للعرب كل الحقد والبغض وتتلبسهم عقدة الهزيمة والانكسار منذ اندحار جدهم كسرى على يد الفاروق عمر .
فبدل ان تكون سيدنا عونا لشعبك وصادقا مع مقلديك ومؤيديك وتجعل منهم قوة ضاربة تقف ضد الاحتلال الإيراني وما اقترفوه بحقه من تصدير لكل الموبقات وانتهاك للحرمات ونشر الفساد وقتلهم للأبرياء بالكواتم من السلاح بغير حق وهدم المساكن بالقاذفات الحارقات , وسكوتك المتعمد عن تنفيذ مخطط ايران من قبل القيادات الموالية لأمر خبيث خطير في إيقاف عجلة التعليم والنمو والزراعة وشل الصناعات , ثم تحويله لبلد مستورد لكل شيء من جارة السوء ليتحول السوق العراقي الى اكبر مستهلك لأسواء بضاعة ومنتج ايراني مقابل مليارات الدولارات دون حسيب ولا رقيب , فبدلا من التصدي لهم و محاربة الفساد المنظم ووقف الانفلات الأمني وحتى الأخلاقي والحد من انتشار آفة المخدرات والجهل والفوضى التي تضرب البلاد من اقصى شماله الى اقصى جنوبه والتي وصلت بنتنها ان تزكم الانوف والأرض والسماوات !!.
كنت تكتفي سيدنا بالاستعاضة عن ذلك بين الحين والآخر بشحن مؤيديك ودفعهم بالقيام بمظاهرات مليونية فارغة تتخللها شعارات زائفة وخرافات بالية , بالمقابل نراكم تصمتون صمت الموتى في المطالبة باستعادة خيرات بلدكم والتي لا تحصى ولا تعد وميزانيته الترليونية التي تسرق في وضح النهار وتبدد , وبمباركة المراجع والمعممين لتستقر في البنك المركزي الإيراني بعقود وهمية وأخرى في حسابات فلكية في المصارف الغربية وحتى منها العربية فضلا عن تفكيك مصافيه ومصانعه العملاقة وتهريبها تحت جنح الليل الى طهران!!
مع كل تلك الفواجع التي تتغافل عنها الطبقة السياسية والمراجع الدينية , تنصبون أنفسكم سيدنا لتكونون حامي الحمى لشعب البحرين لتطالب بحقوقه والتي لن يصل الشعب العراقي المبتلى بحكمكم لمعشار رفاهية عيشيهم لعقود مقبلة!
وتوهم الناس بتصريحكم وهرطقتكم أن العراق وشعبه يعيش تحت حكمكم بأزهى أيامه وربما فاق سوسيرا وسحرها جمالا ورخاءا واستقرارا !!
هذا الخداع وتلك الأساليب الرخيصة لم تعد تنطلي بعد اليوم على احد ,فلقد كان بالإمكان ان تجعلون من العراق جنة الله على الأرض وتنهضون به ليكون في مصاف الدول المتقدمة خلال الفترة المنصرمة , بعد ان سلمتكم أمريكا مقاليد حكمه دون جهد منكم لكنكم آليتم إلا الارتماء في حضن إيران وأحلتم بلدكم جحيما من فوقه بركان , من اجل ان يرضى عنكم سيدكم القابع في قم والمتسلط على ايران !
لكن صدقوني فبعد ان يضيق الخناق على نظام الملالي قريبا ستكونون كبش الفداء وسيتخلصون منكم عبر ذراعهم قاسم سليماني وجنرالاته بإشعال نار الفتنتة فيما بينكم ثم ينسلون تحت جنح الليل هاربين لينجو من ينجو بنفسه فالمركب عند هياج البحر وصرصر الريح العاتية لا يتسع للكثير .
واذكركم انه وبالرغم مما تم اقترافه ضد الشعب العراقي لم تتدخل يوما قيادة البحرين في شؤونكم الداخلية عملا بمبدأ احترام سيادة الدول والذي لم ترعو له لا انتم ولا من سبقكم كالمقبور الجلبي وسيء الصيت المالكي ووزير خارجيتكم السابق الجعفري , فجميعكم تعزفون على نفس الأسطوانة المشروخة وتعيدون نفس الكلام كالببغاء الذي يتباهى به صاحبه لمهارة تقليد غيره وتغييب عقله.
وكم حاولت دول مجلس التعاون الخليجي تتقدمهم شقيقتنا الكبرى المملكة العربية السعودية احتواء العراق والتقرب من حكوماتكم المتعاقبة وغلق ملفات الماضي وطويها وفتح صفحة جديدة من التعامل والتعاون من اجل مصالح الشعب العراقي الذي ضاق بكم ذرعا مما وقع عليهم من جور وإرهاب ,وكذلك أوصلت لكم رسائل تطمين بفتح الأذرع لكم كأشقاء وثني الواهمين منكم عن الركض خلف المشروع الإيراني الذي اصبح في حكم الميت سريريا وفق المتغيرات الدولية , والعودة للحضن العربي وتعاملوا معكم بمبدأ فقهي عظيم هو (درء المفاسد مقدم على جلب المصالح) ووضعوا العراق نصب اعينهم في تغليب مصلحته وشعبه وإعادة دمجه في الأمة العربية , وانتظرت منكم طويلا ومن غيركم القفزعلى المصالح الحزبية والمذهبية والفئوية الضيقة التي ما زالت ملازمة لكم وملازمين لها وغارقين فيها الى حد الأذقان لكن دون جدوى .
ويبدو كما قيل ( ان الطبع يغلب التطبع) والولاء فيكم لولي النعمة متجذر ومتشبع !!