(حزب العمال الكردستاني (PKK) (بالكردية(Partiya Karkerên Kurdistan) :
هو حزب سياسي كردي يساري مسلح ذو توجهات قومية كردية وماركسية – لينينية هدفه إنشاء ما يطلق عليه الحزب دولة كردستان المستقلة. يعتبر الحزب في قائمة المنظمات الإرهابية على لوائح الولايات المتحدة والمملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي وتركيا وإيران وسوريا وأستراليا. وقال زعيم حزب العمال الكردستاني في مقابلة أن السبب الوحيد وضع اسم المنظمة على قائمة المنظمات «الإرهابية» هي المصالح الاقتصادية والسياسية لتركيا مع الدول الغربية.
نشأ الحزب في سبعينيات القرن الماضي ، وتحوّل بسرعة إلى قوة مسلحة بزعامة )عبد الله أوجلان(،وحولت منطقة جنوب شرق تركيا إلى ساحة حرب في الثمانينيات والتسعينيات من القرن العشرين.
حركة سرية تبنت النهج الماركسي الثوري ، ومن ثم اضطرت أثر الهجمات الشرسة للدولة التركية إلى الخروج إلى منطقة )الشرق الأوسط (لبنان وسوريا ، وتلقي التدريب العسكري مع المقاومين الفلسطينيين واللبنانيين ، ومن ثم عادت الحركة بكوادرها المسلحة إلى جبال المناطق الكردية لإعلان الحرب ضد الدولة التركية.
و من وجهة نظر الأكراد أنها أرضهم التي أخذت منهم منذ أعواماً عدة. وإنَّ قضيتهم تشبه قضية فلسطين ، إلا أنَّ قضية فلسطين صراع ديانات بين الإسلام واليهودية, وهم يقولون بأنهم سبق وأن اتفقوا مع الأتراك علي العمل سوياً،ولكن الأتراك نقضوا عهودهم واستولوا علي المناصب العليا بالبلد ، وحرم منها الأكراد ، وأنهم يريدون أن يستردوا أراضيهم ويطردون منها الأتراك ، ففي النهاية الأتراك هم من سرقوا أراضي الأكراد منذ القدم.. ـ كما يقولون ـ .
هذا الحزب اتفق مع الحكومة التركية على ما سيوضحه التصريح الحكومي العراقي الآتي :
وحسبما صرّح النائب عن ائتلاف دولة القانون كمال الساعدي حق الحكومة العراقية باعتقال مسلحي حزب العمال الكردستاني التركي لدخولهم البلاد دون سند قانوني وبصفة فصيل إرهابي مسلح ـ على حد قوله ـ .
وقال الساعدي في تصريح للوكالة الوطنية العراقية للأنباء/نينا/ :” إنَّ أية جهة لا يحق لها من الناحية الدستورية أن تدخل الأراضي العراقية دون موافقة الحكومة . وإذا كان الأمر يتعلق بقوة عسكرية أجنبية فهذا أمر خطير “.
وأضاف :” إن الاتفاق التركي مع حزب العمال موجه ضد العراق ، لنقل الصراع إلى أراضينا “.. متسائلاً ” كيف سمح بارزاني لهؤلاء بالوجود في الأراضي العراقية ، خاصة عندما صرحوا بأنَّ أمر الحكومة العراقية لا يهمهم “.
يذكر أن الحكومة التركية توصلت إلى اتفاق مع زعيم حزب العمال الكردستاني (عبدالله اوجلان) يقضي بإنهاء النزاع المسلح مع الحكومة التركية، على أن يخلي مقاتلو حزب العمال أماكن وجودهم في تركيا والانسحاب الى جبل قنديل في شمال العراق.
وقد وصلت الدفعة الأولى من مقاتلي حزب العمال الى إقليم كردستان صباح اليوم الثلاثاء، وتضم الدفعة ، حسب مصدر كردي ، 15 شخصا وصلوا من خلال جبال قنديل ودخلوا منطقة (هرور) في جبل متين في محافظة دهوك. (المصدر: جريدة المستقبل العراقية)
والحالة هذه ؛
فلو أرجعنا ذاكراتنا إلى سنوات الستينيات والسبعينيات والثمانينيات والتسعينيات ، عندما كانت الصراعات السياسية والعسكرية بين الحكومات العراقية والأكراد العراقيين، وعندما كانت المطاردات السياسية من قبل نظام البعث للشيوعيين والإسلاميين، وكيف كانت الفرحة التي تغمر المعارضين العراقيين، عندما كانوا يجدون حدود دول الجوار مشرعة أمام قدومهم، وهم يهربون من الظلم الذي كان يمطر عليهم جمر السياسات المناوئة.
ماذا لو كانت تركيا قد أوصدت منافذها الممكنة أمام المناضلين الشيوعيين العراقيين الذين هربوا إلى منافي الفرار من مطاردات الأنظمة القمعية لمعتقداتهم ومعارضاتهم ووجودهم وحياتهم؟!!
ماذا لو كانت إيران قد أوصدت حدودها أمام المقاتلين الأكراد والمجاهدين من أبناء الدعوة الإسلامية؟!!
هل سيكون وجود للحزب الشيوعي أو لحزب الدعوة الإسلامية حتى يومنا هذا، في وقت كان فيه النظام السابق لا يبقي ولا يذر معارضاً لسياساته ، بل ؛ كان يمحو من يختلف عنه في الرأي والمبدأ عن الأرض العراقية ، إن لم يلاحقه حتى منفاه الأخير !!!؟..
ثم ؛ أليس هنالك عراقيون سياسيون ، كانوا يعارضون نظام البعث الذي كان يحكم العراق منذ أكثر من قبل نيسان/ 2003، وهم ما زالوا يعيشون في منافيهم التي اختاروها .. بل؛ تجنـّسون واتخذوا أرزاقهم فيها، حتى عُدّوا من أبناء ذلك الوطن الذي آواهم من جوع وآمنهم من خوف ؟!.. ألم تشير الأحداث التاريخية إلى أن نازحين جدد عمّروا أراض ٍ و مناطقَ أوطان ٍ غير أوطانهم ؟!!.. ألم يقل الله تعالى : ((قالوا كنا مستضعفين في الأرض، قال ألم تكن أرض الله واسعة فتهاجروا ))…
لماذا لا يرحب العراق بالوافدين إليه، ما داموا هم أناس لا يختلفون عن حال العراقيين المطاردين من الحكومات العراقية السابقة ، أولئك المطاردون الذين أصبحوا الحاكمين اليوم،وهؤلاء ؛ ربّما سيصبحون حاكمي تركيا غدا !
لماذا لا نحب لأخينا الإنسان اليوم كما كنا نحب لأنفسنا أمس ؟!!
يقول عليٌّ عليه السلام : الإنسانُ أخٌ لك في الدين ، أو نظيرٌ لك في الخلق !..
لا أقول ؛ أن تكون حدودنا مشرعة ً أمام من هبَّ ودبَّ من الإرهابيين، بل أقول؛إذا كان الخروج القانوني عن طريق المنافذ الحدودية الرسمية للدولة التركية ممكناً، فلا أظن أنهم ملاحقون من قبل هذه الحكومة، أما والحالة تلك، فكيف سيستطيعون دخول حدودنا الوطنية وهم لا يستطيعون الحصول على جوار سفر رسمي ؟!
إنّهم أناس ملاحقون .. محاربون .. مطاردون ، لا مفرَّ لهم أقرب من العراق وشماله، لا مهرب لهم من الظليمة والملاحقة إلاّه .. إلا ّأن يتعايشوا مع من يألفون .. لغة ً وتاريخاً وحضارة وشعوراً قومياً مشترك.
مِنَ المؤمّل إنسانياً ـ من حكومة المركز ـ وعلى رأسها الأستاذ نوري المالكي
من المؤمّل قومياً ـ من حكومة الإقليم ـ وعلى رأسها الأستاذ مسعود البر زاني
أن يؤسسا لقرارٍ سياسي رسمي استثنائي مؤقت ، يتضمن ما يأتي : ـ
1/ تشكيل هيئة حكومية مشتركة من حكومة المركز وحكومة إقليم كردستان العراق ، تتولى تدقيق هويات الوافدين الأكراد عبر الحدود العراقية ـ التركية .. بالدخول الرسمي وغير الرسمي ، وتنظيم عملية العبور وتوثيقها رسمياً.
2/ توفير الإسكان المناسب ، وتأمين دخل المعيشة المناسب لكافة الوافدين ـ وفقاً لـ(1) أعلاه،وذلك من ميزانية تخصيص الإقليم بصفتهم ضيوف عليه ومثلاء في القومية،مع النظر بمنحة مالية إنسانية من حكومة المركز لغير العراقيين لدعم التخصيص المذكور ، ولمدة تحددها اللجنة ، لحين إستقرار الاتفاق السياسي بين أكراد وحكومة تركيا، ومن ثم مطالبتهم بالعودة إلى أرض وطنهم ، بالمدة التي ستحددها الظروف التي تراها الهيئة المذكورة.
إنَّ العراق اليوم ؛ تحكمه حكومة مكوّنة من أطياف سياسية كانت تعاني من آلام وآهات المطاردات السياسية ، وقد فتح الله سبحانه وتعالى عليها اليوم ، فهي مدعوّة اليوم ـ مثلما هي كانت تتمنى أمس ـ إلى التعامل الإنساني مع قضية نزوح أكراد تركيا إلى الأراضي العراقية،ونحن على يقين بأنَّ هذا السلوك الإنساني لحكومتي المركز والإقليم سوف يسجل في تاريخ العراق، وسوف يبعث الأمل في نفوس شعوب العالم المظلومة عامة ، وشعوب دول الجوار خاصة ً ، وفي نفوس أخواننا الأكراد العراقيين تحديداً ، وألف عين لأجل عين تكرمُ .. والله ولي القصد ؛؛؛