حائر بين الحكومات المتعاقبة .. “مشروع خامنئي” لظهور “إمام الزمان” !

حائر بين الحكومات المتعاقبة .. “مشروع خامنئي” لظهور “إمام الزمان” !

خاص : ترجمة – محمد بناية :

في خطبة الجمعة الماضية؛ قال “أحمد علم‌ الهدی”، إمام الجمعة في مدينة “مشهد”: “بقيت مرحلتان على ظهور الإمام الثاني عشر للشيعة، هما تشكيل (الدولة الإسلامية) و(المجتمع الإسلامي)”.

وأضاف: “بعد هاتين المرحلتين؛ تأتي مرحلة تشكيل (الحضارة الإسلامية)، فإذا نصل إلى هذه المرحلة يظهر الإمام المهدي”.

وأكد إنتهاء مرحلتي، “الثورة الإسلامية” وتشكيل “حكومة إسلامية”، خلال السنوات الأربعون الماضية.. هذه المراحل الخمس؛ ليست إبتداع “أحمد علم الهدى”، وإنما ورد حلم بناء “المجتمع الأنموذج”، الذي يكون “مثار إلهام جميع شعوب العالم” و”تشكيل أمة عالمية واحدة”؛ وكذلك “حكومة المستضعفين العالمية”، في مقدمة “دستور الجمهورية الإيرانية”، ولطالما تجلت في نبرة المرشد الإيراني.

لقد أضطلع آية الله “علي خامنئي”، على مدى الثلاثون عامًا الماضية، برسم خطوط المراحل الخمس بشكل منظم. فقال في البداية: “يمكن صناعة (الدنيا الإسلامية) من (الدولة الإسلامية)”.. ثم تغيرت بعد ذلك إلى عبارة “الحضارة الإسلامية” أو “الحضارة الإسلامية الحديثة”.

وعلاوة على هذه التصريحات؛ فقد أُلفت الكُتب في توضيح المراحل الخمس، وقُرأت في المراكز المحسوبة على “الحرس الثوري” و”الباسيغ”، لاسيما “حلقات الصالحين”، وهي عبارة عن مجموعات تعليمية يديرها “الباسيغ”. وكذلك إنشاء “مركز النموذج الإيراني الإسلامي المتطور”، عام 2011، حيث الهدف كما نصت عليه الوثيقة النهائية للمركز، والمعلنة في العام 2018، هو تقديم نموذج متطور والتحرك بإتجاه “الحضارة الإيرانية الإسلامية الحديث منتصف القرن المقبل”. على حد ما رصده “رضا حقیقت‌نژاد”، على موقع (راديو الغد)؛ الأميركي الناطق بالفارسية.

حكومة “خاتمي” والدولة الإسلامية..

تحدث آية الله “علي خامنئي”، بتاريخ 5 شباط/فبراير 1992، عن الإتجاه صوب “الحكومة والمجتمع والدنيا الإسلامية”، قبل أن يتعرض في لقاء مع مسؤولين للحديث بشكل مفصل عن هذه المراحل الخمسة.

حيث أطلق على اندلاع “الثورة الإسلامية”، عام 1979، المرحلة الأولى، ووصف تشكيل “الجمهورية الإسلامية”، بالمرحلة الثانية، وقال: “نحن في المرحلة الثالثة، أي تشكيل الحكومة الإسلامية، ولم نصل بعد إلى الدولة الإسلامية.. ولا يمكننا حتى الآن أن ندعي أننا دولة إسلامية”.

حكومة “أحمدي نجاد” الإسلامية ورؤى القائد..

من أشهر خطابات آية الله “علب خامنئي”، في هذا الصدد، الخطبة المؤرخة، بتاريخ 19 آب/أغسطس 2005، حيث كان “أحمد نجاد” قد وصل إلى السلطة حديثًا.

وقد أكد في هذا الخطاب على أن: “الحكومة الإسلامية هي المرحلة التي تلي النظام الإسلامي”. ولقد كان لهذا التأكيد، آنذاك، معنى ومغزى، فلقد تمحورت شعارات “أحمدي نجاد” الانتخابية، آنذاك، حول تشكيل “حكومة إسلامية”، حيث قال: “إن تشكيل الحكومة الإسلامية أهم من التضحية بالآلاف من أحمدي نجاد”.

وقدم “نجاد” مجموعة من الأمثلة السلوكية وخطط الدولة الإسلامية؛ بما يتناغم بشكل كامل مع ملاحظات، آية الله “علي خامنئي”. ولقد كان من الطبيعي أن يرى، “أحمدي نجاد”، في نفسه، الحكومة الإسلامية، ويقول: “أمتنا تعتزم رفع راية الإسلام على الدنيا بتشكيل مجتمع إسلامي نموذجي”.

واستمر تأكيد “أحمدي نجاد”، الملموس، على “الحكومة الإسلامية” حتى العام 2009. وكان بعض الأصوليين قد تحدثوا، آنذاك، عن اقتراب تشكيل “الحكومة الإسلامية”. وتبلورت مع شيوع هكذا إحساس؛ المساعي الرامية إلى تشكيل “المجتمع الإسلامي”.

وأحد روافد هذه المساعي كان العمل على “تطوير منظومة التربية والتعليم”، والذي برز في شكل وثيقة “مشهد المقدسة”، عام 2006. وكانت تهدف إلى بناء “مجتمع إسلامي” تحت مسمى، “الحياة الطيبة”، تمهيدًا لبناء “المجتمع المهدوي العالمي”.

وكان المستهدف الأول؛ تغيير محتوى الكتب المدرسية، وكما قال المرشد: “لابد من إضافة المعارف الإلهية والإسلامية والمدنية والحضارية والإنسانية، وإضافة بعض النصوص في المناهج التعليمية للفتيات تتعلق بربات البيوت وتربية الأبناء”.

لكن توتر علاقات “أحمدي نجاد” مع المرشد و”الحرس الثوري”، وغلبة نبرة “المدرسة الإيرانية” على الحلقة المقربة من “أحمدي نجاد”، ساهم في التعامل بإستخفاف مع رؤى المرشد وفشل معظم المشاريع المتعلقة بالحياة الطيبة.

حكومة “حسن روحاني” الإسلامية..

بعد إنهيار رؤى المرشد في عهد “نجاد”؛ عادت فكرة تشكيل “الحكومة الإسلامية” إلى نقطة الصفر مجددًا. وهذا ما عبرت عنه صحيفة (الرسالة) الأصولية، بتاريخ 3 تموز/يوليو 2012، حيث كتبت في افتتاحيتها: “كل من يتطلع للفوز في الانتخابات الرئاسية؛ يجب أن يلتفت إلى مفهوم الحكومة الإسلامية”، مع هذا كان شعار الحكومة الإسلامية الأكثر إغترابًا بين شعارات المرشحين للرئاسة، وقلما تحدث “خامنئي”، آنذاك، عن هذا الموضوع، ولم يخاطب حكومة “حسن روحاني” بتشكيل الحكومة أو “المجتمع الإسلامي”.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة